سجال تركي حول احتفال سوريين برأس السنة في إسطنبول

سجال تركي حول احتفال لاجئين سوريين برأس السنة في قلب إسطنبول

03 يناير 2019
جنسيات عدة احتفلت برأس السنة في إسطنبول (هيرستو روسف/Getty)
+ الخط -


شهد الشارع التركي سجالات حول اللاجئين السوريين  خلال احتفالات رأس السنة، بدأ على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن ينتقل إلى وسائل الإعلام التقليدية، وخاصة إلى الصحف التي تناولت مختلف أبعاد الوجود السوري، والحديث عن الحقوق والواجبات.

وجرت العادة خلال السنوات السابقة منذ بدء لجوء السوريين إلى تركيا، على توظيف الأزمة لتصفية الحسابات الداخلية ما بين مؤيد ومعارض لوجودهم، فضلا عن استخدامهم في الحملات الانتخابية، فالحكومة تفخر دائما بدعمها للاجئين، في حين تتحدث المعارضة عن عبء الوجود السوري، ليغيب الملف الإنساني من جراء هذا التصادم.

واحتدم السجال بعد احتفال مجموعة من السوريين بليلة رأس السنة في ميدان "تقسيم" الشهير وسط إسطنبول، رافعين علم المعارضة السورية، ومطلقين هتافات تطالب بالحرية، وهو الأمر الذي استهجنه البعض، رغم وجود قرابة مائة جنسية في ميادين الاحتفالات المختلفة في تركيا.

وتفاعل عدد كبير من الأتراك عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع الأمر، وكالعادة حصل سجال بين مدافعين ورافضين، وهو تفاعل ليس جديدا على الشارع التركي، خاصة أنه يسبق الانتخابات المحلية المقرر أن تجري في نهاية مارس/آذار المقبل.

الملفت كان تفاعل وسائل الإعلام، فكتب مقدم البرامج التركي الشهير فاتح ألطايلي، في مقال له اليوم، أنه ضد العنصرية تجاه السوريين، مستدركا "لكن لا يجب عليهم إحضار بلادهم إلى تركيا، عليهم أن يندمجوا مع الأتراك، لا أن يجعلوا الأتراك يندمجون معهم، عليهم التأقلم مع المواطنين، ويجب أن يكونوا جاهزين للانصهار مع ثقافة البلاد، فهنا تركيا وليست سورية، وعليهم أن يفهموا ذلك".

وأضاف ملخصا أسباب الانزعاج من الوجود السوري في "إعفاء السوريين من ضرائب المعاينات الطبية في المشافي، والتي يدفعها التركي، وبينما السوري يأتي بأولوية ويدخل المشافي مجانا، فإن التركي بحاجة لموعد، كما أن التركي يدفع جزءا من قيمة الأدوية، فيما السوري معفيٌ منها. السوريون يعملون دون تأمين أو ضرائب وبأجور قليلة، لذا يفضلهم أرباب العمل على الأتراك، كما أن السوري معفي من ضرائب أعماله التجارية في وقت يعاني فيه الأتراك من الأعباء".



وتناولت الكاتبة سيلفاي يلمان في صحيفة "خبر تورك" الموضوع ذاته، معتبرةً أن "منطقة تقسيم باتت خطرة نتيجة التظاهرة السورية، وبما أن السوريين يدعون لتحرير بلدهم، فميدان تقسيم ليس المكان المناسب"، ونقلت يلمان إحصائيات تظهر زيادة عدد السوريين، فوفق الإحصائيات "بعد 5 سنوات، من بين كل 100 شخص في تركيا سيكون خمسة منهم سوريين، وبعد 50 عاما، سيكون من بين كل 4 سوري واحد".

وتظهر أرقام إدارة الهجرة أن عدد السوريين يتجاوز 3.6 ملايين في تركيا، ومع استبعاد أعداد العائدين، ومن حصل على الجنسية، فإن العام السابق يظهر زيادة في أعداد السوريين بأكثر من 187 ألفا عن العام الذي سبقه.

في المقابل، كتب الصحافي كمال أوزتورك، في صحيفة "يني شفق"، أن هناك توترا دائما يرافق أي أحداث مشابهة، وأنه تتم مناقشتها دون تقديم حلول لها، "هناك توتر وتراكم وشعور بالكراهية والاستبعاد، وهي تصرفات غير صحيحة، ويجب دراستها بشكل علمي. الأمر لا يتعدى وجود السوريين، فكثير من اللاجئين والمهاجرين يأتون إلى تركيا من دول أخرى، ونتيجة لأوضاعهم السيئة يعملون في أي شيء بعدما تحطمت آمالهم، والمسألة لا ترتبط بالسوريين فقط، بل بأزمة اللجوء نفسها التي تحتاج إلى حل عبر وزارة معنية بأمور اللاجئين".




وكتب الصحافي التركي محمد أونالمش، على "فيسبوك" بالعربية: "ليلة رأس السنة، وفي ميدان تقسيم، احتفلت مجموعة من السوريين ببلدهم، ورفعوا علم سورية الحرة وهم يهتفون، وقاموا بالرقص على شكل حلقة بما يشبه الدبكة، الموضوع أثار ردة فعل في الشارع التركي، وبالأخص القوميين العنصريين، ومع قرب الانتخابات المحلية تحاول كثير من الأطراف إثارة الموضوع لأغراض سياسية، وأساس ردة الفعل أن الجيش التركي يستعد لعملية في منبج على الحدود".

وأضاف: "الحساسية من السوريين في تركيا تراجعت إلى درجة كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية، ولم تعد هناك ردات فعل عنيفة أو مشاجرات كثيرة كما كانت من قبل، أي أن عملية الدمج المجتمعي نجحت إلى حد ما، إلا أن هناك فئة لها أهداف سياسية تعمل على تحريك الملف، وتطلب أن يتم إرسال الشباب السوريين إلى الحدود، وهؤلاء يتناسون أن الجيش السوري الحر يحارب أيضاً هناك جنباً إلى جنب مع الجيش التركي، وأن الشباب الأتراك يحتفلون في ميدان تقسيم أيضاً في تلك الليلة، بينما إخوتهم الجنود يرابطون في البرد".

المساهمون