عالم صيني يواجه الإعدام لتلاعبه بجينات طفلتين

عالم صيني يواجه الإعدام لتلاعبه بجينات طفلتين

08 يناير 2019
يمتلك ثروة ضخمة وغروراً كبيراً (أسوشييتد برس)
+ الخط -
يخضع العالم الصيني المعروف باسم "فرانكشتاين الصين"، والذي يزعم أنه عدل جينات اثنين من الأجنة البشرية، للحراسة المشددة في منزله، مع احتمال أنه قد يواجه عقوبة الإعدام في المستقبل.

وأوضح زملاء الدكتور هي زيانكوي، أنه قد يعاقب عقابًا شديدًا نتيجة أبحاثه التي وصفوها بـ"البغيضة"، ومن المتوقع أن توجه إليه تهمة الفساد، التي تعتبر جريمة توصل صاحبها للإعدام في الصين، حيث قال البروفيسور روبين لوفل بادج، من معهد فرانسيس كريك في لندن: "فقد بضعة أناس رؤوسهم بسبب تهم مماثلة".

وفاجأ زيانكوي عامة الناس والمجتمع العلمي، عندما أعلن في مقطع فيديو نشره في وقت سابق على "يوتيوب"، أنه نجح في تعديل جينات توأم من الأجنة البشرية، ودان الأكاديميون منهجه العلمي ووصفوا نواياه بـ"غير الأخلاقية"، ويعتقد اليوم أنه يخضع لمراقبة مستمرة من قبل حراس مسلحين، بعد تعرضه لتهديدات بالقتل، واتخاذ إجراءات قانونية وشيكة بحقه، وفقًا لموقع "ديلي ميل".



وتشير جميع التقارير إلى أن زيانكوي اليوم تحت حراسة مشددة، ولكن ما زال من غير المعروف ما إذا كان الأمر شكلًا من أشكال الإقامة الجبرية، أم أن الحراس يحيطون به لحمايته، وقال البروفيسور لوفيل بادج في مؤتمر: "فتح تحقيق رسمي بالقضية، بإدارة وزارتي العلوم والصحة، ومن المحتمل أن يفقد الناس الذين ساعدوه وظائفهم".

ودرس زيانكوي الفيزياء وليس البيولوجيا، لذا كان غير مؤهل لإجراء البحث بمفرده، ويعتقد أنه استخدم ثروته البالغة 40 مليون جنيه إسترليني لتمويل المشروع، واستعان بعدد من العلماء المتخصصين والمدربين تدريبًا عالي المستوى، إلا أنه لم يصرح سوى عن تفاصيل قليلة عن البحث، الذي اعتبره الأكاديميون خرقًا لكل مبدأ أخلاقي في علم الوراثة.

وأوضح البروفيسور لوفيل بادج، أن زيانكوي كان يظن أنه يقوم بعمل جيد سيصب في مصلحة البشرية، وقال: "نصحه العديد من الناس بعدم القيام بهذا البحث، إلا أن الأوان كان قد فات على ما يبدو" وأضاف: "كان زيانكوي فيزيائيًا يعرف القليل عن علم الأحياء، ويمتلك ثروة ضخمة وغرورًا كبيرًا، وأصر على أن يكون سباقًا بالقيام بشيء من شأنه أن يغير العالم باعتقاده".

وولدت الطفلتان لولو ونانا في أكتوبر/ تشرين الأول، ويعتقد أن زيانكوي عدل جيناتهما بحيث تصبح لديهما القدرة على مقاومة فيروس نقص المناعة البشرية، ثم تنتقل هذه التغييرات الجينية الخطيرة منهما للأجيال القادمة، إلا أن المجتمع الطبي الصيني استهجن هذا البحث مجهول النتائج.

ويعتبر تعديل الجينات البشرية، أمرًا محظورًا في بريطانيا وأميركا والكثير من الدول الأخرى حول العالم، لذا اعتبر الباحثون تجربة زيانكوي "وحشية ولا يمكن الدفاع عنها أخلاقيًا"، حتى على فرض أنّ مزاعمه صحيحة علميًا، وهو أمر لم يعرف حتى الآن، لأن البحث لم ينشر في مجلة علمية، حيث يمكن لبقية العلماء مراجعته.

وأكد العديد من العلماء أن التجارب الوراثية على الأطفال الأصحاء، أمر يشبه استخدامهم كفئران تجارب، مع ذلك دافع جورج تشرتش، عالم الوراثة الشهير والأستاذ بجامعة هارفارد، عن محاولة تعزيز مقاومة الإنسان لفيروس نقص المناعة، الذي وصفه بـ "التهديد الخطير والمتزايد للصحة العامة"، وقال: "أعتقد أن هدف زيانكوي مبرر، في منح الأزواج المصابين بهذا الفيروس، فرصة لإنجاب أطفال محميين من مصير مماثل".

دلالات