سوريون بين الموت جوعاً وبرداً أو العيش وسط القصف

نازحون سوريون بين الموت جوعاً وبرداً أو العيش وسط القصف

04 أكتوبر 2019
ظروف مزرية في المخيمات (Getty)
+ الخط -
لا يمتلك النازحون من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي ترف الخيارات، فإما البقاء في العراء عرضة للبرد والجوع والعوز، أو العودة إلى بلداتهم وقراهم وإن كانت ما تزال تحت وطأة القصف بين الحين والآخر، مغامرين بحياتهم وحياة عائلاتهم في أمرين أحلاهما مرّ.

وقال أبو محمد كامل، أحد النازحين العائدين إلى بلدته في جنوب إدلب، لـ "العربي الجديد"، "عائلتي مكونة من سبعة أفراد أصغرهم لم يكمل عامه الأول، نزحنا من بلدتنا قبل نحو خمسة أشهر، قضيناها تحت شجر الزيتون، بظروف معيشية سيئة للغاية، فلا عمل ولا نحصل على طعامنا إلا بجهد جهيد، لا خدمات ولا رعاية صحية، وحرارة مرتفعة وحشرات وعقارب وأفاع، لكن هذه الأيام بدأ البرد، والأطفال لا يستطيعون تحمله، بعض الليالي الباردة أمضيتها أشعل النار إلى جانبهم علهم يشعرون بالدفء قليلا".

وأضاف "قررت أن أعود بهم إلى البلدة، بالرغم من أن القوات النظامية والروس يقومون باستهدافها ببعض القذائف بين الحين والآخر، لكن سلمت أمري إلى الله هو الحامي"، وبين أنه "أجرى بعض الإصلاحات في منزله، وكان الأثاث ما زال فيه رغم تضرر قسم منه".

ولفت إلى أنه "لم يستغرق في النوم منذ نزح، كما استغرق عندما نام في منزله في اليوم الأول، كانت أول ليلة أشعر بها بالأمان منذ أشهر"، متمنيا لو يتوقف القصف بشكل نهائي على المناطق السكنية.

بدوره، قال أبو إبراهيم الأطرش، نازح من جنوب إدلب، لـ"العربي الجديد"، "لسنا مخيرين في حياتنا، فالقصف أجبرنا على الخروج من منازلنا، والبرد اليوم يجبرنا على العودة رغم القصف، فنحن تعايشنا مع القصف منذ سنوات، وكذلك مع الموت، الذي أصبح خبرا بلا أهمية".

وأضاف "في الحملة الأخيرة كان النظام يعتمد سياسية الأرض المحروقة، كانت القذائف تنهال علينا كالمطر، وهي تزلزل الأرض من تحت أقدامنا، لكن اليوم أفضل فرغم خرق النظام للهدنة بشكل متكرر، لكن يبقى الوضع أخف من أيام الحملة العسكرية الأخيرة".

ولفت إلى أنه "في حال استمر واقع النازحين على حاله في ظل غياب المنظمات الإنسانية بشكل شبه كامل، إذ تحول الحصول على خيمة إلى حلم لكثير من العائلات النازحة، فلن يبقى أمام من لم يسيطر النظام على بلدته إلا العودة والعيش تحت القصف، وسيبقى عدد أكبر منهم بلا خيمة أو منزل يعودون إليه".

من جهته، قال مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج، إن "الفريق وثق عودة أكثر من 61 ألف نازح، حتى الآن، في وقت تستمر الانتهاكات على مناطق وأرياف محافظات إدلب وحلب وحماة، إذ تم توثيق استهداف أكثر من 21 منطقة في إدلب، و11 منطقة في أرياف حماة، و7 مناطق في أرياف حلب، إضافة إلى 6 مناطق في ريف اللاذقية، خلال الفترة ما بين 27 سبتمبر/أيلول و2 أكتوبر/تشرين الأول".

وأضاف: "استمرار القصف سيفتح الباب أمام المزيد من النزوح، مع اقتراب عدد النازحين من المليون". ولفت إلى أنه مع حلول فصل الشتاء، فإنه ينبغي على المنظمات والهيئات الإنسانية التحرك الفوري والعاجل لتأمين احتياجات المدنيين، وخاصة أن هناك نحو 242 مخيماً عشوائيا تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية.

المساهمون