جثث متفسخة وعائلات تحت الأنقاض في الموصل

جثث متفسخة وعائلات بجميع أفرادها تحت الأنقاض في الموصل

19 أكتوبر 2019
عناصر من الدفاع المدني ينتشلون الجثث(وليد الخالد/فرانس برس)
+ الخط -
تستمر عمليات انتشال الجثث المتفسخة من تحت أنقاض مدينة الموصل شمالي العراق، رغم مرور أكثر من عامين على استعادة القوات العراقية السيطرة على المدينة، وسط توقعات بوجود مئات الجثث الأخرى تحت مباني المنازل التي ما زالت مهدمة بفعل القصف الجوي والصاروخي الذي شهدته المدينة.

وبحسب بيان أصدرته مديرية الدفاع المدني في الموصل اليوم السبت، "جرى انتشال رفات خمسة أشخاص لم تحدد هوياتهم حتى الآن، وهي عبارة عن هياكل عظمية مجهولة استخرجت من تحت الأنقاض"، مبيناً أن "انتشال الجثث حصل في مناطق باب الطوب والشهوان وحيّ الضباط وعبدو خوب في مدينة الموصل".

وأكدت "تسليم الجثث لدائرة الطب العدلي في المدينة لإجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة هويات أصحابها". يأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من انتشال ست جثث أخرى مجهولة الهوية من مناطق متفرقة في باب سنجار والسرجخانة وحيّ الصحة وحيّ الشفاء في المدينة.

سبق ذلك بأقل من شهر انتشال 23 جثة مجهولة الهوية من تحت الأنقاض في منطقة نشوان داخل الموصل، وجرت عملية الانتشال عبر لجان مشتركة بين الطب العدلي وعدد من منظمات المجتمع المدني وفرق الدفاع المدني في المدينة، ثم خمس جثث أخرى على مقربة من شارع حلب بالمدينة القديمة في الموصل.

مصادر طبية عراقية أكدت أن "الرفات تعود على ما يظهر لمدنيين، بينهم أطفال ونساء، حيث يبدو ذلك من طول عظام الساق والجمجمة والملابس والشعر قضوا داخل منازلهم خلال عمليات القصف الجوي والبري التمهيدية لعملية تحرير المدينة".
وانتقد ناشطون تباطؤ الجهات المسؤولة في عمليات انتشال الجثث المتفسخة. وقال الناشط المدني سامر الشمري، إن "الجثث التي تنتشل تعود لمدنيين بينهم نساء وأطفال قضوا بالقصف الجوي والبري داخل منازلهم، ولا تزال مئات الجثث تحت الأنقاض بحاجة لجهود كبيرة لانتشالها، ولكن الأمر يسير بشكل بطيء جداً".

وأكد الشمري لـ"العربي الجديد"، أن "اتهامات وجهت إلى ناشطين ومنظمات مدنية أجبرتها على ترك عمليات انتشال الجثث، ما عقّد الأمر كثيراً، وخاصة في الجانب الأيمن من المدينة الذي يضمّ أعداداً كبيرة من الجثث لمدنيين، بينهم أسر بكاملها تحت الأنقاض حتى اللحظة".

وكانت مفوضية حقوق الإنسان قد كشفت في سبتمبر/أيلول الماضي عن دفن ألفي جثة في مقبرة جماعية بمواقع سمّتها "الطمر الصحي" دون أن تؤخذ لها عيّنات للحمض النوويين بما يمكن ذويها من معرفتها فيما بعد.

ويفند سكان الموصل روايات الحكومة التي تتحدث عن أن الجثث تعود لعناصر "داعش"، مطالبين في حال التسليم بروايتها الكشف عن مصير آلاف المدنيين الذين اختفوا خلال المعارك.

وقال رياض الحديدي، أحد أعيان الموصل، إن "الحكومة والتحالف الدولي يحاولون الهروب من مسؤولية تلك الجثث التي تدعي أنها لعناصر داعش"، متسائلاً: "أين عشرات الأسر التي اختفت بأطفالها ونسائها ورجالها؟ وأين العشرة آلاف مدني المسجلين كمختفين من أهل الموصل؟".

وأضاف لـ"العربي الجديد" أن "جثث عناصر داعش معظمها وجدت في الشوارع بعد انتهاء العمليات القتالية، ولكننا نتحدث عن جثث تنتشل من تحت أنقاض المنازل، وهي لمدنيين وعوائل بأكملها قتلت بالقصف الجوي والبري بعد أن انهارت عليها منازلهم"، معتبراً أن "الحكومة والأميركان غير صادقين بادعاءاتهم".

وتابع أن "عمليات انتشال الجثث بطيئة جداً، وخاصة في الجانب الأيمن من الموصل الذي تعرض لتدمير هائل، حيث كان تنظيم داعش يمنع خروجهم من المدينة، ما اضطرهم إلى البقاء وانتهى بهم الأمر جثثاً هامدة تحت الأنقاض خلال المعركة"، داعياً الى "تدخل دولي لانتشال آلاف الجثث الباقية".

دلالات