جراحات تجميلية فاشلة في العراق: تشوهات خلقية بمواد مغشوشة

جراحات تجميلية فاشلة في العراق: تشوهات خلقية بمواد مغشوشة

03 اغسطس 2018
الهوس بعمليات التجميل (Getty)
+ الخط -
أدّى تساهل وإفراط وزارة الصحة العراقية، في منح رُخص لممارسة عمليات التجميل، داخل مراكز وعيادات خاصة في بغداد ومدن مختلفة بالبلاد، إلى تسجيل ضحايا أغلبهم من النساء.

ويقدر عدد تلك المراكز في بغداد وحدها بأكثر من 130، من بينها 29 مركزا لبنانيا و10 تركية، وأخرى عراقية تعمل بكوادر محلية أو آسيوية.

وكشفت مصادر في وزارة الصحة العراقية لـ"العربي الجديد"، تسجيل أكثر من 100 خطأ طبي داخل تلك المراكز منذ مطلع هذا العام، غالبيتها بسبب عمليات حقن الوجه بمواد مغشوشة أو ذات صلاحية منتهية.

ووفقا للمصادر ذاتها، فإنّ بعض الشكاوى وصلت إلى المحاكم وأخرى اتخذت الوزارة قرارات بإغلاق المركز المتورط بشكل نهائي"، لافتة إلى أنه تقرر إجراء مراجعة شاملة للتراخيص التي منحت لمراكز التجميل والرشاقة والتدليك الطبيعي والطب الصيني وغيرها، كون أغلبها تم ترخيصه عن طريق شبكة تضم أقرباء لوزيرة الصحة الحالية عديلة حمود ومقابل مبالغ مادية دون الرجوع إلى المعايير المعتمدة في هذا الشأن.

وبينت أن الموضوع تأكد بعد خلافات حادة بين مكتب مفتش وزارة الصحة والوزيرة خلال الشهرين الماضيين، تم خلاله كشف العديد من الخروقات التي تستدعي المراجعة الشاملة.

وتسببت بعض مراكز التجميل في العاصمة العراقية، في حدوث تشوهات خلقية لدى نساء أجرين عمليات تجميل داخل هذه المراكز التي يدار بعضها من قبل أطباء حاصلين على شهادات عليا في الجراحة التجميلية، ما تسبب في حدوث خلافات وصلت إلى حد النزاعات العشائرية.

وتقول نادية طه التي تعمل في مركز تجميل يقع في شارع 14 رمضان ببغداد، إنّ "المركز الذي أعمل فيه يستقطب عدداً كبيراً من الزبونات بسبب سمعته الجيدة في مجال التجميل"، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء الحالات يستدعي تدخلا جراحيا يتم على يد أطباء مختصين ويتمتعون بالخبرة العالية، وبعضهم يحمل شهادات عليا في اختصاصه.

وتضيف: "في حالات نادرة تفشل عمليات التجميل، إلا أن أغلبها يكلل بالنجاح"، مشيرة إلى حدوث بعض المشاكل مع زبونات لا يرضين عن العملية، أو تكون النتيجة عكس توقعاتهن.

وتتابع: "قبل أيام أغلق مركز تجميل مجاور وكتب عليه "مطلوب عشائرياً"، نتيجة لتسبب عملية التجميل بتشوهات في وجه إحدى النساء"، مبينة أن المسألة حلت عن طريق الفصل العشائري.

وتشير إلى أن عمليات التجميل تتطلب وجود كادر متخصص، لأنه يتعامل مع مناطق مهمة وحساسة كالوجه والأرداف والصدر.. ولا يمكن التعامل معها عن طريق التجربة أو المجازفة، موضحة أن النسبة الأكبر من النساء يأتين إلى مركزنا والمراكز الأخرى لحقن الوجه والوجنتين ومحيط الفم والعينين والشفتين عن طريق الـ "فيلر" و الـ"بوتكس"، فضلا عن عمليات في مناطق أخرى.

ولا تثق زهراء الخفاجي، وهي محامية، في جميع مراكز التجميل الموجودة في بغداد، مؤكدة لـ "العربي الجديد" أن هذه المراكز عبارة عن "دكاكين" للنصب والاحتيال على النساء.

وتضيف: "لا أقول رأيي هذا من فراغ، بل عن تجربة مريرة لابنة خالتي التي أجرت عملية تجميل وحقن في أحد مراكز التجميل الواقعة في منطقة الجادرية ببغداد"، مبينة أنها تحولت إلى إنسانة أخرى بعد العملية بسبب التشويه الذي أصاب وجهها.

وتتابع: "حدث ذلك على الرغم من أنها دفعت مبلغ 3000 دولار لتحسين مظهرها"، موضحة أن أغلب مراكز التجميل غير مسجلة، وليست لديها موافقات رسمية، وتدار من قبل الهواة.

أما الطبيب المختص في الجراحة التجميلية، حسين كمال، فينصح النساء بالذهاب إلى المراكز الموثوق فيها ببغداد، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أن عددها قليل، إلا أنها تضم أطباء أكفاء، ما يقلص من هامش الخطأ الطبي، أو المخاطرة بالحياة.



ويضيف: "على الرغم من عملي في مستشفى حكومي، وعدم صلتي بالمراكز التجميلية الخاصة، إلا أن الموثوق فيه منها موجود"، محذرا من خطورة التعامل مع المراكز التي تسببت بالضرر والتشوه لعدد غير قليل من العراقيات.

ويشير إلى أنه عالج، في المستشفى الذي يعمل فيه بمدينة الطب في بغداد، حالات عدة تعرضت للضرر بسبب إجراء عمليات بمراكز تجميل خاصة.

دلالات