هطول الأمطار يقلق النازحين في مخيمات إدلب

هطول الأمطار يقلق النازحين في مخيمات إدلب

06 أكتوبر 2019
مخيمات النازحين ينقصها التجهيز استعداداً للشتاء (إبراهيم يوسف/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت مخيمات النازحين في محافظة إدلب السورية، صباح اليوم الأحد، أولى زخات المطر، مع بدء الانخفاض التدريجي في درجات الحرارة، ما أثار القلق حيال فصل الشتاء وصعوباته، خصوصاً بين النازحين الذين وفدوا إلى المنطقة أخيراً خلال الأشهر الماضية، وهم حديثو العهد بحياة الخيمة.

وإذا كان هطول المطر يبعث التفاؤل في النفوس عموماً، لكنه بالنسبة للنازحين في مخيمات أطمة هو مدعاة للمخاوف والقلق مما هو قادم، خصوصاً أنهم عايشوا، على مدار الأعوام السابقة، العواصف الثلجية والسيول الجارفة.

الناشط الإعلامي من ريف حماة الشمالي، والمقيم في أحد المخيمات في تجمع أطمة، محمود توفيق، تحدث عن استعدادات الأهالي في الوقت الحالي لمواجهة الأمطار. وقال لـ"العربي الجديد": "بعض النازحين ممن كانت خيمهم بالية ومهترئة اشتروا شوادر جديدة، وغطوا بها خيمهم، وبعضهم ممن كانت خيمهم منخفضة ومثبتة على التراب مباشرة رفعوها وفرشوا تحتها الحصى، ثم أعادوا تركيبها، منعا لوصول المياه لممتلكاتهم فيها بحال هطول المطر".

وأضاف توفيق: "بعض النازحين لا يملكون خيما في الأصل، فمنهم من اشترى شوادر ليبني خمية، ومنهم من تدبر أمره في الخيام الموجودة داخل المخيمات، وهناك بعض المنظمات التي عملت على عزل الخيم وفرش الحصى بينها، ولكن بشكل جزئي، ولكن في المخيم الذي نقيم فيه، لم يحدث هناك استبدال للخيام البالية منذ نحو عام ونصف العام، وهناك الكثير من الخيام المهترئة والتي بحاجة للاستبدال".

وتابع توفيق "بالنسبة لنا في المخيم الذي نقيم فيه والذي تشرف عليه الأيادي الخضراء التي أعلنت أنها غير قادرة هذا العام على تزويد النازحين بمواد التدفئة، الأمر الذي سيزيد معاناة الأهالي هنا".

وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد لفت إلى ضرورة عمل المنظمات على تجهيز الطرق لفصل الشتاء داخل المخيمات. وأوضح مدير الفريق محمد حلاج لـ"العربي الجديد" أن رفع سوية أراضي المخيمات يتم من خلال رفع سوية الخيام عن سطح الأرض، إضافة لحفر الخنادق في محيط المخيمات، فضلاً عن محيط كل خيمة على حدة، وكلها من الأمور المهمة جدا للحفاظ على ممتلكات الأهالي عند هطول الأمطار وحمايتهم.

من جهته، قال الناشط خضر العبيد لـ"العربي الجديد" أن استعدادات النازحين في مخيمات إدلب محدودة، وهم يترقبون المنظمات والجهات الداعمة لتمنحهم خياما وعوازل لفصل الشتاء، فضلاً عن الأغطية وغيرها من المتطلبات الضرورية لهم.

وتابع العبيد "من خلال مشاهداتنا كناشطين وتنقلنا بين المخيمات، تبدو الصورة أسوأ مما هي عليه، والمعاناة كبيرة، والوضع الإنساني سيئ للغاية، فهناك خيام عمرها تجاوز الخمسة أعوام وهي مهترئة تماما، ولا يملك الجزء الأعظم من النازحين الدخل الكافي لشراء أو تجديد خيامهم، ويعملون على ترقيعها بشوادر أو غيرها".

وتضم مخيمات النازحين في ريف إدلب نحو 1.2 مليون نازح، بحسب إحصائيات صادرة عن فريق "منسقو استجابة سورية". وتفاقمت الأزمة الإنسانية فيها مع نزوح نحو مليون نسمة من مناطق ريف إدلب الجنوبي، وريف حماة الشمالي على مدار عام من العمليات العسكرية الموسعة على تلك المناطق.