"إحنا معكم" لأجل زيتون فلسطين

"إحنا معكم" لأجل زيتون فلسطين

15 أكتوبر 2019
بعض الأراضي قريبة من الجدار (موسى الشاعر/ فرانس برس)
+ الخط -
يجهز الناشط الفلسطيني في مقاومة الاستيطان الإسرائيلي، الستيني خالد منصور وفريقه، أنفسهم، لشهر طويل من الاشتباك المباشر من نقطة الصفر مع جنود الاحتلال والمستوطنين، مع انطلاق الحملة السنوية لنصرة المزارعين في موسم قطاف الزيتون "إحنا معكم" التي تنظمها الإغاثة الزراعية في الضفة الغربية المحتلة للعام العاشر على التوالي. ومن المقرر أن تبدأ الحملة عملها بالترافق مع انطلاق موسم قطاف الزيتون، الذي حددت وزارة الزراعة الفلسطينية موعده الرسمي اليوم، الثلاثاء.

حملة "إحنا معكم" ستجوب القرى الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، من جنين شمالاً إلى الخليل جنوباً، وستقف مع المزارعين وتساعدهم في قطاف الزيتون، وستكون إلى جانبهم في التصدي لقطعان المستوطنين الذين يخططون للاستفراد بالمزارعين في الأماكن النائية والانقضاض عليهم وسرقة محصولهم الذي ينتظرونه بشوق كلّ عام، بحسب ما يوضح منصور لـ"العربي الجديد". منصور أنجز مع مجموعة من الناشطين في الحملة وضع اللمسات الأخيرة للمواقع التي ستستهدفها، بالتزامن مع الانطلاق الرسمي لموسم القطاف الذي حددته وزارة الزراعة الفلسطينية في الخامس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول، بالرغم من أنّ قطاعات واسعة من المزارعين استبقت الموعد المحدد، لا سيما في المناطق القريبة من المستوطنات وجدار الفصل العنصري. وكانت الوزارة قد بررت انطلاق الموسم في هذا اليوم بالذات "بناء على تنسيب وتوصيات الفنيين في الوزارة، ومجلس الزيتون الفلسطيني والخبراء في القطاع، مع التأكيد أنّه يجوز لمديري الزراعة في المحافظات تأخير هذا الموعد بحسب المصلحة العامة".




وتأتي حملة "إحنا معكم" هذا العام، في وقت تزداد فيه اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال على أراضي المزارعين الفلسطينيين، ما جعل الحملة جزءاً من الحراك الشعبي المقاوم للاحتلال، والداعم للمزارعين والفلاحين. ويرى منصور أنّ الحملة "تساعد المزارعين في إتمام عملية القطاف بالسرعة الممكنة، تحسباً لأيّ هجمات قد يتعرضون لها".

الطالب الجامعي سعيد عامر، من جنين، يشارك في الحملة، ويقول لـ"العربي الجديد": "بدأت التطوع مع الحملة منذ كنت في الثانوية العامة قبل عدة سنوات. أشعر بفخر كبير عندما نساعد الفلاحين بقطاف الزيتون، ونتحدى الاحتلال والمستوطنين، هذا أقل الواجب تجاه من يحمي الأرض ويحرسها".

أما نغم ياسين، من قلقيلية، فهي موظفة في شركة خاصة، وشاركت العام الماضي في الحملة رفقة زميلاتها، ورتبت إجازتها السنوية هذا العام للتزامن مع موسم قطاف الزيتون، إذ ذهبت العام الماضي رفقة أفراد الحملة مع ساعات الفجر الأولى إلى القرى المستهدفة، لتقف مع أصحابها في مواجهة المستوطنين، من دون تعب أو ضجر، كما تقول لـ"العربي الجديد". نغم تعيش في مدينة قلقيلية وتفتقد لمثل هذه "الأجواء الرائعة". فبين حقول الزيتون يُشعل الحطب ويعدّ الطعام ويفطر المشاركون في الهواء الطلق، ويغنون وينشدون للوطن. تعلق نغم: "ما أجملها من حياة، لولا الاحتلال الذي ينغص على المزارعين يومهم. مع ذلك، كنا وسنبقى معهم".

لاقت الحملة قبولاً لدى المزارعين الفلسطينيين، إذ يقول ماجد اشتية، وهو مزارع من قرية سالم، شرقي نابلس، إنّه ينتظر بفارغ الصبر انطلاق الحملة لمساعدته في إتمام قطاف الزيتون من أرضه القريبة من مستوطنة "آلون موريه" المقامة على أراضي نابلس. لا تسمح قوات الاحتلال لاشتية بالوصول إلى أرضه على مدار العام، يعطونه كبقية المزارعين يومين فقط، من السادسة صباحاً حتى السادسة مساءً، وهو وقت لا يمكّن اشتية وعائلته وعددهم لا يزيد عن عشرة أفراد من الوصول إلى كلّ الأشجار، بينما ترك الثمار على الشجر يعني هدية مجانية للمستوطنين، الذين يترقبون هذه الفرصة بشوق. يشدد على أنّ الإغاثة الزراعية ساعدته قبل عدة أعوام، أسوة ببقية المزارعين الذين تقع أراضيهم قرب المستوطنات أو على الطرق الالتفافية بقطاف الزيتون، إذ حضر نحو أربعين متطوعاً وأنجزت مهمة قطاف ثمار الزيتون خلال اليومين المتاحين.




وجندت حملة "إحنا معكم" عدداً كبيراً من المتطوعين من مختلف الفئات المجتمعية، مثل طلاب الجامعات، ولجان المقاومة الشعبية والجمعيات الخيرية والتعاونية، بالإضافة إلى المتضامنين الأجانب من أصدقاء الشعب الفلسطيني، إذ يأتي بعضهم إلى فلسطين خصيصاً للمشاركة في الحملة.

متضامنون أجانب
أكدت الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس أنّها حشدت عشرات المتطوعين الأجانب لإنجاح حملتها في مساعدة المزارعين في جني ثمار محاصيلهم من الزيتون. ويقول الناشط خالد منصور: "هؤلاء شركاء حقيقيون، إذ لدينا شبكة علاقات تربطنا بمؤيدي القضية الفلسطينية في مختلف دول العالم، ولا يتأخرون عن تلبية النداء".