الخلافات الزوجية تطيل العمر

الخلافات الزوجية تطيل العمر

13 يناير 2019
التعامل بالطريقة نفسها أمر صحي (أوزان كوسيه/ فرانس برس)
+ الخط -


الحياة الزوجية الهادئة قد لا تكون خياراً جيداً، بعدما بيّن باحثون أميركيون أنّ النقاشات الحادة قد تساعد المتزوّجين على العيش لمدّة أطول. ويكمن ذلك بحسب متخصصين في علم النفس من جامعة أريزونا، في تعامل الزوج والزوجة مع الخلافات بينهما بالطريقة ذاتها، في حين أنّ خطر الوفاة المبكرة قد يتضاعف عندما يعمد أحد الطرفَين إلى التعبير عن مشاعر الغضب أو الإحباط في مقابل صمت الآخر.

توصّل الباحثون إلى تلك النتائج بعد متابعة 192 من الأزواج على مدى 32 عاماً، وقد أجاب هؤلاء في البداية على سلسلة من الأسئلة حول كيفية تعاملهم مع الخلافات الزوجية. وتبيّن أنّ الخطر الأدنى للوفاة المبكرة سُجّل بين الأزواج الذين عبّروا عن مشاعرهم، فكان الزوج عرضة للموت بنسبة 24 في المائة والزوجة 18 في المائة. أمّا الأزواج الذين قمعوا مشاعر الغضب لديهم، فكان الزوج عرضة للموت بنسبة 35 في المائة والزوجة بنسبة 18 في المائة. وقد ارتفع خطر الوفاة لدى الزوج إلى 51 في المائة وإلى 36 في المائة لدى الزوجة، عندما كان هو يعبّر عن غضبه في حين كانت هي تكبت مشاعرها في داخلها. لكن عندما انقلبت الأدوار، وصار الزوج يكبت مشاعره في داخله في حين راحت الزوجة تعبّر عنها، وصل خطر وفاته إلى 49 في المائة وخطر وفاتها إلى 28 في المائة.

وفي تصريح إلى صحيفة "ذا ميل أون صنداي"، قال المتخصص في علم النفس كايل بوراسا الذي قاد الدراسة، إنّه حين تأتي ردود فعل الأزواج إزاء الخلافات مغايرة، فإنّ ذلك قد يؤدّي إلى زيادة في الشجارات اليومية مع مرور الوقت. أضاف أنّه من الممكن أن يؤدّي ذلك إلى زيادة الضغوط اليومية، الأمر الذي من شأنه الإضرار بصحة الناس على المدى الطويل.




في سياق متصل، تخبر هالة (43 عاماً) التي تقيم في لندن، أنّها ما زالت تذكر شجارات والدَيها اليومية التي كانت تحتدم في المساء، عند وجود الوالد في المنزل. تضيف لـ"العربي الجديد": "كنت أرتعب وأختبئ تحت غطائي وأنا أسمع صراخ أمي وبكاءها نتيجة غضب والدي. كانت تلك الشجارات كابوساً ليلياً أردت الخلاص منه، والحلّ الوحيد آنذاك كان الزواج من أوّل شخص يتقدّم لي بالزواج". وتشير هالة إلى أنّ "بعد زواجي، حاولت ألا أكرّر المأساة وأتجنّب الشجارات حتى لا يتأثّر طفلي، لكنّ ذلك أدخلني مع مرور السنين في حالة نفسيّة سيّئة. كنت أتمزّق من الداخل وأتنازل عن أمور كثيرة لإرضاء زوجي وإخماد ثورة غضبه وحماية طفلي من الألم الذي لحق بي في منزل أهلي". وتتابع: "لم يجدِ أسلوبي نفعاً مع زوجي الذي راح يتمادى أكثر فأكثر، حتى انفجرت غاضبة في وجهه ذات يوم. وأذكر كيف وقف مذهولاً من ردّ فعلي الذي لم يتوقعه. حينها هرعت إلى طفلي أتفقّده في سريره، فوجدته يبكي بصمت ويرتجف خوفاً. وعادت بي ذاكرتي إلى طفولتي والإحساس المريع الذي لطالما تملّكني".