حملات تطوعية لمواجهة الليشمانيا في ليبيا

حملات تطوعية لمواجهة الليشمانيا في ليبيا وسط مخاوف من انتشاره

06 يناير 2019
تحذيرات من انتشار المرض (تويتر)
+ الخط -
تتواصل في مناطق نالوت وكاباو، غرب ليبيا، حملات تطوعية أهلية لمقاومة الحشرة المسؤولة عن انتشار داء الليشمانيا الذي يهاجم عدة مناطق في البلاد، وسط تحذيرات المركز الوطني لمكافحة الأمراض من زيادة انتشار المرض بشكل واسع خلال الأشهر المقبلة.

ويسبب داء الليشمانيا واحد من طفيليات الليشمانيات الأوالية التي يزيد عدد أنواعها على 20 نوعاً، وينتقل إلى البشر عن طريق لدغة أنثى ذباب الرمل الفاصد الحاملة للعدوى. ويفوق عدد أنواع ذباب الرمل المعروفة بنقل طفيليات داء الليشمانيات 90 نوعاً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ويقول سالم عزوزة، أحد المتطوعين من أهالي مدينة نالوت، إنّ "الأهالي قاموا بجمع تبرعات عينية ومالية لدعم جهاز خدمات النظافة والأشغال العامة، للقيام بحملة رشّ مبيدات لمكافحة الذباب المسبب في انتشار الليشمانيا".

ويتابع عزوزة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحملة التطوعية لم تتوقف عند نالوت، فأهالي كاباو المجاورة وقرى صغيرة أخرى في أوساف وإيكراين تشهد حملات مشابهة"، مؤكداً أن "الحملات التطوعية جاءت بعد تقاعس كبير من قبل الدولة لمقاومة المرض الذي بات يشكل تهديداً حقيقياً للأهالي".

ورغم تأكيد جهاز الإمداد الطبي التابع لوزارة الصحة بحكومة الوفاق تسلمه أول شحنة لأمصال علاج الليشمانيا، والشروع في توزيعها على المناطق الموبوءة، إلا أن بدر النجار، مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض التابع لوزارة الصحة، حذّر من خطر تزايد انتشار المرض، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "الجهات المسؤولة لا تتوفر على أي من الإمكانات الحقيقية لمواجهة المرض"، مشيراً إلى أن مركزه لا يتوفر حتى الآن على إحصائية دقيقة لعدد الحالات في مناطق انتشاره في سرت وتاورغاء وزليتن ومناطق الجبل الغربي، بما فيها نالوت وكاباو.

وأوضح النجار أن البيئة الحالية التي توفرها موجات البرد تشكل حاضنة تسهل انتشار المرض بشكل أوسع، مرجحاً تزايده خلال الشهرين المقبلين، وأضاف: "الأعداد التي تصل إلى المستشفيات في تزايد، والجهود الحالية لعلاجه غير كافية".

وكشف النجار أنّ الأقسام التابعة للمراكز المتخصصة في مقاومة المرض متوقفة منذ زمن ولا تتوفر على أي إمكانية للمساهمة في الحد من انتشار الداء، مشيراً إلى أن الحل الوحيد الذي تملكه هذه المراكز هو إطلاق حملات توعية بين المواطنين لتلافي الإصابة وللعلاجات الأولية.


وأوضح النجار أنّ الكميات التي وصلت إلى البلاد من الأدوية الخاصة بالمرض ليست أساسية لمقاومته، معتبراً أن قوائم الأدوية الأساسية لم يتم استيرادها حتى الآن، إلا أن جهاز الإمداد الطبي أعلن، أمس السبت، عن تسلمه أول شحنة وبدء توزيعها على المناطق.

وجاء إعلان جهاز الإمداد الطبي بالتزامن مع إعلان وزارة خارجية حكومة الوفاق بشأن مخاطبة جميع السفارات الليبية بالخارج والدول الصديقة لتوفير الدواء.​

وبحسب منظمة الصحة العالمية، توجد ثلاثة أشكال رئيسية لداء الليشمانيا: داء الليشمانيات الحشوي (المعروف أيضاً بالكالازار، وهو أشد أشكال المرض خطورة)، والجلدي (الأكثر شيوعاً) والمخاطي الجلدي.

وتسبب داء الليشمانيات الطفيليات الليشمانية الأوالية التي تنتقل عن طريق لدغة أنثى ذباب الرمل الفاصد المصابة. ويؤثر المرض في بعض من أفقر الناس في العالم، ويرتبط بسوء التغذية، ونزوح المجموعات السكانية، ورداءة السكن، وضعف الجهاز المناعي، ونقص الموارد المالية.

المساهمون