أفغانيات يعانين في السجون: اعتداءات جنسية وحرمان من الحقوق

أفغانيات يعانين في السجون: اعتداءات جنسية وحرمان من أبسط الحقوق

28 سبتمبر 2018
بعض النساء يرفضن مغادرة السجن خوفاً على حياتهن (Getty)
+ الخط -
تتواصل معاناة النساء الأفغانيات، لا سيما اللواتي يعشن تحت وطأة الأعراف والتقاليد أو في غياهب السجون، وذلك رغم ادعاءات الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي العملَ على تحسين حالة النساء، وصرف أموال كثيرة من أجل ذلك خلال العقدين الماضيين.

وأثيرت قضية النساء في السجون الأفغانية في الآونة الأخيرة، مرات عديدة وبأشكال متنوعة، وأفادت شهادات بتعرضهن لاعتداءات جنسية أو حرمانهن من أبسط حقوقهن داخل السجون تارة أخرى.

وفي السياق يقول الإعلامي، إرشاد مصور، تعليقاً على حالة النساء في السجون، إنه التقى في سجن قندهار قبل أيام إحدى السجينات ومعها طفل عمره أربع سنوات، الأم مدانة بقتل زوجها، لكن حالة الطفل يرثى لها. ويوضح إرشاد أنه تحدث مع المرأة وكانت تبكي بكاء شديدا ولا تتحدث عن معاناتها بل عن مأساة طفلها.

أما طفلها ويدعى "رغاند"، فإنه لا يعرف إلا فناء السجن والغرفة التي تعيش فيها أمه مع السجينات. ويجيب بعفوية عندما سئل: هل ذهبت إلى الخارج؟ نعم، لكنه كان يشير بيديه الصغيرتين إلى الفناء. ذلك هو الخارج في ذهنه الصغير، طالما أنه لم ير سماء ولا نجوما أو بنيانا، إذ إنه لم يخرج من السجن خلال عامين.

معاناة النساء داخل السجون الأفغانية تتفاقم ببقائهن داخل السجن رغم إكمال فترة حبسهن، والسبب إما تهميش السلطات المعنية قضاياهن وإما أن السجينات لا يرغبن في الخروج منه خوفا على حياتهن خارج أسواره.

نورينه فتاة في العقد الثالث من عمرها، هربت من منزل عائلتها في مديرية ميوند بإقليم قندهار جنوب أفغانستان مع شاب دون إذن أسرتها، إذ إنها كانت ترغب في الزواج منه، بينما كان والداها يعارضان ذلك.

اعتقلت قبل أربعة أعوام ودخلت إلى السجن. الآن أكملت فترة الاعتقال، لكنها لا ترغب في الخروج من السجن لأنها تخشى أن يقتلها إخوتها وذووها، لذلك تفضل البقاء في السجن بدلا من الخروج منه.

وتقول نورينه، إنّ "الحديث عن معاناة المرأة الأفغانية داخل السجون ذو شجون، إنها مع الأسف الشديد تعاني على عدة مستويات، فهي محرومة من أبسط احتياجات الحياة، كما أنها تتعرض لشتى أنواع الضغوطات، رغم ادعاءات الحكومة والمؤسسات المعنية بالوقوف إلى جانبها"، موضحة أن "قضايا النساء لا يمكن النظر فيها إلا بعد دفع المال والرشاوى".

من جهته، يوضح رئيس المكتب المحلي للجنة حقوق الإنسان في قندهار، فخر الدين فايز، لـ"العربي الجديد"، أنّ بقاء النساء في السجن بعد إكمالهن فترة اعتقالهن يعدّ عبئا ثقيلا حتى على إدارة السجن، لكن هناك مشاكل مختلفة بعضها يعود إلى المحاكم، وأخرى إلى السلطات المحلية المعنية بقضايا النساء.

ويتابع: "بعض هذه المشاكل موجود في مختلف أقاليم البلاد، مثل هلمند وأروزجان ونيمروز وغيرها، ومنها مثلا عدم توفر منازل آمنة تضمن حماية النساء بعد مغادرتهن السجن من أي عنف محتمل قد يتعرضن له".


غير أن مسؤولة إدارة شؤون المرأة المحلية في قندهار، رقية أسكزاي، تؤكد أن عدم وجود منازل آمنة لاستيعاب المفرج عنهن سببه معارضة القبائل لها رغم صدور قرار حكومي بإنشائها.

دلالات

المساهمون