انفراج أزمة السفينة "أكواريوس" باستقبال 5 دول أوروبية للمهاجرين

انفراج أزمة السفينة "أكواريوس" باستقبال 5 دول أوروبية للمهاجرين

15 اغسطس 2018
سفينة أكواريوس ترسو أخيراً في مالطا(بوريس هورفات/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت الرئاسة الفرنسية عن اتفاق مع مالطا لإنهاء أزمة السفينة "أكواريوس" التي تحمل على متنها 141 مهاجراً، لتسمح مالطا للسفينة بالرسوّ، بعد أن رفضت إيطاليا السماح لها بالرسوّ في موانئها.

وانتهى الاتفاق الفرنسي المالطي إلى تقاسُمُ المهاجرين، وغالبيتهم صوماليون وإريتريون، بين عدد من الدول الأوروبية. إذ قبلت فرنسا استقبال 50 منهم، وهو العدد نفسه الذي سمحت إسبانيا باستقباله، في حين أن البرتغال قررت استقبال ثلاثين، أما الباقون وهم 11 شخصا، فتتقاسمهم كل من ألمانيا ولوكسمبورغ.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سعيداً وهو يعلن عن هذه النهاية السعيدة في تغريدة له، مثنياً على "التعاون الأوروبي الملموس"، الذي جاء من خلال "مبادرة فرنسية مالطية"، ومعبّرا عن شكره لدولة مالطا على "لفتتها الإنسانية"، وطمْأنَها بـ"تضامن فرنسا الكامل"، وختم بأنه لا بديل عن التعاون الأوروبي.



وأثارت قضية "أكواريوس" الأخيرة جدلاً واسعاً في فرنسا، وعادت المواقف القديمة للصدارة مجدداً، إنْ لجهة انتقاد ورفض اليمين المتطرف واليمين التقليدي لاستقبال مهاجرين جدد، أو مواقف اليسار، من شيوعيين واشتراكيين وإيكولوجيين ومن حركة "فرنسا غير الخاضعة" المُرحِّبة باستقبال هؤلاء المهاجرين واللاجئين، انسجاماً مع تقاليد وتاريخ فرنسا ومع تعهداتها الدولية.


وتجدر الإشارة إلى أن "أكواريوس"، التي استأجرتها "إس أو إس. ميديترانيه"، وتعمل بالشراكة مع "أطباء بلا حدود"، تحمل عَلم جبل طارق، وأنجزت خلال عامين ونصف العام، أي منذ شهر فبراير/شباط 2016، أكثر من 200 عملية بحث وإنقاذ، نتج عنها إنقاذ ما يقرب من 30 ألف شخص، 23 في المائة منهم قاصرون، في جوّ من الشفافية واطلاع منتظم من كل السلطات المختصة.


وعبّرت حكومة جبل طارق، في قمة أزمة "أكواريوس" الحالية، عن رغبتها في فسخ اتفاقها مع هذه السفينة، بدعوى أنها أخلّت بالاتفاق معها عبر قيامها بعمليات إنقاذ، الأمر الذي تنتقده "أكواريوس"، مؤكّدةً أن تقديم الإغاثة واجبٌ على كل السفن. علماً أن السفينة تعمل في انسجام مع القانون البحري ومع السلطات المختصة.

وكشفت "أكواريوس" أن السلطات البحرية في جبل طارق سجلتها باعتبارها "سفينة إنقاذ" لدى المنظمة البحرية الدولية.


وانتقدت سفينةُ الإنقاذ قرارَ حكومة جبل طارق، الذي كان يهدد، حسب توقيته، بتداعيات سلبية على إيجاد حلٍّ سريع لهؤلاء الناجين، كاشفةً عن وجود رغبةٍ متعمَّدةٍ في وقف نشاط أكواريوس، إحدى السفن القليلة المتبقية في الإنقاذ المدني والإنساني في البحر المتوسط.

هذا البحر الذي شهد، منذ أربع سنوات فقط، غرق 15 ألف شخص على الأقل، من رجال ونساء وأطفال، أثناء محاولات عبورهم، من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، في مَراكب بسيطة وبدائية نحو السواحل الأوروبية.​

دلالات

المساهمون