شباب عراقيون يصلون إلى ساحات التظاهر مشياً على الأقدام

شباب عراقيون "لا يملكون أجرة النقل" يصلون لساحات التظاهر مشياً على الأقدام

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
25 أكتوبر 2019
+ الخط -
أجبر آلاف الشباب العراقيين العاطلين عن العمل ممن لا يملكون أجرة النقل على السير مشياً على الأقدام إلى ساحات التظاهر اليوم الجمعة، مؤكدين أن التظاهرات هي فرصتهم الوحيدة لاستعادة حقوقهم المسلوبة في بلد يعدّ من أغنى بلدان العالم نفطيا.

وقال الشاب محمد عبد الله، وهو خريج إحدى الجامعات العراقية، إنّه "قرر بمعية عشرات الشباب العاطلين عن العمل، الذهاب إلى ساحة التحرير مشياً على الأقدام من مناطقهم التي تبعد بين 5 و7 كيلومترات عن الساحة، وذلك قصد المشاركة في التظاهرات"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنهم "لا يملكون حتى أجرة النقل، كونهم عاطلين عن العمل منذ عدة سنوات، بسبب الفساد والسرقة اللذين انتشرا في البلد وحرماهم حقوقهم".

وتابع: "المسافات التي قطعناها مشياً متعبة جدا، لكنها لن تثنينا عن التظاهر. التظاهرات اليوم هي فرصتنا الأخيرة، لن نتراجع ولن نعود ولن تقنعنا الوعود الحكومية الكاذبة التي سئمنا سماعها، فلا مستقبل لنا مع سيطرة الأحزاب الفاسدة على مقدرات البلد. سنواصل التظاهر ولن نتراجع حتى نحصل على حقوقنا المسلوبة".

وأشار إلى أن "مئات المتظاهرين في بغداد والمحافظات الأخرى، لا يملكون أجرة النقل، وهذه الحالة التي يعانيها الشباب ستكون سببا في استمرار التظاهر حتى أخذ الحقوق".

ويؤكد منظمو التظاهرات، أن هذه الاحتجاجات غير مدفوعة أو مدعومة من أي جهة سياسية، وأن عمادها الشباب المعدمون، الذين لا يملكون حتى أجرة النقل.

وقال مهدي الحلفي، وهو أحد القائمين على تنظيم التظاهرات، إن "الغالبية العظمى من المتظاهرين في المحافظات هي من شباب الطبقة المعدمة، الذين سلب الفاسدون وأحزاب السلطة أبسط حقوقهم، ولا وجود لأي جهة سياسية أو حزبية تحاول ركوب الموجة"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "هؤلاء الشباب لا يريدون العودة إلى منازلهم من دون تحقيق التغيير والمطالب المشروعة". وأضاف: "إنهم يفضلون الموت على حياة معدمة".


وأكسبت حالة الحرمان والعوز التي يعانيها أغلب المتظاهرين العراقيين، التظاهرات قوة مختلفة وولدت لدى الشباب إصرارا على استمرارها.

وقال عضو التيار المدني، ماهر الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن "المتظاهرين اليوم لا يثقون بأي وعود حكومية، حتى إنهم لا يستمعون لها، فهم يعتبرون الطبقة السياسية الحالية فاسدة بدون استثناء، سلبتهم حقوقهم"، مشيرا إلى أن "حالة الحرمان التي يعانيها المتظاهرون هي الوقود الذي يشعل التظاهرات، والتي ستحدث تغييرا لا محالة".

دلالات

ذات صلة

الصورة
عراقي يتحدى إعاقته (العربي الجديد)

مجتمع

لم يستسلم الشاب العراقي مصطفى إسماعيل (30 عاماً) المصاب بالشلل الرباعي لإعاقته، ولا للظروف المعيشية الصعبة المحيطة به، وتمكّن متسلحاً بالإرادة الصلبة من تحقيق حلمه في افتتاح مكتبته الخاصة، أخيراً، في شارع النجفي بمدينة الموصل.
الصورة
ورشة متنقلة لغسيل السيارات في إدلب (عامر السيد علي)

مجتمع

تتعدد معاناة النازحين في مدينة إدلب السورية. ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية لعدد سكان وقاطني المدينة حاليا، إلا أن التقديرات تشير إلى نحو نصف مليون شخص، وهذا الرقم هو ثلاثة أضعاف آخر إحصائية قبل اندلاع الثورة السورية عام 2010 بعدد 150 ألف شخص.
الصورة
تحرك شعبي في تونس (العربي الجديد)

مجتمع

طالب محتجون من مختلف التحركات الاجتماعية، وعاملون في التشغيل الهش، وعائلات مهاجرين مفقودين، وعمال حضائر (بعقود مؤقتة)، اليوم الجمعة، بتسوية ملفاتهم وضمان العيش الكريم، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يوافق 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
الصورة
صورة إبداعية عن الكساد/ العربي الجديد

اقتصاد

استعاد العالم هذه الأيام شبح الكساد الكبير (أو العظيم) الذي ضرب العالم في 1929 لمدة 10 سنوات، وخلّف انهيارات في "وول ستريت" وأسواق المال الكبرى، ومعدلات بطالة وفقرٍ عالية، وحالات إفلاس واسعة وسقوط اقتصادات ومؤسسات وشركات في بئر الانكماش والركود.

المساهمون