"الشيوخ" الفرنسي يدعم حظر مشاركة الأمهات المحجبات بالنزهات المدرسية

"الشيوخ" الفرنسي يدعم حظر مشاركة الأمهات المحجبات في النزهات المدرسية

30 أكتوبر 2019
منع القرار الأمهات المحجبات من مرافقة أبنائهن (Getty)
+ الخط -
تتواصل حملة التمييز ضد المسلمين في فرنسا عبر المطالبة بـحظر الرموز الدينية، وتحريض الفرنسيين على مواطنيهم المسلمين، وعلى السياسيين الذين يتجرأون على الدفاع عنهم، حتى إنّ صحيفة "لوجورنال دي ديمانش"، نشرت، الأحد الماضي، ملفاً مثيراً حمل عنوان "الإسلام والعلمانية: ما يريده الفرنسيون"، اعتمدت فيه على استطلاعات رأي، زاعمة أنّ غالبية الفرنسيين يريدون التشدد مع المسلمين.

وقرر رئيس مجلس الشيوخ اليميني جيرار لارشي، استغلال الموجة لتحقيق نصر انتخابي، فانتقدَ موقفَ الرئيس إيمانويل ماكرون المتسامح مع حجاب الأمهات المرافقات لأبنائهن خارج المؤسسات التعليمية، على اعتبار أنّه غير مسؤول عمّا يجري في الشارع، فيما يرى لارشي أنّ ماكرون يتنصل من مسؤولياته.

ونجح لارشي، مساء الثلاثاء، في فرض مناقشة مجلس الشيوخ على مشروع قانون يحظر على الأمهات المحجبات مرافقة أبنائهن أثناء النزهات خارج المدرسة، وأقرّ المجلس التشريعي الذي يهيمن عليه اليمين، مشروع القانون. لكن حتى يكونَ قانوناً مُلزِماً في البلاد، يتعيّن أن يوافق عليه مجلس النواب، ويسود اعتقاد بأنّ ذلك لن يحدث بسبب مواقف ماكرون الرافضة.

ويعود الجدل المتجدد إلى ثلاثين سنة مضت، وخصوصاً من قبل الإعلاميين أمثال إيريك زمور والصحافي في صحيفة "لوفيغارو" إيف تيرار الذي قال بوضوح: "أكره الديانة الإسلامية"، وتحرص مختلف البرامج التليفزيونية على استضافة خبراء ومختصين من أصول عربية، ومغاربية تحديداً، لكونهم أكثر جلداً للذات.

وانتهزت صحيفة "شارلي إيبدو" هذه الأجواء، فصبّت الزيت على النار كعادتها عبر تكريس غلاف الصفحة الأولى، اليوم الأربعاء، لصورة كبيرة تُظهر الرئيس ماكرون وخلفه نساء محجبات، مع شعار "الجمهورية الإسلامية إلى الأمام"، مع تعليقه يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، حين سئل عن موقفه من ارتداء الحجاب في الشارع، فأجاب: "ليست قضيتي".

وستعود قضية الأمهات المحجبات إلى مجلس النواب، كذلك فإنّ ماكرون يتأهب لإطلاق خطته لمكافحة التطرف، رغم أنّ اليمين واليمين المتطرف، يريدون منه أن يخلطه بموضوع العلمانية، والذي لن يتردد آخرون في إلصاقه أيضاً بموضوع الهجرة واللجوء.


أما المسلمون، فتختلف ردود فعلهم على الوضع، كما تختلف الأجوبة، ولا تزال قضية تمثيل المسلمين في فرنسا من بين العوائق الكبرى، فكثير من المسلمين لا يرون أنّ مسجد باريس الكبير والمساجد التابعة له تمثلهم، رغم أنّ الرئيس ماكرون استقبل قبل أيام عميد المسجد، كذلك فإنّ المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي يتدخل وزير الداخلية في تعييناته، ليس أحسن حالاً.

ويؤكد الكاتب المهتم بشأن الإسلام في فرنسا والمقرب من ماكرون، حكيم القروي، أنّ 35% من النساء المسلماتِ في فرنسا محجباتٌ، وأن 70% من المسلمات في فرنسا يؤيدن ارتداء الحجاب.

لكن هؤلاء النسوة لا يجدن من يهبّ لنصرتهن حين يتعرضن لاعتداءات، أو يخرجن إلى الشوارع للتظاهر، وهذا ما يفسّر أنّ "الوصاية" التي يتحدث عنها مهاجمو الحجاب في الشارع لا تصمد في مواجهة نساء يحترمن العلمانية التي تسمح للنساء بإشهار ديانتهن.   

ويبدو أنّ كثيرين نسوا يوم صاح وزير الداخلية والأديان الأسبق مانويل فالس: "يستطيع يهود فرنسا ارتداء القلنسوة بفخر"، وهذا ما تفعله النساء المحجبات غير أنّه يغضب الكثيرين، وبينهم سياسيون وإعلاميون.