حقل التنك النفطي ملجأ الفارين من "داعش" بدير الزور

حقل التنك النفطي ملجأ الفارين من "داعش" في دير الزور السورية

05 يناير 2019
يفرون بحثا عن الأمان (Getty)
+ الخط -



يواصل المدنيون السوريون المتواجدون تحت قبضة "داعش" خروجهم نحو مناطق آمنة خوفاً من المعارك الجارية ضد التنظيم في بلدتي الشعفة والسوسة في دير الزور، وهرباً من غارات التحالف الدولي التي تتسبب في وقوع مجازر في حق المدنيين، كان آخرها فجر أمس الجمعة حيث قتل 10 منهم في بلدة الكشكية بريف البوكمال.

ويعدّ حقل التنك النفطي وجهة المدنيين الفارين من آخر معاقل "داعش" كما يوضح الصحافي صهيب جابر لـ"العربي الجديد": "حقل التنك هو منطقة متنازع عليها بين تنظيم "داعش" ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ويعتبر نقطة آمنة للمدنيين، إذ يمكن للأهالي التوجه من حقل التنك الذي يعتبر خط التماس بين التنظيم وقسد، إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، إما في المخيمات أو مناطق أخرى".

ووصلت أمس الجمعة، أكثر من ثلاثين عائلة نازحة من بلدتي السوسة والشعفة، مع استمرار توافد عائلات أخرى، بحسب مصادر محلية، وفي المقابل سلّم عناصر من التنظيم أنفسهم لعناصر مليشيا قسد خلال اليومين الماضيين.

عمر الخالد (33 عاما) أكد لـ "العربي الجديد "أن أقرباء له خرجوا الأسبوع الماضي من مناطق سيطرة "داعش" نحو مخيم الهول، ودفعت كل عائلة مبلغ ألف دولار أميركي لقاء سماح المليشيا لها بالعبور إلى المخيم، بينما تعرضت عائلات أخرى للابتزاز بشكل أكبر من قبل قوات سورية الديمقراطية، حيث فرض عليهم دفع مبالغ أكبر وصلت لثلاثة آلاف دولار للعائلة الواحدة لقاء خروجها نحو مناطق سيطرة قسد.

وفي مخيم الهول شرقي الحسكة أوضاع النازحين الخارجين سيئة جدا، كما أوضح الخالد "لم تحصل العائلات في المخيم وخاصة الخارجة حديثا من مناطق سيطرة التنظيم، على أي مساعدات إنسانية وهي تعيش على نفقتها الخاصة، وكل ما تروج له قوات سورية الديمقراطية والمؤسسات والمنظمات المدنية التابعة لها، عن مساعدات وأغذية تقدم للنازحين هو ترويج إعلامي لا أكثر".

من جهته، ناشد النازح مسعود التمر المنظمات الإنسانية للتدخل وإغاثة أهالي المنطقة الخارجين من مناطق سيطرة التنظيم، واصفا وضع الباقين بالمأساوي، كونهم معرضين لغارات التحالف الدولي بأية لحظة.


وأشار في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "المعركة طاولت الجميع هناك وسقط ضحايا في صفوف المدنين بأعداد كبيرة، وحتى عند فرارهم بحثاً عن الأمان وقعوا في فخ الابتزاز بمناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطة،  ولم يعد الأهالي قادرين على  تحمل المزيد من المعارك والقتل".