أمطار مصر تكشف غياب منظومة إدارة الأزمات

أمطار مصر تكشف غياب منظومة إدارة الأزمات

23 أكتوبر 2019
السيارات تسير في شارع غمرته المياه (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
أعربت لجنة النقل والمواصلات في مجلس النواب المصري، عن استنكارها الشديد لتداعيات تساقط الأمطار على بعض المناطق في البلاد، أمس الثلاثاء، وما تسببت به من تعطيل لحركة المرور في أحياء رئيسية بالعاصمة القاهرة، وتصدع في العديد من الطرق المنشأة حديثاً، مؤكدة أن موجة الأمطار كشفت غياب منظومة إدارة الأزمات، وآليات التنسيق بين الجهات المعنية.

وقال رئيس اللجنة، هشام عبد الواحد، إن الأجهزة التنفيذية لم تستعد لموسم الأمطار، بالرغم من التحذيرات المسبقة لهيئة الأرصاد الجوية، مشيراً إلى أن اللجنة على تواصل دائم مع غرفة العمليات بوزارة النقل، لمتابعة أزمات تعطل وسائل النقل والمواصلات، ومنها حركة القطارات، ومترو الأنفاق، والنقل العام، من أجل إنهاء أي مشكلات تعوق الحركة، حرصاً على مصالح المواطنين.

وأضاف عبد الواحد في بيان صادر عن اللجنة، أنها تتابع كذلك حركة السير على الطرق الإقليمية بين المحافظات، لتذليل أي أعطال قد تؤثر على حركة النقل، خصوصاً بعد انهيار جزء من الطريق الدائري الإقليمي الموصل بين محافظتي الجيزة والفيوم، بسبب تجمع كميات كبيرة من مياه الأمطار على امتداد طول يبلغ 150 متراً، وعرض 30 متراً، وعمق يصل إلى 30 متراً.

من جهته، تقدم رئيس لجنة الإسكان السابق في البرلمان، النائب علاء والي، ببيان عاجل يطالب فيه الحكومة بسرعة وضع خطة لتقليل حجم الخسائر المادية والمعنوية لسقوط مياه الأمطار، واستغلالها بالصورة الأمثل، لا سيما أن الدولة المصرية في حاجة الآن للحفاظ على كل قطرة ماء، على ضوء فشل مفاوضات سد النهضة، والعجز المتوقع في حصة مصر من مياه النيل.

وأوضح والي أنه بمجرد بدء تشغيل سد النهضة الإثيوبي العام المقبل، ستتوقف العديد من مشروعات التنمية والاستثمار في مصر، بما ينعكس سلباً على موارد الدولة، مشدداً على أهمية الحفاظ على مياه الأمطار لاستغلالها في الزراعة، بدلاً من معاقبة الفلاح، ومنعه من بعض الزراعات التي تحتاج إلى المياه كالأرز على سبيل المثال.

وتساءل والي في البيان: "أين المنظومة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث والحد من المخاطر بكل محافظات الجمهورية؟ والتي من المفترض أن تعمل على رفع الوعي المجتمعي، وبناء ثقافة قادرة على التعامل مع المخاطر، والاستعداد المسبق لمواجهتها؟"، مستطرداً "مش كل مرة تسقط علينا شوية أمطار تتوقف حركة المرور هكذا، وتغرق البلاد في شبر مية"، على حد تعبيره.

وتابع أنه لا بد من وجود استعدادات على أعلى مستوى لتخزين مياه الأمطار، لأن ما يحدث في كل عام يؤكد فشل الحكومة، وعدم جاهزيتها للحد من الآثار السلبية للتعامل مع حالات سقوط الأمطار والسيول، ومعالجة الآثار المترتبة عليها، مبيناً أن هناك معوقات تواجه حركة تدفق مياه الأمطار، بسبب عدم تطهير شبكات الصرف والمجاري المائية.

بدوره، وجه عضو لجنة الشؤون التشريعية في البرلمان، حسن بسيوني، بياناً عاجلاً إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير التنمية المحلية محمود شعراوي، بشأن أزمة غرق شوارع القاهرة في أول اختبار لأمطار فصل الشتاء، مؤكداً أن ما حدث يكشف الغياب التام للمسؤولين، وعدم وجود أي استعدادات للتعامل مع الأمطار، رغم التحذيرات المسبقة لهيئة الأرصاد الجوية.

وأضاف بسيوني أن "الأمطار تسببت في توقف حركة السير في شوارع القاهرة، التي أصيبت بالشلل التام في أكثر من منطقة، ومنها أحياء العباسية ومدينة ونصر ومصر الجديدة، على الرغم من أنها لم تستغرق وقتاً طويلاً"، مستنكراً تصريحات المسؤولين التنفيذيين إزاء التعامل مع الأزمة لمنع تكرارها، وعمل الحكومة بسياسة رد الفعل، من دون الاستعداد الكافي للتقلبات الجوية.

كما تساءل في بيانه: "أين هي الاستعدادات لموسم الشتاء التي أعلنت عنها الوزارات المعنية، وعلى وجه أخص محافظة القاهرة؟"، مطالباً بسرعة محاسبة كل المسؤولين المقصرين في التعامل مع أزمة الأمطار.

في السياق ذاته، تقدم عضو تكتل (25-30) النائب محمد عبد الغني، ببيان عاجل إلى رئيس الحكومة، ووزيري التنمية المحلية والطيران المدني، بشأن غرق العديد من شوارع القاهرة الرئيسية بمياه الأمطار، وكذا غرق صالات مطار القاهرة الدولي، وهو ما يعتبر سابقة أولى من نوعها، تتطلب التوقف عندها كثيراً للتعرف على أسبابها، لما لها من تأثير - ليس فقط داخلياً - وإنما على المستوى الخارجي، وعلى قطاع السياحة عموماً.

وتساءل عبد الغني عن "الأسباب التي أدت إلى غرق شوارع القاهرة، ومطار القاهرة، بمياه الأمطار في بداية موسم الشتاء؟ وآثار تلك الأزمة على رحلات الطيران والركاب؟ والإجراءات التي اتخذتها وزارة الطيران المدني للتعامل السريع مع الأزمة؟ أو تلك التي اتخذتها بالتنسيق مع الوزارات المعنية، ومحافظة القاهرة، لتأمين طريق المطار، وتمهيده للتعامل مع الأمطار التي قد تتعرض لها المحافظة؟".

كما تساءل في البيان: "ما هي الإجراءات الاحترازية المسبقة التي من المفترض وضعها من قبل الحكومة، ووزارة التنمية المحلية، بالتنسيق مع محافظ القاهرة، في شأن الاستعداد لموسم الشتاء بصورة مسبقة، لعدم تكرار تلك الأزمة مرة أخرى، على غرار ما حدث خلال الأعوام السابقة، وما تعرضت له بعض الطرق من تصدع جراء مياه الأمطار؟".


وختم قائلاً: "ما هي رؤية الحكومة أيضاً في وضع سبل للاستفادة القصوى من مياه الأمطار، في ظل الظروف التي تتعرض لها مصر أخيراً بشأن ملف المياه، واحتمالات نقصها نتيجة فشل مفاوضات سد النهضة الإثيوبي؟!".

من جهتها، أشارت أمينة سر لجنة الإدارة المحلية في البرلمان، النائبة منى جاب الله، إلى تسبب الأمطار في تصدع أحد المنازل في شارع أسوان بمنطقة منشية ناصر بالقاهرة، منتقدة أداء الحكومة في التعامل مع أزمة الأمطار التي أغرقت شوارع القاهرة، وغياب الإجراءات الاحترازية التى كان من المفترض اتخاذها حسب خطتها لتفادي تجمع مياه الأمطار، وغرق الشوارع مثل كل عام.

المساهمون