مرهف دويدري: الموت غرقاً أهون من البراميل

مرهف دويدري: الموت غرقاً أهون من البراميل

11 أكتوبر 2019
يعيش في السويد اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -

غادر الكاتب السوري مرهف دويدري بلاده في عام 2013، ليبدأ حياة جديدة في تركيا، قبل أن ينجح في الوصول إلى السويد 

لم تكن تجربة الكاتب والصحافي السوري محمد مرهف دويدري سهلة في سورية، فقد عاش ظروفاً صعبة ولم يتمكّن من التعبير عن نفسه من خلال الكتابة. ثم اضطر إلى مغادرة بلاده في عام 2013 ليبدأ الحياة من جديد. يتحدّث دويدري لـ "العربي الجديد" عن رحلة معاناة طويلة. يقول: "ولدت في إدلب في عام 1975. عشت فيها مرغماً حتى خرجت في مارس/ آذار عام 2013. أحببت القراءة والكتابة. إلا أن فرص النشر في الصحافة العربية والمحلية لم تكن سهلة". يضيف: "نشرت أولى قصصي في جريدة الكفاح العربي في عام 1998. قبلها، كنت قد عملت مع مجموعة من الأصدقاء (عام 1994) على إصدار مجلة ثقافية بجهود فردية وبوسائل بدائية".

يتابع دويدري: "توقف إصدار المجلة في العدد السادس لأسباب عدة، ثم حاولنا إعادة التجربة من دون أن ننجح. بعدها، خضت تجربة التمثيل المسرحي. وفي عام 1999، حصلت على جائزة أفضل ممثّل في المهرجان الجامعي الذي أقيم آنذاك في مدينة دير الزور، إضافة إلى جوائز أخرى في مجال السرد القصصي وغيرها. كان العمل في القطاع الخاص ملاذاً في ظل المحسوبيات. حالياً، لدي مجموعتان قصصيتان ونصان مسرحيان مطبوعان، وقد صدرت مجموعتي القصصية الأخيرة ليتنا نرجع يوماً قبل أيام عن دار سؤال في بيروت".



وعن الثورة السورية، يقول: "الثورة موقف أخلاقي قبل أن تكون موقفاً سياسياً. منذ عام 2001، حين بدأت منتديات المجتمع المدني، كنت متحمساً للتغيير في سورية وإلغاء المادة الثامنة من الدستور، والسماح بالتعددية الحزبية. لكن مع موت التجربة عبر اعتقال رجال المنتديات، كان الوعي لقضية الحريات قد بدأ بشكل حقيقي. وجسدته في عام 2002 من خلال نصّين مسرحيين".

خرج دويدري من إدلب في مارس/ آذار 2013 بشكل قسري، بعد تسريب خبر عن إعادة اعتقاله مرة أخرى، علماً أنه كان قد اعتقل في أغسطس/ آب 2012 . "حين غادرت إلى تركيا، تابعت العمل الصحافي الذي كنت قد بدأته في عام 2007 مع مواقع إلكترونية سورية محلية وأحياناً مطبوعات عربية. كانت تجربتي في تركيا غنية جداً. ثمّ خضت البحر متوجهاً نحو أوروبا. وفي مايو/ أيار 2015 وصلت إلى السويد، وبدأت حياة جديدة للمرة الثالثة.

بطبيعة الحال، لم تكن حياة سهلة وكانت ذاكرتي مثقلة. بدأت بكتابة مجموعتي القصصية الأخيرة في عام 2015، أي بعد وصولي إلى السويد بوقت قليل وحتى منتصف عام 2018، محاولاً سرد تفاصيل يومية من المعاناة التي تعرّض لها السوريون من حصار وجوع واعتقال، وقد فضل كثيرون الموت غرقاً على الموت بسبب براميل الحقد والإجرام".



المساهمون