أزمة دبلوماسية بعد طرد السويد سائحين صينيين

أزمة دبلوماسية بين استوكهولم وبكين بعد طرد السويد سائحين صينيين

18 سبتمبر 2018
الشرطة السويدية موضع اتهام في الحادثة(العربي الجديد)
+ الخط -
تسبب طرد الشرطة السويدية قبل أيام لثلاثة سائحين صينيين، والدين وابنهما، من أحد نزل استوكهولم بأزمة وحملة عنيفة في الصين في الصحافة ووسائل التواصل، مع طلب الاعتذار الرسمي من السويد للسائحين.

وانتشر مقطع فيديو شاهده ملايين الصينيين يتهم الشرطة السويدية بـ "التعامل بعنف مع السائحين في النزل الذي حضروا إليه خطأ قبل يوم واحد من موعد سريان الحجز".

وأقدمت إدارة النزل، بعد أن بقي السائحون "في ساعات الذروة يحتجون بقوة وبأصوات مرتفعة لعدم السماح لهم البقاء في بهو النزل، واضطرت لاستدعاء الشرطة بعد إظهار السائحين ردود فعل مهددة بحق موظفي الاستقبال، ورفضهم الخروج والعودة في اليوم التالي"، وفقا لما صرحت به إدارة الفندق لصحيفة "أفتون بلاديت".

وأتى تصريح الفندق بعد تحذير السفارة الصينية للسائحين بـ"أخذ الحذر عند التعامل مع الشرطة السويدية". وعبرت السفارة عن "القلق والغضب من سلوك الشرطة السويدية وتعريضها للخطر حياة الصينيين وانتهاك حقوق الإنسان". ولم يتوقف رد الفعل الصيني، الذي فاجأ صحافة استوكهولم وقنواتها التلفزيونية باتساع القضية وتحويلها في الصين إلى قضية رأي عام ضد السويد.

الصحف الصينية بدت وكأنها تقوم "بحملة منظمة بردود فعل حكومية فيها الكثير من المبالغات"، وفقا لأستاذ العلوم السياسية في جامعة أوبسالا أوسكار ألمين، في حديثه للقناة الرسمية السويدية أس.في.تي. ولاحظت وسائل الإعلام السويدية أنه "جرى استغلال القضية بعد أيام من حدوثها، وإنشاء مواقع حديثة على تويتر للتشهير بالسويد".




وبدأت القصص الصينية عن هذه الأسرة تأخذ طابعا يقدم السويد وكأنها بلد وحشي مع وصف مفاده بأن "الشرطة تركت هذه الأسرة في مقبرة مظلمة وموحشة وباردة حيث كانت أصوات الحيوانات البرية تسمع"، بحسب ما نقلت صحف السويد عن شخص يدعي على المواقع الصينية معرفته بما جرى للسائحين الصينيين.

ونقلت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الصادرة بالإنكليزية تقريراً عن تلك الأسرة مع كثير من الصور يوم السبت الماضي، مشيرة فيه إلى أنها "بقيت نصف ساعة بلا مساعدة في المقبرة إلى أن جاء مارة لمساعدتهم وإعادتهم إلى المدينة".

ووصلت المطالب الصينية في نهاية الأسبوع إلى التواصل مع الخارجية السويدية للتحقيق بالقضية ومعاقبة الشرطة. أما الشرطة السويدية فردّت بأنها "لن تجري تحقيقاً لأنه أصلا لم يحدث أي خرق، فالسائحون تصرفوا بطريقة دراماتيكية استدعت تطبيق الإجراءات القائلة بإبعاد الأشخاص عن المكان". وزارة الخارجية في استوكهولم ردت ببساطة "السويد بلد آمن للسائحين".

ردود الفعل "المبالغ فيها ومحاولة اختلاق أزمة دبلوماسية مع السويد تستند إلى شيء آخر لا يتعلق بحقوق السائحين"، وفقا لأستاذ العلوم السياسية المختص بالشأن الصيني أوسكار ألمين. وكشف "راديو السويد" أن "كل هذه الانتقادات الصينية للسويد تأتي على خلفية زيارة زعيم التيبت الروحي دالاي لاما يوم 12 سبتمبر/أيلول إلى مالمو". وبحسب الصحافي المتخصص في الشأن الصيني أولا وانغ، في برنامج "أكتوالت" على التلفزيون السويدي فإن "الصين تستخدم سياحة مواطنيها عادة كأداة ضغط سياسية على الدول".

إضافة إلى ذلك يبدو توتر العلاقة بين استوكهولم وبكين أبعد أيضا من سوء تفاهم نزل و3 سائحين، و"عدم احترام الشرطة السويدية للحقوق الإنسانية الأساسية" بحسب اتهامات السفارة ووسائل الإعلام الصينية. فخلال السنوات الثلاث الماضية تصر استوكهولم على طلبها بإطلاق سراح الكاتب الصيني غي مينهاي، اللاجئ في السويد منذ عام 1989، والذي جرى اختطافه في 2015 أثناء زيارته إلى تايلاند بدون أن يقدم للمحاكمة".