حصار أمني للعاصمة الجزائرية لمنع مسيرة العسكريين السابقين

حصار أمني للعاصمة الجزائرية لمنع مسيرة العسكريين السابقين

24 سبتمبر 2018
جنود سابقون في مسيرة نحو العاصمة الجزائر (فيسبوك)
+ الخط -

أغلقت السلطات الجزائرية، صباح اليوم الإثنين، المدخل الشرقي للعاصمة عند منطقة مطار الجزائر الدولي، بعد قرار الآلاف من العسكريين السابقين التقدم في مسيرة باتجاه العاصمة، عقب نجاحهم في فك الطوق الأمني الذي ضربته عليهم قوات الأمن والدرك، منذ خمسة أيام.

ونشرت السلطات مئات من قوات الدرك المدججين بأدوات قمع الشغب، كما نشرت عشرات الآليات لمنع تقدم مسيرة العسكريين السابقين إلى قلب العاصمة الجزائر، وتوقفت الحركة على الطريق السريع قرب مطار الجزائر الدولي، وظل مستخدمو الطريق محتجزين طيلة فترة الصباح.

واندلعت اشتباكات عنيفة صباحا بين المحتجين وقوات الأمن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع ضد المحتجين من خلال طائرات عمودية، في محاولة لتفريقهم ودفعهم إلى التراجع، رافضة السماح بتنظيم مسيرة في وسط العاصمة.

وشارك في المسيرة آلاف من متقاعدي الجيش وزملائهم الذين تعرّضوا لإصابات خلال مشاركتهم في عمليات مكافحة الإرهاب، وجنود الاحتياط الذين أعيد استدعاؤهم للخدمة العسكرية في منتصف التسعينيات خلال الأزمة الأمنية التي شهدتها البلاد، إضافة إلى عسكريين تم فصلهم من الجيش لأسباب مختلفة.

ويطالب المحتجون الحكومة بجملة مطالب اجتماعية، أبرزها إعادة النظر في المعاش، وتوحيد منحة العجز، وتعديل قانون المعاشات العسكرية، خاصة المتعلقة بالاستفادة من التعويضات عن الأمراض الموروثة، واستحداث منحة مكافحة الإرهاب بالنسبة للذين شاركوا في الحرب ضد الإرهاب، والاستفادة من كل المزايا التي يستفيد منها المحارب، وحق السكن الاجتماعي.



وفشلت، أمس، مفاوضات أولية بين وفد من تنسيقية العسكريين السابقين وضباط في الدرك. وقال مروان بصافة، المتحدث باسم التنسيقية، والذي شارك في المفاوضات، إن "ضباط الدرك طلبوا إخلاء المكان وفض الاعتصام، قبل الساعة الخامسة من مساء أمس، في مقابل نقل المطالب إلى السلطات، ومنحها وقتا للاستجابة، ثم قرر مسؤول الدرك التدخل بالقوة في موقف نصِفه بالغدر"، محملا "ضباط الدرك والسلطات مسؤولية تجدد المواجهة بين المعتصمين والدرك".

والليلة الماضية، اندلعت مواجهات عنيفة بين المحتجين وبين قوات الدرك المدعمة بقوات التدخل الخاص للشرطة في منطقة "حوش المخفي" على حدود المدخل الشرقي للعاصمة، عندما حاولت قوات الدرك تفريق الاعتصام. وبث المحتجون فيديوهات تبيّن جانبا من المواجهات وعددا من الإصابات في صفوفهم، وعتادا لمكافحة الشغب خلّفه عناصر من الدرك وراءهم، وبقايا قنابل مسيلة للدموع.
وأطلقت قوات الدرك القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على المعتصمين، ما تسبب في إصابات بين العسكريين السابقين، وعاش سكان حي حوش المخفي ليلة رعب بفعل هذه المواجهات، حيث يبيت المعتصمون في المنطقة منذ خمسة أيام.



ودانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بشدة ما وصفته بالقمع الذي يتعرض له جنود الجيش السابقون، ودعت السلطات إلى "الحوار والتعقل في معالجة القضية بطرق سلسة وسلمية، وإعطاء كل ذي حق حقه، وعدم اللجوء إلى الطرق الردعية، خاصة أن معظم المحتجين من المعطوبين في فترة العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر".

وبدأ العسكريون المتقاعدون والمعطوبون وجنود الاحتياط اعتصاما، قبل خمسة أيام، عندما منعتهم السلطات من دخول العاصمة لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الدفاع، ورفض المعتصمون مغادرة المكان حتى تحقيق مطالبهم.

دلالات