"تحرير الشام" تسخّر التعليم لنشر فكرها والترويج لرموزها

على خطى النظام... "تحرير الشام" تسخّر التعليم لنشر فكرها والترويج لرموزها

31 يناير 2019
تحويل التعليم إلى منصة لأفكار الهيئة (تويتر)
+ الخط -
تسعى "هيئة تحرير الشام"، المسيطرة حاليا على مساحات واسعة من محافظة إدلب، ومناطق من ريفي حماة وحلب، إلى ترسيخ منهجها وأفكارها في المجتمع، وتمجيد شخصياتها ورموزها، خاصة بعد أن أوجدت واجهة سياسية سمّتها "حكومة الإنقاذ"، وبسطت هيمنتها على مختلف المؤسسات، بما فيها المؤسسات التعليمية، مستفيدة من تجربة النظام على مدار أكثر من نصف قرن.

وأثار انتشار نماذج امتحانات كلية "الحقوق والشريعة" و"معهد الإعلام" التابعين لجامعة إدلب، جدلا واسعا بين السوريين؛ كون نماذج الأسئلة ركزت على أفكار متشددة، إضافة إلى تسليط الضوء على عدد من الشخصيات المحسوبة على الهيئة.

وقال حسام، وهو طالب جامعي في إدلب، إن "السوريين كتب عليهم أن يكونوا أسرى القوى العسكرية المسيطرة على الأرض، فعندما كنت أدرس في جامعة حلب التابعة للنظام، كان هناك مقرر خاص يتحدث عن إنجازات رئيس النظام بشار الأسد، ووالده الرئيس السابق حافظ الأسد، وحزب البعث العربي الاشتراكي، كما أنهم كانوا حاضرين في بقية المواد الدراسية، إضافة إلى تجنيد كل الطلاب للاحتفال بمناسباتهم، وإشراكهم بالقوة في المسيرات المؤيدة لهم".

وتابع: "اليوم، هيئة تحرير الشام تفرض فكرها عبر موالين لها تسللوا إلى الجامعات، وهم في المجمل مغالون في تسويق أفكار الهيئة والشخصيات القيادية فيها، وأعتقد أنهم مازالوا متشبعين بالانتهازية والتماهي مع السلطة، وهذا ما يقوم به كثير من أساتذة الجامعات".


من جانبه، رأى محمد، وهو خريج جامعي وناشط في إدلب، أن "هيئة تحرير الشام تستغل فكرة أن المجتمع في مناطق الشمال محافظ، مستحضرة ما عاشه خلال السنوات الأخيرة من موت وجوع وحصار، إلى جانب الصراع المسلح الذي تسبب في وجود توجّه إلى التدين، مع غياب أي حراك سياسي أو ثقافي خارج إطار القوى المسيطرة".



وأضاف: "المشكلة أن هناك جيلا نشأ على هذه التوجهات المتشددة أو ذات الطابع التكفيري، ويعتبر أنها الفكر الصحيح بالمطلق، ولا يقبل أي نقاش. الوضع في مناطق سيطرة الهيئة لا يمكن أن يستمر طويلا، وهو غير مستقر، والأهالي الذين ثاروا على الفكر الشمولي للنظام وتقديس رموزه، مطالِبين بالحرية والكرامة والعدالة، لن يرضخوا لسلطة مشابهة، وسرعان ما ستكتشف حقيقة اتجارهم بالدين".