وفاة 29 طفلاً بـ8 أسابيع في شمال شرق سورية

"الصحّة العالمية": أطفال ورضّع يموتون من البرد بمخيم الهول في سورية

31 يناير 2019
برد قارس دون أغطية أو تدفئة (Getty)
+ الخط -
قالت منظمة الصحّة العالمية، اليوم الخميس، إن أنباءً وردت عن وفاة ما لا يقل عن 29 من الأطفال وحديثي الولادة في مخيم مزدحم شمال شرق سورية، خلال الأسابيع الثمانية الماضية أغلبهم نتيجة انخفاض درجة الحرارة.


ودعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى الدخول لمخيم الهول دون عوائق. وقالت إن الوضع أصبح "خطيراً" بالنسبة لثلاثة وثلاثين ألف شخص يعيشون في برد قارس دون خيام أو أغطية أو تدفئة، وفقاً لما ذكرت "رويترز".

وأضافت أن كثيرين ساروا لأيام بعد فرارهم من القتال في دير الزور. وذكرت المنظمة في بيان: "كثيرون ممن وصلوا حديثاً يعانون من سوء التغذية والإرهاق، بعد سنوات عاشوها في ظروف بائسة تحت حكم تنظيم "داعش"... العراقيل البيروقراطية والقيود الأمنية تحول دول وصول المساعدات الإنسانية للمخيم والطرق المحيطة".

ومخيم الهول هو واحد من ثلاثة مخيمات أعيد افتتاحها على الحدود السورية العراقية. وأنشئ مخيم الهول إبان حرب الخليج عام 1991 جنوبي بلدة الهول، ووفّر مكاناً آمناً لأكثر من 15 ألفاً من اللاجئين العراقيين والفلسطينيين، الذين أجبرتهم القوات الأميركية على مغادرة الكويت آنذاك.

وقال النازح منصور الجراد، من ريف دير الزور والمقيم في المخيم منذ عام تقريباً، لـ"العربي الجديد"، إن "المخيم عبارة عن سجن كبير، فالقوات التابعة للوحدات الكردية تطوّقه من كل جانب، وغالباً ما يتم بث شائعات تشير إلى أن الخدمات تقدم للنازحين على أكمل وجه. في حين أن المنظمات موجودة بالاسم فقط في المخيم، وهي لا تقدم ما يحتاج إليه النازحون فعلياً، وخاصة في هذه الأوضاع المناخية إذ نحتاج إلى أغطية وعوازل للخيم".

أما الناشط محمد العبد الله، من مدينة البوكمال جنوب شرقي دير الزور، فقال لـ"العربي الجديد": "أتواصل باستمرار مع أقرباء لي في مخيم الهول وهم يؤكدون أن الأوضاع صعبة لديهم، وخاصة مع اشتداد الريح الباردة التي تضرب الخيام، والتي لا تحتمل، أما الخدمات فهي سيئة والاستغلال المادّي يطاول كافة العوائل النازحة في المخيم، الذي يعدّ الأفضل من بين سلسلة مخيمات للنازحين توجد بريف الحسكة تعرف بمخيمات الموت".

يذكر أن الشبكة السورية لحقوق اللاجئين، سبق أن نددت بالوضع الإنساني السيئ في مخيم الهول، من جراء الوفيات الحاصلة فيه؛ بسبب البرد القارس وغياب الرعاية الصحّية والاهتمام الكافي من المنظمات الإنسانية. 

ومن بين الوفيات داخل المخيم، الطفل العراقي إبراهيم جاسم إبراهيم البالغ من العمر عاماً ونصف العام، بالإضافة إلى الطفلة عائشة مقدام الرمضان من أبناء مدينة موحسن بريف محافظة دير الزور الشرقي، توفيت في أول يناير/ كانون الثاني الجاري بسبب البرد الشديد في مخيم الهول بريف محافظة الحسكة الشرقي، ثم الرضيع أحمد هويدي البالغ من العمر 6 أشهر، الذي توفي في 19 يناير بسبب البرد ونقص الرعاية الصحّية.

 

 

المساهمون