أوقفوا إطلاق الرصاص في الأفراح... حملة لفريق "شعلة"

أوقفوا إطلاق الرصاص في الأفراح... حملة لفريق "شعلة"

04 يناير 2019
محاولة للتوعية... لعلّ الأمر يفيد (العربي الجديد)
+ الخط -


إطلاق الرصاص في الأفراح كما في الأتراح وأثناء المشاجرات أمر منتشر في المناطق اللبنانية كلها، من دون حسيب ولا رقيب. على الرغم من التحذيرات التي تطلقها الجهات الرسمية المعنية، فإنّ معاقبة مطلقي الرصاص لا تحصل إلا في ما ندر، ويعاقب تحديداً من لا يملك دعماً يحميه. وقد أدّى إطلاق الرصاص العشوائي إلى سقوط عدد من الضحايا، ما بين قتلى وجرحى أبرياء ذنبهم الوحيد أنّهم وُجدوا في المكان الخطأ عندما أطلق أحدهم رصاصات غادرة.

في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوبيّ لبنان، الرصاص العشوائي يُطلَق كذلك في كل المناسبات، وهو ما أدّى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات في الأرواح والأملاك. وفي محاولة للحدّ من ذلك، أطلق فريق "شعلة" الشبابي الناشط قبل أشهر، حملة تدعو إلى عدم إطلاق النار العشوائي تحت عنوان "لا تجعل أفراحك سبباً لأحزان الآخرين". أتى ذلك تحديداً في يونيو/ حزيران الماضي، عند إعلان نتائج الشهادات الرسمية التي تترافق عادة مع إطلاق الرصاص ابتهاجاً بالناجحين. تمكّنت الحملة من التخفيف من إطلاق الرصاص حينها، بحسب ما يقول مسؤول الحملة أحمد الساري، قبل أن تعود وتستأنف نشاطها قبيل حلول العام الذي انطلق قبل أيام عدّة. عادة، في أثناء الاحتفالات في استقبال عام جديد، يعمد كثيرون إلى إطلاق الرصاص.

من ملصقات الحملة (فريق شعلة)

وأحمد الساري البالغ من العمر عشرين عاماً، طالب في مجال العلاقات العامة في الجامعة اللبنانية الدولية في صيدا (جنوب)، وتعود جذوره إلى عكا في شمال فلسطين المحتلة، في حين أنّه يستقرّ مع عائلته في مخيّم عين الحلوة. يؤكد أنّ "فريق شعلة ناشط الشبابي يحاول إنهاء عمليات إطلاق الرصاص العشوائي وغيره في مجتمعنا الفلسطيني، وذلك بهدف حماية الناس، وتحديداً الأطفال من الذعر والخوف وكذلك من مخاطر الإصابات". يضيف أنّ "الحملة نظمت نشاطات عدّة في المخيّم، تضمّنت زيارات للقيادات السياسية في المخيّم ولمسؤول القوة الأمنية فيه بهدف مساندتها في حملتها. وبالفعل لاقت الحملة ترحيباً كبيراً من قبل الفصائل وكذلك القوة الأمنية".

ملصق آخر... "لا تجعل أفراحك سبباً لأحزان الآخرين" (فريق شعلة)

ويتابع الساري أنّ "الحملة التي غطّت المخيّم كله، اشتملت كذلك على توزيع منشورات وملصقات توعية وإرشاد على المحال التجارية في سوق خضار مخيّم عين الحلوة، وكذلك على سائقي السيارات والمارة. وقد دعت حملتنا الأهالي في عين الحلوة إلى التفاعل الإيجابي، لما فيه مصلحة المجتمع وأمنه واستقراره، لأنّ رصاص الابتهاج يسيء كذلك إلى سمعة المخيّم ويسيء إلى العلاقة مع الجوار اللبناني في منطقة صيدا؛ فهذا الرصاص قد يطاول السكان هناك".




ويؤكد الساري أنّ الحملة نجحت في مهمّتها، إذ إنّ "المخيّم لم يشهد في ليلة رأس السنة، قبل أيام، أيّ إطلاق للرصاص. الأهالي جميعاً التزموا بندائنا"، متمنياً أن تشمل حملتهم مستقبلاً كل المخيمات الفلسطينية في لبنان، "فإطلاق الرصاص لا يؤدّي إلا إلى الضرر". تجدر الإشارة إلى أنّ الساري كان قد تعرّض لإصابة في رأسه قبل عام ونصف العام، في السياق نفسه.