من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى إسبانيا

من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى إسبانيا

27 سبتمبر 2018
يقترب أخيراً من ميناء برشلونة (أولمو كالفو/ فرانس برس)
+ الخط -

على متن إحدى سفن الإنقاذ، وعلى مقربة من الشاطئ الإسباني، غفا الصغير الذي أنهتكه رحلة الهجرة السرية الطويلة. مع عائلته، انطلق ابن السنوات التسع من جمهورية أفريقيا الوسطى مروراً بليبيا قبل أن ترفض إيطاليا ومالطا استقبالهم. إسبانيا رحّبت به، ويقترب أخيراً من ميناء برشلونة.

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنّ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى السواحل الإسبانية هذا العام بلغ 35 ألفاً و600 شخص. جاء ذلك في تصريحات للمتحدث الإعلامي باسم المنظمة، جويل ميلمان، في خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتب الأمم المتحدة في جنيف. وقد أوضح أنّ عدد الذين وصلوا إلى إسبانيا هذا العام يعادل ثلاثة أضعاف الأعداد التي بلغت تلك المنطقة في خلال الأعوام الثلاثة السابقة مجتمعة.

وأشار ميلمان إلى أنّ شواطئ إسبانيا صارت تستقطب كثيرين من قاصدي أوروبا بحثاً عن فرصة هجرة أو التماساً لحق اللجوء. وأوضح أنّ إجمالي قاصدي أوروبا من تلك الفئة منذ مطلع العام 2018 وحتى اليوم، تجاوز 80 ألف مهاجر غير شرعي توزّعت وجهاتهم على إسبانيا واليونان وإيطاليا. والأخيرة قصدها 21 ألفاً منهم، الأمر الذي يبيّن تراجعاً واضحاً بالمقارنة مع أرقام الأعوام الماضية.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد أكدت في تقرير سابق، أنّه على الرغم من انخفاض العدد الإجمالي للمهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا عن طريق البحر بالمقارنة مع الذروة التي بلغها في عام 2015، فإنّ السواحل الإسبانية تشهد زيادة في الهجرة عبر البحر التي بدأت قبل أكثر من عام وارتفعت وتيرتها في خلال الأشهر القليلة الماضية بصورة كبيرة تستدعي من المجموعة الأوروبية إعادة النظر في مقاربتها لمعالجة الظاهرة التي عانت منها سابقاً كلّ من إيطاليا وقبرص واليونان.




تجدر الإشارة إلى أنّ المنظمة الدولية للهجرة كانت قد أعلنت أنّه للمرة الأولى منذ سنوات، صارت إسبانيا الوجهة المفضّلة للمهاجرين بدلاً من إيطاليا، إذ إنّها سجّلت وصول نحو 21 ألف مهاجر منذ مطلع العام الجاري، أي ما يفوق تقريباً عدد الوافدين خلال العام الماضي بأكمله.

المساهمون