تلوث مياه الشرب يخلف 2000 حالة تسمم في البصرة

تلوث مياه الشرب يخلف 2000 حالة تسمم في البصرة

24 اغسطس 2018
احتجاجات ضد تلوث مياه الشرب في البصرة (فرانس برس)
+ الخط -
تسبب تلوث مياه الشرب في مدينة البصرة جنوب العراق، بكارثة صحية وبيئية، أسفرت عن تسمم أكثر من 2000 مواطن منذ بداية الشهر الجاري، مما دفع مستشفيات المدينة إلى مطالبة وزارة الصحة بالمزيد من المستلزمات والأدوية.

وقال الطبيب في مستشفى "أبو الخصيب" بالبصرة، نشوان العبودي، إن "دوائر الصحة في المدينة تتواصل منذ أيام مع دوائر المياه في بغداد ومجلس المحافظة، من أجل دعم المستشفيات الحكومية"، مبيناً أن "أكثر من 2000 حالة تسمم معوي استقبلتها مستشفيات البصرة منذ بداية الشهر".

وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "دائرة صحة محافظة البصرة، سجلت حتى الآن 1500 حالة إسهال، وهناك مئات أصابهم التسمم المعوي من جراء تلوث مياه الشرب، ونقص مادة الكلور المخصصة للتعقيم. هناك حشود كبيرة تتوافد على المستشفيات، وطلبنا من محطات المياه فحص محطات التحلية ومعامل الثلج وتعبئة المياه، ومراقبتها".

وأكمل الطبيب: "اكتشفنا من خلال فريق شكلناه لفحص مياه الشرب، أنها خالية من الكلور تماماً، أي أنها لم تعقم، ما يدل على أن هناك تلاعبا في محطات التنقية والتحلية".

وقال النائب السابق عن محافظة البصرة العراقية، فالح الخزعلي، في تصريح صحافي، إن "المدينة تموت بسكين الفشل الحكومي"، مشيراً إلى أن "تلوث المياه أدى إلى ارتفاع نسبة الأمراض داخل المحافظة"، موضحاً أن "البصرة تعيش حالة إنسانية يرثى لها في ظل عدم استجابة الحكومة.

وتشهد البصرة نقصاً حاداً في مياه الشرب، فضلاً عن ارتفاع نسبة الملوحة بمياه الأنهار المتفرعة من دجلة والفرات، وقال محافظ البصرة، أسعد العيداني، عبر مقطع مصور نشره مكتبه الإعلامي، الأسبوع الماضي، إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعد خلال زيارتي إلى تركيا بزيادة الإطلاقات المائية، وسيكون الإطلاق خلال الأيام المقبلة لإنعاش مناطق جنوب العراق، حتى لإذا تطلب الأمر تأجيل ملء سد أليسو الجديد".

ورغم الوعود المتتالية التي أطلقتها الحكومة في بغداد، عقب اشتداد الاحتجاجات في مناطق جنوب العراق، إلا أنها لم تتحقق على أرض الواقع، بحسب عضو المجلس المحلي في البصرة، مجيب الحساني، والذي شكك بصدق هذه الوعود.

وقال الحساني لـ"العربي الجديد"، إن "كل الوعود التي أطلقتها الحكومة لم تتحقق، واليوم هناك زيادة بالحالات المرضية بسبب ملوحة المياه، وتسمم العديد من المواطنين بسبب تلوث محطات التحلية. الحكومة مسؤولة عما يحدث بسبب عدم محاسبتها المتجاوزين على حصة البصرة من المياه خلال مرورها بمحافظة ميسان".

وأشار إلى أن "2500 مليار دينار عراقي كان من المفترض أن تصل البصرة لمعالجة الكثير من المشاكل، ولكن حتى الآن لم يحدث، وما صدر عن الحكومة ورئيسها حيدر العبادي، ليس سوى تصريحات إعلامية، ومع هذا، ما زلنا نتابع سير الإصلاحات الحكومية مع وزارتي التخطيط والمالية، لكن هناك مماطلة وتسويفا من الحكومة".

دلالات