الأتارب السورية في قبضة "النصرة".. والرعب يسيطر على أهلها

الأتارب السورية في قبضة "النصرة".. والرعب يسيطر على أهلها

06 يناير 2019
تعيش الأتارب شللاً تاماً من جراء المعارك (Getty)
+ الخط -
لم تكن بلدة الأتارب السورية في ريف حلب الغربي بمعزل عن المعارك الأخيرة بين الفصائل العسكرية و"هيئة تحرير الشام" (النصرة)، فكانت المدينة هدفا من أهداف الهيئة التي فرضت سيطرتها وزرعت الرعب والخوف بين أهلها.

الناشط عمر رشيد  يوضح لـ"العربي الجديد" أن قصفا متواصلا، أمس السبت، بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة نفذته هيئة تحرير الشام على البلدة بعد حصارها من الجهات كافة، الأمر الذي وضع الأهالي في حالة من الرعب والخوف، ما اضطرهم إلى القبول بدخول عناصر الهيئة المدينة وسيطرتهم عليها، فلم تعد هناك وسيلة أخرى لإيقاف هذا القصف العشوائي سوى القبول بشروطها ودخول عناصرها المدينة.

ويتابع:"بعد القصف والضغط الكبير على الأهالي، قبلت لجنة من الأتارب بمفاوضة هيئة تحرير الشام، ووضعت شروطا عديدة، لكن لم يتم البت فيها من قبل الوفد المفاوض من أهل البلدة، فأصدرت الهيئة بيانا من دون الرجوع لهم بأن الاتفاق على دخولها تم بموافقتهم وقبلوا بشروطها".

ولا تختلف الأوضاع الإنسانية في الأتارب عن غيرها من مدن وبلدات الريف الغربي لحلب التي سيطرت عليها "النصرة" مؤخرا ، حيث يرفض غالبية الأهالي وجود "النصرة" فيها، وتعاني معظم هذه المدن من توقف الخدمات الضرورية كتعطل الأفران وإغلاق المحلات التجارية نتيجة التوتر القائم فيها.

ابن بلدة الأتارب هاشم سليم (34 عاما) يقول لـ"العربي الجديد"، إن "شوارع البلدة خالية في الوقت الحالي، والخوف سيد الموقف، والأهالي ملتزمون بمنازلهم، خاصة بعد دخول عناصر عسكرية من هيئة تحرير الشام إلى المدينة، الأعمال متوقفة بالكامل ولا أحد يجرؤ على التجول".

ويتابع سليم بأن "الأفران متوقفة عن العمل بسبب الظروف التي مرت بها المنطقة، والمعارك بين الفصائل وهيئة تحرير الشام، والمحلات التجارية مغلقة، كما أن التنقل محدود جدا بين المنازل المجاورة"، متسائلاً عن السوء الذي قد تصل إليه الأوضاع في حال بقيت "النصرة" في المدينة، وإلى متى سيستمر خوف الأهالي والفصائل منها، مشيرا إلى أن حال المدينة اليوم يشابه حالها خلال فترة سيطرة نظام الأسد، إنها تعيش شللا تاماً.

من جانبه يرجح أحمد (45 عاما) أحد سكان الأتارب، لـ"العربي الجديد"، مغادرة المدينة لمكان آخر، خوفا من اعتقالات قد تشنها "النصرة"، في حق الشباب.


ووصل عدد سكان بلدة الأتارب الواقعة في ريف حلب الغربي، حوالي 20 ألف نسمة، وتعرضت لعدة مجازر على مدار الأعوام السابقة للثورة، كان أعنفها المجزرة التي نفذتها الطائرات الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2011، وراح ضحيتها 60 شخصا، وعرفت حينها بمجزرة السوق نسبة للغارات التي استهدفت سوق البلدة.