الأمن المغربي يستغل فيديوهات الهجرة لتفكيك شبكات تهريب البشر

الأمن المغربي يستغل فيديوهات الهجرة لتفكيك شبكات تهريب البشر

17 سبتمبر 2018
يحاول آلاف الشباب الهجرة عبر المتوسط (خيسوس ميريدا/ Getty)
+ الخط -
أثارت مقاطع فيديو تم بثها مؤخراً، لمحاولة شباب مغاربة الهجرة غير الشرعية عبر قوارب صغيرة، باتت تعرف بـ"قوارب الموت"، استنفار الأجهزة الأمنية التي تتابع هذه التسجيلات، سعياً للوصول إلى شبكات التهريب والاتجار بالبشر التي تقف وراء محاولات الهجرة.

وأفادت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" بأن أجهزة الأمن تعمل على كشف شبكات تهريب الشباب نحو الضفة الأوروبية انطلاقاً من الشواطئ الشمالية، وأن هذه الفيديوهات المنتشرة تشكل مفتاحا لبلوغ تلك الشبكات.

ونشر شبان مغاربة قبل أيام قليلة رحلتهم من طنجة إلى إسبانيا، على متن زورق صغير، وظهروا في الفيديو يرددون شعارات وأغاني حماسية، وقد أبدوا لهفتهم إلى أن تطأ أرجلهم الأرض الإسبانية التي يعتبرونها أول خطوة نحو "الفردوس الأوروبي".

وقال الناطق باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، عقب اجتماع المجلس الحكومي الأخير، إن "الحكومة تتابع وتطالع فحوى الفيديوهات التي توثق هجرة مغاربة، وهذه التسجيلات يتم التحري بشأنها من أجل تفكيك الشبكات التي تدير هذا النوع من الهجرة".

وأحبطت السلطات المغربية خلال السنة الحالية آلاف محاولات الهجرة غير الشرعية، وفق أرقام رسمية.

وتزايدت وتيرة الهجرة غير الشرعية في صفوف الشباب المغربي خلال الفترة الأخيرة. وعلى الرغم من نيل الشاب المغربي وسيم شهادة الباكالوريا، لكنه يرغب في الهجرة إلى إسبانيا بأية طريقة، ويقول لـ"العربي الجديد" إنه جرب الهجرة غير الشرعية برفقة أصدقاء بسبب ارتفاع البطالة وانسداد الآفاق. ويضيف الشاب أنه حاول أكثر من مرة الهجرة عبر الاختباء في شاحنات تجارية متجهة من طنجة إلى إسبانيا، لكن تم ضبطه، وتعرض للتقريع والتهديد في حالة تكرار المحاولة، لكنه سيكرر المحاولة إلى أن يفلح في الهجرة.

ويكمل أن ما دفعه إلى خوض هذه المغامرة، فضلاً عن فرص الشغل القليلة في البلاد، كان تأثره بالصور والفيديوهات التي يرسلها له أصدقاؤه من إسبانيا، بعد أن نجحوا في الهجرة، حيث وجدوا فرصا للعمل، وتحسنت ظروفهم.


وسبق للشاب بدر الدين (28 سنة) أن جرب الهجرة إلى إسبانيا عبر "قارب موت"، لكنه عاد قبل أربع سنوات إلى المغرب، وقال لـ"العربي الجديد" إن "ما يقوله الشباب بشأن وجود حياة أفضل في إسبانيا غير صحيح، وفرص العمل الكريمة غير صحيح كليا، بل إن الإسبان باتوا يهاجرون إلى المغرب للبحث عن وظائف".

وتابع أن "الشاب المغربي يعيش في بلاده أفضل مما يعيش في إسبانيا، خصوصاً بعد الأزمة الاقتصادية المتواصلة هناك منذ سنوات. شباب المغرب عليهم ألا يغترّوا بالمظاهر والصور، وأن يقدموا على الهجرة إن كان لا بد منها، وبطرق قانونية".

المساهمون