ارتفاع معدلات الجريمة بين الأحداث في العراق

ارتفاع معدلات الجريمة بين الأحداث في العراق

20 اغسطس 2018
الأسرة مسؤولة عن عنف الأطفال (مارتين أيم/Getty)
+ الخط -

للعام الثاني على التوالي، تسجل السلطات العراقية ارتفاعا كبيرا في معدل الجرائم التي ترتكب من قبل أطفال ومراهقين أعمارهم أقل من 17 سنة في مدن عراقية عدة، مما تسبب في إنشاء سجن آخر في بغداد لاستيعاب أعداد من يتم إيداعهم في السجون من الأحداث، ضمن دائرة مراكز تأهيل الأحداث التي تتبع وزارة العدل.

ويؤكد مراقبون أن الظاهرة من أبرز ما خلفه الغزو الأميركي للبلاد، وما تلاه من عمليات عنف وإرهاب ومشاكل اجتماعية واقتصادية، وكشف مسؤول بوزارة الداخلية لـ"العربي الجديد"، عن تسجيل ارتفاع كبير في معدل الجرائم المرتكبة من قبل الأحداث، وتصدرت محافظات بغداد والبصرة وديالى، مبينا أن "الارتفاع سجل نحو 40 في المائة عن العام الماضي، وأكثر من 65 في المائة عن 2016، ولم تعد الجرائم تقتصر على السرقة أو الاعتداء أو العنف، بل تجاوزت إلى الاتجار بالمخدرات والقتل".
وأضاف المسؤول الذي طلب إخفاء هويته، أن "الأسرة مسؤولة بالدرجة الأولى عن انحراف الأبناء في مرحلة المراهقة، والرقابة معدومة عنهم بسبب عدم ضبط ما يشاهده أبناؤهم عبر الإنترنت أو التلفزيون، وكذلك من يرافقونهم في المدرسة أو الشارع".

وقال مصدر في دائرة سجون الأحداث لـ"العربي الجديد"، إن "سجون الإصلاح فيها أكثر من 4 آلاف مدان حدث، وهم مدانون بعدة جرائم منها القتل والاغتصاب والسرقة وبيع المخدرات، ويواجهون أحكاما بالسجن تتراوح بين 5 و15 عاما. أغلبهم مهجورون من قبل ذويهم، والمركز يوفر لهم ورش تعليم، وصفوف دراسية، غير أن التقدم في تأهيلهم لا يزال ضعيفا أو غير مشجع، وبعضهم وصل السجن بعمر 15 سنة وهو يمتلك خبرة مجرم محترف" وفقا قوله.

من جهته، قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد، الدكتور عمر حسان، لـ"العربي الجديد"، إن "ارتفاع معدل الجريمة بين الأحداث مرتبط بالأسرة، فضلا عن العامل الاقتصادي، وأخيرا التأثيرات بالخارج"، مبينا أن الارتفاع في معدل الجرائم المرتكبة من الأحداث بالعراق يرتبط أيضا بأعمال الإرهاب والعنف للجماعات المسلحة، ومشاهد القتل وجثث الضحايا بالشوارع.

وأعلنت دائرة الأحداث في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن إطلاق سراح 62 حدثاً من مختلف المدارس الإصلاحية خلال يوليو/تموز الماضي، بعد تأهيلهم سلوكيا ومهنيا وثقافيا، وأن 36 منهم سيتم شمولهم بالرعاية اللاحقة التي تتضمن المتابعة بعد إطلاق السراح وتنفيذ برامج إرشادية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، عمار منعم، في بيان، إن "دائرة إصلاح الأحداث تتولى تقديم مجموعة من البرامج الإصلاحية بينها برنامج محو الأمية، وإقامة مسابقات رياضية وترفيهية، وبرنامج صحي يشمل اللقاحات اللازمة.