إطارات بلا هواء في غزة لمواجهة المنع الإسرائيلي

إطارات بلا هواء في غزة لمواجهة المنع الإسرائيلي

18 سبتمبر 2018
استصلاح الإطارات التالفة وسيلة لمواجهة الحصار(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يعمل الفلسطيني عبد الله الرضيع على استصلاح الإطارات التالفة وتحويلها إلى أخرى تعمل بلا هواء، وذلك بعد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع عبور إطارات السيارات والدراجات النارية "الكاوتشوك" إلى غزة أخيراً، والتي تستخدم في مواجهات مسيرات العودة التي انطلقت منذ 30 مارس/آذار الماضي.

وعلى غرار منع إسرائيل دخول الإطارات المطاطية إلى غزة أخيراً، ظلت مشاكل "الكاوتشوك" لدى أصحاب الدراجات النارية في القطاع متفاقمة، وهو ما دفع الرضيع لمحاولة إيجاد حلٍ يواجه به تلك العوائق.

الرضيع (38 عاما)، من سكان بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، لجأ إلى إطارات بديلة عن تلك التي تعمل بالهواء، لتصبح بلا هواء ومقاومة للعوائق والمسامير، وغير معرضة للتلف، معتبراً إياها آمنة لسائقي الدراجات النارية، وتُناسب أوضاع الفلسطينيين مع ارتفاع أسعار "الكاوتشوك" عموماً بعد منع دخوله إلى غزة.

يقول الشاب الفلسطيني لـ"العربي الجديد": "بعد عدة تجارب قمت بها في منزلي، وصلت إلى مادة معينة من خلالها أقوم بتطوير الإطارات الهوائية إلى إطارات تقاوم العوائق الطبيعية وتتحمل وزناً أفضل من تلك التي تعمل بالهواء، كما أنها تقاوم المسامير وأيا من العوائق التي قد تسبب التلف للإطارات الهوائية".

ويضيف الرضيع: "الفكرة هي إعادة استصلاح الإطارات القديمة والكاوتشوك، والذي بات يُلقى في مجمعات النفايات بعد تعرضه للتلف، من خلال دمجه ببعض المواد الكيميائية، حتى تصبح الإطارات أكثر ليونة وأكثر امتصاصاً للضربات والعوائق، كما يمكن أن تخدم وقتاً أطول من الإطارات الهوائية، وتقاوم درجات الحرارة العالية".

خطوةٌ يراها الرضيع تتغلب على مشكلتين، فالأولى تتعلق بشُح الإطارات المطاطية في غزة بعد منع دخولها بقرارٍ إسرائيلي، أما الثانية فهي تتعلق بارتفاع أسعار الكاوتشوك بشكل قد لا يناسب إمكانات الفلسطينيين غير القادرين على دفع تلك التكاليف، مضيفاً: "الإطارات غير الهوائية للكاوتشوك الأمامي يكلف كل واحد منها 300 شيكل، أما الخلفي فبـ350 شيكلا (الدولار يعادل 3.61 شيكلات)".

وينظر الرضيع إلى أبعد من ذلك الحد في ابتكاره الجديد، حيث يأمل في أن يعمل على إطارات بلا هواء تخص السيارات، لكنه اشتكى من نقص السيولة والقدرة المادية على تطوير فكرته، ما جعله يقتصر في بداية مشروعه على معالجة مشاكل "الكاوتشوك" الخاص بالدراجات النارية، التي باتت منتشرة في القطاع الساحلي المحاصر في السنوات السبع الأخيرة.

وكانت إسرائيل قد أوقفت تنسيق إدخال الشاحنات الموردة للإطارات إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، أوائل إبريل/نيسان الماضي، ضمن حملة منع مئات السلع والخدمات من إدخالها إلى القطاع، في إطار محاولة الاحتلال تشديد الحصار المفروض على سكان غزة في عامه الثاني عشر على التوالي.

ويتظاهر سكان غزة، منذ الثلاثين من مارس/آذار الماضي، في وجه الاحتلال الإسرائيلي على الخط الشرقي لقطاع غزة، ضمن فعالية "مسيرة العودة الكبرى" والتي يراد منها إيصال رسائلهم إلى العالم والضغط باتجاه رفع الحصار عن القطاع، وهم الذين استخدموا وسائل عدة لتحقيق ذلك، منها إشعال الإطارات والكاوتشوك، وهي التي اعتبرها الاحتلال ذريعةً لضمها ضمن قائمة السلع الممنوع دخولها إلى غزة.



وسبق أن أشار رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار، جمال الخضري، إلى أن الاحتلال يمنع نحو 1000 سلعة من الدخول إلى قطاع غزة، وهو ما يندرج تحت حدود وشروط مجحفة تضعها إسرائيل مقابل إدخال السلع والخدمات إلى غزة.

ومنذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً مشدداً على قطاع غزة، وأغلق مختلف المعابر التجارية التي تربط القطاع بفلسطين المحتلة عام 1948، وأبقى على معبرين، هما كرم أبو سالم التجاري، ومعبر بيت حانون/إيرز للأفراد.