صيادو كيرالا المنكوبة.. أبطال الإنقاذ والإغاثة الطوعية

صيادو كيرالا التي نكبتها الفيضانات... أبطال الإنقاذ والإغاثة الطوعية

22 اغسطس 2018
الصيادون وُصفوا بـ "البطل الأكبر" في كيرالا (تويتر)
+ الخط -

بات الصيادون في ولاية كيرالا الهندية التي نكبتها الفيضانات، على مدار الأسبوعين الماضيين، محط اهتمام الصحافة الهندية ووسائل التواصل الاجتماعي، ونالوا لقب "البطل الأكبر"، لمشاركتهم الطوعية والفعالة في عمليات الإنقاذ والإغاثة، في كارثة طبيعية هي الأسوأ منذ قرن، أسفرت عن تضرر مليون شخص ومقتل ما لا يقل عن 400 مواطن، بحسب وكالات الأنباء.


وتحوّل الصيادون إلى منقذين وأبطال مجهولين، وكانوا أول من استجاب للأزمة. وهرع المئات منهم إلى المناطق التي غمرتها مياه الفيضان في كيرالا، مثل باثانامثيتا، وأبوزها، وأرناكولام، وتريزور، مستخدمين قواربهم. وما رفع من تقدير الجهات الرسمية والشعبية لهم على حدّ سواء، هو رفضهم قبول المال الذي عرضته الحكومة مقابل مشاركتهم في عمليات الإنقاذ والإغاثة.

وأعلنت حكومة الولاية، خلال الأزمة، عن دفع 3 آلاف روبية لكل صياد في اليوم، مقابل مشاركتهم في نقل المحتجزين والضحايا، والمساعدة في أعمال الإغاثة، إضافة إلى منحها مبلغاً إضافياً عن أي ضرر يلحق بقواربهم، لكن بعض الصيادين رفضوا قبول المال.

ولم يقتصر عمل الصيادين على الإنقاذ ونقل الناس، وإنما، بحسب الحكومة، كانت لهم المساهمة الأساس في بناء الحواجز ووضع العوائق أمام سيول المياه الجارفة التي وصلت إلى مستويات قصوى، وتخطى ارتفاعها في بعض الأماكن الأربعة أمتار.


ونقلت صحيفة NDTV الهندية، أمس الثلاثاء، عن أحد السكان المحليين قوله: "ذهبوا(الصيادون) إلى أماكن لا يستطيع أشخاص آخرون الوصول إليها، أو حتى قوات الإنقاذ نفسها".


وعمل الصيادون على مدار الساعة. وأوضح أحد السكان للصحيفة: "كانوا يعبئون الطعام للرجال والنساء الذين تقطّعت بهم السبل، أخرجوهم من المباني وقدّموا لهم الطعام".


وأعرب رئيس وزراء ولاية كيرالا، بينارايي فيجايان، عن تقديره لجهود الصيادين في تصريحات صحافية، كما وصفهم وزير الاتحاد لشؤون السياحة كيه. جيه. ألفونز بأنهم "البطل الأكبر".

وشكر الصياد خيس محمد، من فورت كوتشي، تقدير المسؤولين ومديحهم، وقال: "نحن لا نريد المال مقابل إنقاذ الأرواح".


ونقلت صحيفة "هندوستان تايمز" عن الوزير ألفونز قوله، اليوم الأربعاء: "إن ما شهدته كيرالا كارثة وطنية، تحتاج إلى أكبر عملية إنقاذ في تاريخ البلاد". وأضاف في تعليقه على تصريحات المعارضة التي انتقدت تعامل الحكومة مع الأزمة بقوله "لا وقت لدينا للدموع، الحياة يجب أن تستمر".



وسبق للوزير نفسه أن قال، أمس، في تصريحات صحافية، إن "كيرالا لا تحتاج للطعام والملابس، بل تحتاج إلى المشاركة في إعادة بنائها".




يشار إلى أن ولاية كيرالا شهدت هطول أمطار زادت عن 250 في المائة من الكميات المعتادة، وذلك في الفترة من 8 إلى 15 أغسطس/آب الجاري، ثم تبعتها أمطار أقل غزارة على مدى ثلاثة أيام تالية. واتخذت سلطات الولاية قرار إطلاق المياه من 35 سداً بعد ارتقاع منسوب المياه فيها إلى حد خطير.

وأشارت صحيفة "ذي إنديان إكسبرس"، اليوم الأربعاء، أن الفيضانات التي لحقت بالولاية تعتبر كارثة "الطبيعة الشديدة" الأعنف منذ نحو قرن، ما يمهد الطريق لتقديم مساعدات وطنية للولاية بأشكال مختلفة، بحسب مسؤولين. كما أوقفت الحكومة المركزية عمليات الإغاثة والإنقاذ. ولفتت إلى أن التقارير أشارت إلى إنقاذ أكثر من 43 ألف شخص حتى الآن، مع توفير المخيمات المؤقتة لنحو 12470 شخصًا، في حين أن هناك نحو مليون متضرر من تلك الكارثة.

أعلن رئيس الوزراء، بينارايي فيجايان، أن المرحلة الأولى من مهمة الإنقاذ وصلت إلى نهايتها، يوم الإثنين، وستركز المرحلة المقبلة على تكثيف عمليات الإغاثة وإعادة التأهيل.

(العربي الجديد)