الأسير سامر العربيد يستعيد وعيه وتدهور صحة رفاقه المضربين

الأسير سامر العربيد يستعيد وعيه وتحذيرات من تدهور صحة رفاقه المضربين

15 أكتوبر 2019
وضع خطير للأسرى المضربين (العربي الجديد)
+ الخط -


كان القلق بادياً على وجه فاطمة غنام، شقيقة الأسير المضرب عن الطعام منذ 94 يوما أحمد غنام، وهي تعتصم في مقر الصليب الأحمر في البيرة، وسط الضفة الغربية، بعدما قدمت من بلدة دورا، جنوبي الخليل بالضفة الغربية، وجلست في الاعتصام الأسبوعي الداعم للأسرى بجانب عدد من أفراد عائلتها تحمل صور شقيقها أثناء علاجه الكيميائي قبل سنوات، وصورة أخرى له.

تقول فاطمة لـ"العربي الجديد": "نتوقع استشهاد أحمد في أي لحظة، أو أن يعود إليه مرض السرطان الذي شفي منه، فجسده الآن، بعد 94 يوما من الإضراب، ضعيف، ومناعته تتراجع، أو ربما يخرج من السجن بمرض آخر".

وتوضح فاطمة أنها قادمة من الخليل لإيصال صرخات عائلتها، لكنها تستدرك: "لم يسمع أحد صرخاتنا طوال 94 يوما، شاركنا في كل الاحتجاجات والاعتصامات، لا نعرف الآن لمن نوجه رسالتنا، على المسؤولين النظر في قضية أحمد والمضربين، وعلى العالم الالتفات إليهم".

وتشدد غنام على أن شقيقها عولج من اللوكيميا بعد رحلة علاج قاسية، لكن الاعتقال الإداري بلا تهمة اضطره للإضراب، وهو أب لطفلين، الأول بعمر أربعة أعوام والثاني لم يتجاوز العام، وتتمنى فاطمة أن يعود أحمد لطفليه سالماً معافى.

أما أشقاء الأسير المضرب فقد عرّفوا المعتصمين على قضية أحمد بكلمة مؤثرة ألقاها محمد غنام مطالبا بإنقاذه مع زملائه، وقال لـ"العربي الجديد": "إن آخر زيارة لأحمد كانت
قبل ثلاثة أيام، نفذها الصليب الأحمر الدولي، لكنه لم يكن في عيادة سجن الرملة حيث توجه وفد الصليب الأحمر".

ولا تعرف العائلة، بحسب محمد، مكان اعتقال أحمد الآن ولا في أي مستشفى أو سجن أو عيادة يرقد، رغم مراسلة أفرادها للمحامين والصليب الأحمر ومركز حقوقي إسرائيلي، لم يستطيعوا الحصول على حق العائلة بمعلومات عن مكانه ووضعه الصحي.

يواصل الأسير غنام إضرابه عن الطعام (العربي الجديد)

يقول محمد: "أخبرنا المحامي الأسبوع الماضي باحتمالية نقله إلى مستشفى مدني، لكن لا نعلم أين هو الآن، إذ لم يتمكن الصليب الأحمر من زيارته".

وحول وضع أحمد غنام الصحي، يؤكد شقيقه أنه يعاني من آلام شديدة بالعمود الفقري، وعدم القدرة على الحركة، وضبابية في الرؤية، وآلام شديدة في الكلى، وتعب عام، مناشدا كل من يستطيع أن يقف إلى جانب شقيقه ألا يتوانى، خصوصا أن إدارة سجون الاحتلال لم تعرض عليه أي عرض جدي لإنهاء ملفه حتى الآن، كما وصل للعائلة من معلومات.

ويواصل ستة أسرى في سجون الاحتلال إضرابا عن الطعام ضد الاعتقال الإداري، هم أحمد غنام، وإسماعيل علي، وطارق قعدان، وأحمد زهران، ومصعب الهندي، وهبة اللبدي، وارتفعت صورهم في الاعتصام الأسبوعين أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة، الذي نظمته الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى ونادي الأسير وأهالي الأسرى، وحضرت قضيتهم بقوة، إضافة إلى قضية الأسير سامر العربيد الذي تعرض للتعذيب أثناء التحقيق.

اعتصام لدعم وإسناد الأسرى (العربي الجديد)

ويشير رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى انسداد مطلق في ملفات الأسرى المضربين عن الطعام، حيث لا توجد تطورات لافتة في التعاطي مع مطالبهم، عازياً ذلك إلى الحالة السياسية التي يعيشها الاحتلال وعدم القدرة على إنشاء حكومة إسرائيلية، ما أعطى الفرصة لوزير الاحتلال جلعاد أردان للانتقام من الأسرى.

وقال فارس: "إن وصول الأسرى المضربين لهذه المدة الطويلة من الإضراب يعني أن دولة الاحتلال تمعن في جرائمها بكل صلافة، ويبين مدى الكيل بمكيالين من المؤسسات الدولية التي تتشدق بالمبادئ والقيم الإنسانية، لكنه أيضا تعبير من تعبيرات ضعف الحركة الوطنية في مواجهة سياسات الاحتلال".

أهمية الالتفات لقضية الأسرى (العربي الجديد)




وحول ملف الأسير سامر العربيد، الذي يرقد في أحد المستشفيات الإسرائيلية بعد تعرضه للتعذيب أثناء التحقيق ودخوله بغيبوبة، عبر فارس عن قلقه الشديد على العربيد بعدما أعلن الاحتلال عن تحسن في وضعه الصحي، مشيرا إلى أن الاحتلال هو الجهة الوحيدة التي أعلنت عن تحسن وضعه الصحي، إضافة إلى زيارة للصليب الأحمر أكدت ذلك.

وقال فارس: "إن القلق مستمر، ويبقى العربيد في دائرة الخطر الشديد طالما هناك نية لدى الشاباك بمواصلة التعذيب، إذ أعلن أنه سيواصل التحقيق معه فور تماثله للشفاء، نحن قلقون من طبيعة التحقيق الذي سيتعرض له سامر في المستقبل".
وأكدت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، مساء اليوم الثلاثاء، أن الأسير سامر العربيد "عاد إلى وعيه بعدما تدهورت حالته الصحية بشكل خطير عقب يومين من اعتقاله نتيجة تعرضه للتعذيب على أيدي محققي الاحتلال".

وقالت المؤسسة في بيان، إن "جلسة محاكمة عقدت لسامر العربيد اليوم الثلاثاء، في مستشفى هداسا في القدس، والذي نقل إليه بسبب التعذيب الذي تعرض له في مركز تحقيق المسكوبية. المحكمة مددت توقيف سامر لمدة 8 أيام أخرى، وسمحت لمؤسسة الضمير بالنشر حول وضعه الصحي، بعد أن أصدرت قرارا سابقا بمنع النشر".
وأوضحت التقارير الطبية أن سامر يعاني من مشكلة بوظائف الكلى، ويحتاج إلى عمليات غسيل كلى بشكل مستمر، بالإضافة إلى أنه يعاني من آلام بكافة أنحاء جسده، وانتفاخ في الأطراف، وكسور في 11 ضلعا في الصدر، ولا يستطيع تحريك قدميه، وما زال يقبع في وحدة العلاج المكثف في مستشفى هداسا في العيسوية، إلا أنه عاد إلى وعيه وفصلت عنه أجهزة التنفس الاصطناعي.