السيارات المفخخة ترهب الأهالي في الشمال السوري

السيارات المفخخة ترهب الأهالي في الشمال السوري

01 سبتمبر 2018
حالة هلع بعد التفجير (حسين نصير/الأناضول)
+ الخط -
غياب الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري والمقاتلات الروسية عن مناطق ومدن سورية عدة لا يعني أن سكانها ينعمون بالهدوء، لأن معاناتهم مع السيارات المفخخة لا تقل خطورة عن غارات الطائرات. انفجارها لا يميز بين كبير أو صغير أو رجل وامرأة، وكان آخرها في مدينة إعزاز بريف حلب الغربي، وسبقتها سلسلة من المفخخات استهدفت مناطق في إدلب.

جهات عدة تتحمل مسؤولية هذه المفخخات التي أصبحت تشكل هاجس أهالي إدلب وعفرين ومنطقة درع الفرات، هذا ما أكده مصدر في الشرطة الحرة لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أن هذه التفجيرات هدفها الأول والأخير بث الرعب والخوف بين الناس، وتركهم بحال قلق دائم، الأمر الذي يشل الحركة في المنطقة التي يقع فيها التفجير يستمر لأيام في بعض الأحيان.

وأضاف المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه قائلا: "من الصعب كثيرا التعرف على السيارات أو الدراجات النارية المفخخة خاصة في الأماكن المكتظة والأسواق، حيث يمكن لأي شخص أن يدس عبوة لاصقة بأي سيارة ويفجرها، وليس من الضروري أن تكون السيارة من خارج المنطقة، وهو ما يسهل على هؤلاء القيام بزرع العبوات أو إلصاقها بالسيارات".

وأردف المصدر "نحن نهيب بالأهالي تجنب الازدحام والتجمعات في الأماكن العامة، كما نعمل بكامل جهدنا على تلافي هذه القضية ذات الخطر الكبير على الجميع".




وبشأن التفجيرات وتأثيرها على الأهالي قال مجد هشام (30 عاما)، واصفاً قصة نجاته من إحداها: "كنت متجها إلى تركيا مع بعض الأصدقاء، وعند وصولي عند معبر باب الهوى الحدودي بين سورية وتركيا، كانت الأمور تسير بشكل اعتيادي والناس تجمعت استعدادا للعبور، وما هي إلا لحظات حتى دوى صوت انفجار ضخم، لم أعد أشعر أبدا بما يجري حولي، وبعد دقائق صحوت لأجد نفسي بعيدا قرابة عشرة أمتار عن المكان الذي كنت أقف فيه، حاولت الوقوف لكن بصعوبة بالغة، والمشهد من حولي لا يمكن نسيانه".


وأوضح هشام أنه بعد إسعافه من قبل شبان، تبين أنه مصاب بتمزق غضروفي في عموده الفقري جراء التفجير، وقال: "منذ ذلك الحين لدي رهبة وينتابني الخوف عند رؤيتي تجمعاً وقربه سيارات وخاصة في السوق، وبالفعل أصبح هذا الأمر بالنسبة لي فوبيا متلازمة مع هذه الأمور قد لا أستطيع التخلص منها".

وتساءل نجيب دعاس (38 عاما) قائلا: "بالله ما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء وحتى الشباب ليتم تفجير سيارة مفخخة بهم، وهل مجرد القتل هو هدف من ينفذها؟ نحن هنا في إعزاز أصبحنا نعيش خوفا دائما من قضية المفخخات والدراجات النارية التي تستهدف المدينة كل فترة، وبالنسبة لي أطالب بنقل كل الفعاليات من مجلس محلي ومكاتب للمنظمات أو الحكومة المؤقتة خارج المدينة، لأنه حسب ما يتضح أن المفخخات والدراجات النارية تستهدف هذه الأماكن، فنرجو ألا تكون ذريعة".


وتابع دعاس "يجب على الجهات الأمنية بذل جهد أقوى وأكبر بمجال حماية ومراقبة الأسواق أو الأماكن المكتظة كما في الاعتصام الذي كان يجري بمدينة إعزاز، فبإمكانهم اتخاذ مواقف مخصصة للسيارات أو حتى منع دخولها للأسواق والأماكن العامة، ليكون ضررها أقل بحال كان بينها مفخخات".

وذكرت رنا محمد (42 عاما) لـ "العربي الجديد" أنه "في الريف الشمالي لحلب الجهات الأمنية لا تبالي بشأن السيارات المفخخة". وقالت: "ابني أصيب بكسور متعددة بفخذه وعمره لم يجاوز 13 عاما، ولو أن هؤلاء القائمين على حمايتنا يبذلون جهودا لحمايتنا ما وصلنا لهذا الأمر".

ورأى محمد أن "هناك أشخاصا قتلوا وآخرين فقدوا أطرافهم بسبب المفخخات والدراجات النارية، وأنا منذ إصابة ابني أخشى الذهاب للسوق أو أي مكان مكتظ وحاولت قدر الإمكان البقاء في البيت أيام عيد الأضحى، لأننا لا نعلم كيف ومتى تنفجر سيارة أو عبوة ناسفة، لكن لا مكان لنا سوى أرضنا وبيوتنا للبقاء فيها، ونرجو من الله أن يخلصنا من هؤلاء المجرمين القتلة الذين يرسلون هذه المفخخات".