دراسة تصنّف شخصيات البشر في 4... أيّ منها أنت؟
وقسم الباحثون في جامعة نورث وسترن بولاية إلينوي الأميركية، شخصيات البشر إلى 4 أنواع، (المتحفظون، نماذج القدوة، المعتدلون والأنانيون)، في دراسة نشرت أمس الاثنين في مجلة Nature Human Behavior، متبعين نهجًا تحليليًا مختلفًا عن الأساس الذي تقوم عليه اختبارات الشخصية التقليدية، مثل اختبار Myers-Briggs.
ويعتمد اختبار Myers-Briggs الذي طور في أربعينيات القرن العشرين، على نظريات عالم النفس السويسري كارل يونغ، التي تنص على أن الإنسان يولد ولديه خواص شخصية، قد تتغير أو يكتسب غيرها مع نضوجه، ويتعامل بناء عليها مع العالم الخارجي، وفي الوقت نفسه، تتكون لدى الآخرين فكرة عنه وعن القيم التي يؤمن بها.
وحصر يونغ الخواص الشخصية في 4 أقسام، طريقة تعامل الشخص مع العالم الخارجي (منفتح أو منطو)، مصدر التعلم المفضل لدى الشخص (حسي أو حدسي)، المركز المؤثر في اتخاذ القرارات (العقل أو الشعور) ونظرة الشخص للحياة وتعامله معها (حازم أو مرن).
ووفقًا لاختبار Myers-Briggs فإن طبيعة الشخص الواحد تتكون من 4 خواص، تنتج 16 شخصية بشرية مختلفة، وأظهرت العديد من الدراسات أن تصنيفه ليس دقيقًا، كما أكد ألكسندر سوان، عالم النفس في كلية يوريكا بولاية إلنوي، أن أغلب الباحثين النفسيين لا يتفقون معه.
وأشرف على دراسة الاختبار الجديد الباحث النفسي مارتن غيرلاتش، وزميلاه لويس إي نانس أمارال وبياتريس فارب، بمساعدة عالم النفس الاجتماعي وليام ريفيل، الذي كان أحد المتشككين حيال فكرة تصنيف الشخصيات، وقال: "سأكون صريحًا، كان رد فعلي الأول سلبيًا تجاه هذا الاختبار".
ويختلف علماء النفس في إمكانية تصنيف الناس إلى شخصيات محددة، إلا أن السمات الشخصية مسألة يتفق عليها الجميع، ولعل أبرزها الانفتاح (درجة فضول الشخص ورغبته للاكتشاف)، الضمير (الوعي وضبط النفس والالتزام بالمبادئ)، الاندماج (قابلية المرء للتفاعل مع غيره)، التوافق (القابلية لمساعدة الآخرين وحسن معاملتهم) بالإضافة إلى العصاب (قابلية استجابة المرء للمشاعر السلبية).
واعتمد الباحثون في الاختبار الجديد على تطوير خوارزمية معقدة، تصنف الشخصيات بناءً على تقييم سماتهم الشخصية الـ 5 البارزة، وقسموا الشخصيات في البداية إلى 12 شخصية، قبل أن يتوصلوا إلى نموذج أكثر دقة صنفها ضمن 4 شخصيات.
وقال جون أ. جونسون، الطبيب النفسي في جامعة بنسلفانيا: "ما يميز هذا الاختبار هو انطلاقه من أبرز سمات الشخصية، بدلًا من الاعتماد على خيال الباحث وتجاربه الشخصية" وأضاف: "لم أفاجأ بالعلاقة بين نوع الشخصية والعمر والجنس، إذ إن الشخصية تتغير مع الوقت باتجاه النضج".
