لا رعاية صحية في مخيم الهول شرق سورية

لا رعاية صحية في مخيم الهول شرق سورية: البرد والأمراض يفتكان بالنازحين

21 يناير 2019
الخيم لا تقي النازحين من البرد القارس(دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
يزيد تدنّي مستوى الخدمات الصحية ونقص الرعاية الطبية، من معاناة النازحين في مخيم الهول، جنوب شرق محافظة الحسكة الصحية، حيث سُجلت حالتا وفاة؛ لطفل يبلغ من العمر ستة أشهر نتيجة البرد، ولطفلة تعاني من مرض في القلب، خلال هذا الأسبوع.
الناشط من مدينة دير الزور، محمد سلامة، أخبر "العربي الجديد" أن هذه الحالات تتكرر كثيراً في المخيم، وأن الخدمات الصحية في أدنى مستوياتها داخل المخيم، كما هي عليه في باقي المخيمات، بمناطق سيطرة مليشيا قوات سورية الديموقراطية "قسد". ولفت إلى وفاة طفلة تبلغ 9 أشهر نتيجة حريق نشب في الخيمة التي تقيم فيها عائلتها داخل المخيم، أول من أمس السبت، وتعرضت لحروق من الدرجة الثالثة كانت السبب في وفاتها، مشيراً إلى أن "قسد" تهمل أمور الحماية في المخيم ولا تراعى أدنى ظروف السلامة فيه.
ويستمر تدفق النازحين من مناطق خطوط التماس والمعارك في ريف دير الزور بين تنظيم "داعش" الإرهابي ومليشيا "قسد". ووصل إلى مخيم الهول أخيراً قرابة ألف شخص من مناطق الشعفة والسوسة، واحتجزوا مؤقتا، بغية التحقيق معهم، بحجة وجود عناصر من تنظيم "داعش" بينهم.
وأوضح النازح ياسين أبو النور أن الوضع سيئ إلى حد كبير، وقال لـ"العربي الجديد": "الأسعار مرتفعة هنا، وتأمين الغذاء على حسابنا، وليس كما يشاع عن طريق منظمات تابعة لـ"قسد"، أو حزب YPG، ولا نرى المنظمات الدولية ولا غيرها إلا فيما ندر، وغالبا ما يتم الحديث عن دعم للمخيم، لكن لا شيء من هذا القبيل يحدث".

وتابع أبو النور: "يعاملوننا هنا كأننا في سجن، فالرقابة شديدة من مليشيا "قوات سورية الديموقراطية" على المخيم والأحزاب الانفصالية الكردية، ومن يريد مغادرة المخيم أو الدخول إليه يجب أن يدفع المال لهم من قبيل الإتاوة، للسماح له بالخروج أو الدخول، ومن يصل إلى هنا فلأنه مضطر، بكل معنى الكلمة، ولا مكان آخر يذهب إليه، وحواجز قسد المنتشرة في كل مكان تمنع وصول الأهالي إلى المدن أو المناطق التي يمكن أن يكون لهم فيها أقارب أو معارف يتوجهون إليهم".
وناشد عمر العزو، وهو أحد سكان المخيم، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، التدخل مباشرة في رعاية مخيم الهول، وباقي المخيمات في مناطق سيطرة الأحزاب الانفصالية الكردية، كون النازحين فيها "أنهكوا من ممارسات عناصر هذه الأحزاب التعسفية بحقهم، إضافة إلى أن الرعاية الصحية والخدمية في هذه المخيمات قليلة جدا، رغم الإمكانات المتاحة".
وقال العزو لـ"العربي الجديد": "الخيام لا تقينا البرد أبدا، ما يتسبب في مشاكل صحية كثيرة للنازحين هنا، خاصة الأطفال، الذين لا تتوفر لهم أيضا الملابس الملائمة التي تحميهم من البرد، نحن بحاجة إلى عوازل للخيم وألبسة للأطفال وأغطية بشكل عاجل".
وأنشئ مخيم الهول بالقرب من بلدة الهول حاملاً اسمها، وذلك خلال الحرب الأميركية على العراق عام 1991 بإشراف الأمم المتحدة، بقدرة استيعابية تصل إلى 200 عائلة حينها، وجهز بنحو 130 منزلا، ليستقبل النازحين العراقيين خلال الحرب. ويصل عدد النازحين فيه حاليا إلى قرابة 16 ألف شخص.

المساهمون