جنازة رسمية لضحايا جسر جنوى... واستمرار البحث عن مفقودين

إيطاليا: جنازة رسمية لضحايا جسر جنوى واستمرار البحث عن مفقودين

18 اغسطس 2018
البحث مستمر عن مفقودين تحت أنقاض الجسر(تويتر)
+ الخط -
نظمت في مدينة جنوى الإيطالية اليوم السبت، جنازة رسمية بحضور كبار المسؤولين السياسيين الإيطاليين لعشرات من ضحايا حادث انهيار الجسر، رفضت بعض عائلات الضحايا حضورها. كما أعلنت أجهزة الإنقاذ العثور على ثلاث جثث من أسرة واحدة، ما يرفع عدد القتلى إلى 41 على الأقل.

وأعلن حداد وطني بالتزامن مع تنظيم المراسم، في وقت عثرت فرق الإطفاء التي تبحث عن خمسة أشخاص، على سيارة بداخلها جثث.

ولم يكشف الدفاع المدني عن عدد الضحايا الذين عثر عليهم، لكن وسائل إعلام محلية قالت إنها عائلة من زوجين وفتاة في التاسعة من العمر. وكانت الحصيلة الرسمية الموقتة حتى الخميس 38 قتيلا.

وحملت الحكومة الشعبوية الشركة المشغلة للجسر مسؤولية الكارثة التي وقعت الثلاثاء الماضي في المدينة الساحلية الشمالية، وهددت بإلغاء عقودها.

ورصت على أرض مركز للمعارض نعوش 18 شخصا، أحدها باللون الأبيض لطفل قضى مع والديه، وغطيت بالورود والصور. وعلا التصفيق لدى دخول رجال الإطفاء القاعة قبل بدء المراسم عند الساعة 11.30 (9.30 ت غ).

لكن أكثر من نصف العائلات رفضت المشاركة في المراسم، واختار بعضها تنظيم جنازات خاصة ومقاطعة مبادرة الحكومة. ونقلت الصحف عن والدة أربعة شبان إيطاليين من نابولي قضوا في الكارثة قولها إن "الدولة هي التي تسببت بذلك، الأفضل ألا يظهروا وجوههم، إن استعراض السياسيين مخجل".


ولجأ روبرتو والد أحد القتلى من نابولي إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبه قائلا "لن يصبح ابني رقما في قائمة الوفيات التي تسببت بها الإخفاقات الإيطالية". وأضاف "لا نريد جنازة مهزلة بل مراسم خاصة".

وعبر أسقف جنوى انجيلو بانياسكو، الذي ترأس القداس اليوم عن "احترامه الكامل لمن اختار ألا يشارك في مراسم جنازة الدولة". وتم تشييع بعض الضحايا أمس الجمعة في مدن إيطالية أخرى.

واتهمت الحكومة المجموعة العملاقة "اوتوسترادي" بعدم الاستثمار في أعمال الصيانة اللازمة، وقالت إنها ستسعى لإلغاء عقودها المربحة.

وطالب وزير الداخلية ماتيو سالفيني بأن تقدم الشركة ما يصل إلى 500 مليون يورو (570 مليون دولار) لمساعدة العائلات والحكومة المحلية في مواجهة عواقب الكارثة.

وبين القتلى أطفال وثلاثة مواطنين من تشيلي وأربعة فرنسيين. وبدأت أعمال بناء جسر موراندي عام 1963 واستغرق بناؤه أربع سنوات. وعانى على مدى عقود من مشاكل بنيوية، دفعت السلطات إلى إجراء عمليات صيانة مطوّلة وأثارت انتقادات حادة وجهها مهندسون.

وتسبب انهيار جزء من جسر موراندي بمخاوف في مختلف أنحاء العالم من تقادم البنى التحتية. وأعلنت إيطاليا حالة طوارئ لمدة عام كامل في المنطقة.

وتقول "أوتوسترادي" التي تتولى تشغيل وصيانة نحو نصف الطرق في إيطاليا، إن إعادة البناء ستستغرق خمسة أشهر. وتنفي الشركة القيام بأي توفير في مصاريف أعمال الصيانة وتقول إنها تستثمر أكثر من مليار يورو سنويا في "السلامة والصيانة وتدعيم الشبكة" منذ 2012.

وحذّرت شركة "أتلانتيا" مالكة شركة "أوتوسترادي" الحكومة من أنها ستكون مضطرة لتسديد مستحقات العقد الساري حتى 2038 على أقل تقدير. وقال أحد المسؤولين إن اوتوسترادي: "مسؤولة عن ضمان صيانة هذا الجسر وأمن كل الذين يسافرون عليه".

وفي يوم الحداد الوطني على الضحايا، تطفأ الأضواء التي تنير المباني الرمزية في روما مثل الكوليسيوم وفونتانا دي تريفي وغيرها.


(فرانس برس)