البرد يفاقم معاناة النازحين العراقيين... والأسر تستنجد بالحطب للتدفئة

البرد يفاقم معاناة النازحين العراقيين... والأسر تستنجد بالحطب للتدفئة

17 يناير 2019
يضرب المنطقة منخفض جوي (العربي الجديد)
+ الخط -
دخلت المحافظات العراقية، منذ أول أمس، موجة برد شديدة حذرت هيئة الأنواء الجوية من أنها ستصل إلى ما دون الصفر، اعتبارا من ليلة الخميس والأيام المقبلة، وهو ما زاد من معاناة مئات آلاف النازحين الذين ما زالوا ينتشرون في نينوى والأنبار ومحافظات كردستان في مخيمات ومعسكرات نزوح أو داخل مبانٍ غير مكتملة يقيمون فيها بشكل غير قانوني، فيما أكدت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، أن الحكومة لم تفِ بوعودها للنازحين.

وقال عمر جاسم، وهو أحد سكان الموصل النازحين في مخيم أربيل بإقليم كردستان، إنّ درجات الحرارة انخفضت هناك بشكل كبير، وبدأت تقترب من الصفر، مشيرا لـ"العربي الجديد"، إلى نفاد وقود المدافئ، ما اضطر سكان المخيم إلى جلب الحطب، والاستعانة بمواقد صغيرة داخل خيامهم لتلافي البرد، ولفت إلى ارتفاع أسعار الوقود في أربيل بشكل كبير منذ بداية الشتاء، موضحا أن ذلك دفع باتجاه التدفئة بالنار على الرغم من خطورتها.

وشهد مخيم النازحين في أربيل، الثلاثاء الماضي، نشوب حريق التهم جزءا منه، وتسبب بخسائر مادية فقط، وقالت وزارة الهجرة العراقية إنّ حريق مخيم أربيل للنازحين أسفر عن التهام النيران لـ14 "كرفانا"، موضحة أن الحريق نشب بسبب "ماس" كهربائي.

وعلى الرغم من إعلان السلطات المحلية بمحافظة الأنبار، غربي العراق، عن قرب إغلاق ملف النازحين بشكل نهائي، إلا أن مخيمات جنوب الفلوجة وغرب الأنبار ما زالت تزدحم بهم، وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية تتمثل بانعدام مصادر التدفئة، وقلة الأغطية واهتراء الخيام التي يعيشون داخلها.

ويقول عضو منظمة عطاء العراقية المعنية بشؤون النازحين، خالد فرحان، لـ"العربي الجديد"، إن هناك مخاوف على حياة النازحين بسبب البرد وخاصة الأطفال منهم"، ويضيف "الكثير منهم شرعوا في جمع الخشب للتدفئة وآخرون يستخدمون وسائل مختلفة لتوفير حماية لأطفالهم، وهناك تقصير من الحكومة والأمم المتحدة على وجه التحديد".

ظروف إنسانية صعبة (العربي الجديد)

سلام فياض، (39 عاما)، وهو أحد النازحين في عامرية الفلوجة، يؤكد أن سكان الخيم يعانون من مشكلتين، الأولى تتمثل في موجة البرد القاسية التي ضربت البلاد، ودفعتهم إلى العودة للمواقد وعلب الصفيح لإشعال النار من أجل التدفئة، "أما المشكلة الثانية فهي الضغوط الكبيرة التي نتعرض لها من قوات الأمن والسلطات المحلية، فهم لا يسمحون لنا بالخروج للبحث عن مساعدة أو جلب شيء للتدفئة من خارج المخيم"، مبينا أنه فقد منزله الواقع في بلدة القائم، غرب الأنبار، نتيجة للعمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.

تكدس النازحين في الخيام (العربي الجديد) 

في هذه الأثناء، أكد نائب رئيس مفوضية حقوق الإنسان، علي الشمري، أنّ الحكومة العراقية لم تفِ بوعودها بشأن تسليم النازحين العائدين إلى مناطقهم بشكل طوعي منحا مالية، وتعويض المتضررين، موضحا في بيان، أن هذا الأمر تسبب في هجرة عكسية إلى المخيمات.


وأضاف أنّ "الحكومة الاتحادية غير جادّة في إعادة النازحين طوعاً إلى مناطقهم المستعادة، ولم تكترث للمناشدات الإنسانية التي تعبر عن مدى قساوة الظروف التي يعيشونها"، لافتا إلى أن النازحين يعانون من ظروف جوية قاسية، وجوع وعطش وأوبئة وأمراض، في ظل استمرار تجاهل معاناتهم.

 

يضاعف البرد مأساتهم (العربي الجديد)

 

دلالات

المساهمون