نازحو دير الزور يفرّون من "داعش" فتستغلهم "قسد"

نازحو دير الزور يفرّون من "داعش" فتستغلهم "قسد"

18 اغسطس 2018
نازحون في منطقة هجين يعانون من نقص فادح بالمساعدات(تويتر)
+ الخط -
المواجهات المتجددة بين مقاتلي تنظيم "داعش" و"قسد" التي تشهدها بلدات الشعثة وأبو الحسن والسوسة والباغوز بمنطقة هجين التابعة للبوكمال في ريف دير الزور الشرقي، تلقي بثقلها على أهالي المنطقة. وسبق للأمم المتحدة أن أعربت عن القلق إزاء سلامة المدنيين هناك مع نزوح أكثر من 20 ألف شخص منذ يوليو/ تموز الماضي بسبب المعارك، مشيرة إلى أن بعضهم استقر في مخيمات مؤقتة وهم في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.

وبهذا الخصوص يقول علي السوادي (36 عاماً) الذي نزح من بلدة السوسة باتجاه مخيم معيزيلة "إن الأوضاع الإنسانية في المخيم تعيسة، وهو عبارة عن خيم مؤقته غير مجهزة"، مضيفا أن الخدمات فيه تقدم مقابل مبالغ مالية يدفعها النازحون مع غياب التدخل المباشر من قبل منظمات دولية أو محلية.

ويؤكد "السوادي" لـ"العربي الجديد" أن الخروج من البلدات التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" باتجاه مناطق سيطرة "قسد" مصيبة بحد ذاته، فهم بحاجة إلى أوراق ثبوتية، فضلا عن التحقيق مع الخارجين وإرغامهم على دفع مبالغ مالية، ويشير إلى أن الراغبين في الذهاب باتجاه بلدات أو مدن فيها أقارب لهم وتخضع لسيطرة "قسد" بحاجة إلى كفيل كردي كي يتمكنوا من ذلك، وإلا يبقون في المخيم.

أما محمد أبو ورد، فيوضح لـ"العربي الجديد" أن "منطقة هجين لا تزال مهجرة حتى اليوم. وطبعاً أهالي هجين موجودون في ريف دير الزور الشرقي على خط الجزيرة، وقسم آخر منهم على خط الغربي وقلة منهم في الرقة، أما القسم الأكبر فموجود في بلدات أبو حمام والكشكية وغرانيج، فأهالي الكشكية عادوا إلى بيوتهم منذ قرابة العام وهذه البلدات تعيش نوعاً من الاستقرار".

ويردف أبو ورد قائلاً "أهالي الكشكية أو بالأحرى الشعيطات نزحوا إلى البادية أو كما تعرف بالظهرة، ونصبت لهم خيم، وقسم منهم نزح إلى الحسكة حيث كانت توجد مقار ومعسكرات تابعة للشعيطات، وهي قوات النخبة السورية، ومن استطاع الوصول إليها يحصل على الأمان، فهناك يؤخذ النازحون إلى تجمع العوائل بمعسكر قوات النخبة، في حين أن من يصل إلى نقاط ومقار "قسد" يؤخذ إجبارياً إلى "مخيمات الموت"، وتلك المخيمات منتشرة في أرياف الحسكة بإشراف مباشر من الوحدات الكردية".

ويوضح أن "تلك المخيمات هي مخيم المبروكة، ومخيم عين عيسى، ومخيم الهول، ومخيم السد، وطبعاً الوضع الإنساني فيها ليس على أفضل حال، بل تنتشر فيها الأوبئة والأمراض، في ظل منع قسد عمل المنظمات الطبية والإغاثية بحرية".

النازح زين الحماد (46 عاما) من بلدة الشعثة يقول لـ"العربي الجديد": "من له أبناء أو أقارب في تنظيم داعش بقي في البلدات التي يسيطر عليها التنظيم، لكنهم نزحوا إلى عمق تلك المناطق بعيداً عن خطوط التماس والمواجهات، والوضع الإنساني هناك سيئ، أما نحن فخرجنا باتجاه مخيم رويشد كونه لا حيلة لنا أو مكان آخر نذهب إليه، وأحضرت أغنامي معي كالعديد من الناس، وليس لدي كفاية من المال لأذهب وأقيم في إحدى البلدات أو المدن التي تسيطر عليها قسد".

ويضيف حماد "منذ نزوحنا حتى الآن لا توجد خدمات أو عناية، ولكن عند قدوم وفد أو منظمة دولية بمرافقة "قسد" فإن الأمور تنقلب رأسا على عقب، وطبعا لا يلتقي الزائرون مع النازحين في المخيم، ونظن أن قسد تجعلهم يلتقون بأشخاص يخبرونهم بأن الأمور جيدة في هذه المخيمات والخدمات متوفرة للجميع، وهي ليست إلا كذبة فقط، فنحن نشتري كافة حوائجنا من البلدات القريبة، ولم نتلق أي مواد إغاثية إلا مرة أو مرتين فقط".

ويختتم بالقول "كل هذه الممارسات باب للسرقة وتبييض الأموال من قسد وقيادييها، وهم يستغلون حالنا لنيل ما يريدون من المنظمات الدولية ولا نعلم إن كانت تلك المنظمات متورطة معهم أم لا، وأنا أجزم بأنها متورطة وفاسدة مثل قسد".