عراقيون يقضون العيد أمام صور ضحايا الحرب على "داعش"

عراقيون يقضون العيد أمام صور ضحايا الحرب على "داعش"

23 اغسطس 2018
ضحايا الحرب على داعش في العراق (وليد الخالد/فرانس برس)
+ الخط -
اعتاد العراقيون على زيارة المقابر خلال أيام عيد الأضحى، إلا أن حرب الثلاث سنوات الأخيرة على تنظيم "داعش" الإرهابي غيرت بعض الطقوس، إذ قرر البعض قضاء العيد إلى جوار صور أقاربهم الذين قضوا خلال هذه الحرب.

وقالت الحاجة سميرة العبيدي (أم علاء)، إنها قامت بزيارة قبر ابنها الوحيد المدفون في مقبرة الكرخ فجر أول أيام عيد الأضحى، مؤكدة لـ"العربي الجديد"، أنها قررت قضاء بقية اليوم أمام صورته التي وضعت في مدخل حي العامرية بالعاصمة بغداد. "أوقدت البخور، ووضعت الزهور حول صورة ولدي الذي قتل خلال العمليات العسكرية ضد داعش في الأنبار عام 2016".

وأوضحت العبيدي أنها قضت اليوم الثاني من العيد أمام صورة ثانية لابنها ملازم الجيش الراحل وضعت قرب مدخل وزارة الدفاع في جانب الرصافة ببغداد.

يسكن المعلم المتقاعد حسين جاسم في حي المشتل شرقي بغداد، وقد فقد إحدى ساقيه بانفجار في منطقة الكرادة عام 2015، تسبب أيضا بمقتل ولده سجاد. يقول إنه لم يجد من يوصله إلى المقبرة التي دفن فيها ابنه في محافظة النجف (180 كلم جنوب بغداد)، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أنه اضطر لقضاء العيد أمام صورة ولده التي وضعت في تقاطع (المشتل– البلديات).

وتابع: "جئت لقضاء العيد قرب صورة ابني مساء الأربعاء، وقضيت الليل أمامها حتى صباح الخميس، ثم توجهت لزيارة بقية أولادي وبناتي الأحياء"، معبرا عن أسفه على ضياع شباب ابنه نتيجة للحروب والصراعات "التي يختلقها السياسيون من أجل البقاء في السلطة".


ويؤكد عمر الجبوري قيام بلدية بغداد بإزالة عدد من صور ضحايا الحرب على "داعش" في حي الدورة جنوب غرب بغداد، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الصور لا تعني شيئا لذوي الضحايا، لكنها رمز للذكرى، وإزالتها بالتزامن مع العيد الذي يقضي فيه عراقيون بعض أوقاتهم قرب صور ضحاياهم يمثل استفزازا للمشاعر، واستهانة بالدماء التي سالت من أجل تحرير العراق من سيطرة التنظيم الإرهابي".

وسيطر تنظيم "داعش" على الموصل ومدن عراقية أخرى منتصف عام 2014، وشنت القوات العراقية حملة عسكرية موسعة بدعم دولي لطرد التنظيم من هذه المناطق، تسببت بمقتل وإصابة وتشريد آلاف العراقيين.