الإعدام لمهاجر أردني في تكساس ارتكب جريمتي "شرف"

الإعدام لمهاجر أردني في تكساس ارتكب جريمتي "شرف"

15 اغسطس 2018
علي محمود عوض عرسان المدان بجريمتي الشرف (تويتر)
+ الخط -
انتهت محاكمة مهاجر أردني استمرت خمس سنوات في ولاية تكساس، بعد إدانته بارتكاب جريمتي شرف، بإعلان هيئة المحلفين تأييدها حكم الإعدام.

وأعلنت هيئة المحلفين قرارها النهائي مساء أمس الثلاثاء، بعد مداولات استمرت يومين متتالين، تركز البحث خلال جلساتها في قرار الإعدام أو السجن مدى الحياة من دون إطلاق سراح مشروط، بحق المهاجر الأردني الستيني علي محمود عوض عرسان، الذي قتل صهره زوج ابنته الكبرى عام 1999، وقتل في جريمة مزدوجة زوج ابنته الأصغر وصديقتها المقربة.

وذكرت قناة "إيه بي سي" أن جلسة القرار النهائي سبقتها سبعة أسابيع من استماع هيئة المحلفين لشهادات الشهود، وأقوال علي عرسان الذي دافع عن قراره "بغسل شرفه بالدم"، لأن ابنته تزوجت من مسيحي وتحولت أيضاً إلى الدين المسيحي. واعتقل علي عرسان يوم 22 مارس/ آذار عام 2014 بناء على تحقيقات الأمن بجريمة قتل الناشطة إيرانية المولد وطالبة الطب جلاره باقر زاده (30 عاماً) في سيارتها بالقرب من منزلها في يناير/ كانون الثاني 2012.

وأدت خيوط التحقيق إلى ربط مقتل كوتي بيفرز (28 عاماً) في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه داخل منزله بالرصاص، إلى الربط بين الجريمتين، لأن القتيل وزوجته نسرين عرسان ابنة الجاني علي عرسان على علاقة صداقة متينة مع الناشطة الإيرانية جلاره.

وبيّنت التحقيقات لاحقاً أن علي عرسان أقدم على قتل جيلاره لأنها ساعدت ابنته على الزواج من رجل مسيحي ورفضت أن ترشده إلى مكان سكنها مع زوجها، ثم قتل زوج ابنته لاحقاً لكي "أغسل شرفي بالدماء"، بحسب أقواله أمام المحكمة، ولأن ابنته اعتنقت الدين المسيحي.



وفي جلسة سابقة من جلسات المحاكمة في 29 يوليو/ تموز الماضي، التي نقلت وقائعها الصحافة المحلية، ومنها صحيفة Chron الأميركية، شهدت ابنة المتهم المدعوة نسرين، أرملة كوتي بيفرز، بأن والدها أخبرها عن جريمة قتل سابقة ارتكبها، واعترف لها بأنه قتل زوج أختها الكبرى نسمة، ثم حاول بعد ذلك إغراق شقيقتها في حوض الحمام لكنها لم تمت. ونقلت في شهادتها عنه قوله إن "ملاك الموت" ظهر له من جسد نسمة، وقال له إن موتها لم يحن بعد.

كوتي بيفرز، زوج الابنة نسرين، قتل على يد والد زوجته في تكساس (فيسبوك) 

وأشارت نسرين عرسان (30 عاماً) إلى أن والدها المولود في الأردن، علي محمود عوض عرسان، البالغ من العمر 60 عاماً، تفاخر بقتل زوج أختها الكبرى في "جريمة شرف" في عام 1999. وتلك الجريمة أضيفت إلى ملف المحاكمة بعد القبض عليه عام 2014 بتهمة ارتكابه جريمة ثانية.

وقالت نسرين إنها تذكر جيداً التحذير المرعب الذي سمعته من والدها، في أعقاب جريمته عام 1999، ونقلت عنه قوله إن "نسمة (وزوجها) أهاناه، وهذا ما سيحدث لأي من بناته اللواتي يقمن بالأمر ذاته".

ونسرين عرسان هي الابنة التي هربت من منزل العائلة في مقاطعة مونتغومري، واعتنقت المسيحية، وتزوجت رجلاً مسيحياً في عام 2012، ما أثار غضب والدها، لدرجة أنه قتل زوجها وصديقتها التي ساندتها.

نسرين عرسان وزوجها كوتي بيفرز (فيسبوك) 

وسبق لهيئة الادعاء أن استمعت لشهادات شهود في يوليو/ تموز الماضي، قالوا إن عرسان ارتكب عمليات تزوير بطاقات الائتمان قبل اتهامه بالقتل، كذلك حاول تهريب المخدرات إلى السجن بعد إلقاء القبض عليه.

وكان محاسب قد أدلى بشهادته أيضاً بأن الأب المدان سافر ونقل كميات كبيرة من النقود، في أعمال "احتيال محتمل عبر بطاقات الائتمان". وأشار إلى فتحه على الأقل 86 حسابًا لبطاقات الائتمان تحت أسماء مختلفة بعضها باسمه، وبعضها بأسماء بعض أبنائه البالغ عددهم 12 طفلاً.

وسبق للابنة نسرين أن شهدت بأن والدها كان يضرب أطفاله بخراطيم المياه، والأسلاك الكهربائية.

وذكرت صحيفة "هيوستن كرونيكال" أن الجهات الأمنية ألقت القبض على كل من نسيم عرسان ونيل عرسان في 14 يونيو/ حزيران 2014 بتهمة مساعدة الوالد في جريمته وفي أعمال احتيال أخرى. وأدلى نيل عرسان بشهادته في دعم والده في وقت سابق من المحاكمة.

ويقضي نسيم عقوبة السجن في مقاطعة هاريس بتهمة القتل لدوره في خطة الانتقام من شرف العائلة، بعد أن تحولت أخته نسرين إلى المسيحية وتزوجت من مسيحي.

ويشار إلى أن زوجة عرسان، شمو علي الروابدة وابنته نادية عرسان، مثلتا أمام المحكمة، لكن عرسان ادّعى في المحكمة أنه تزوج من زوجته بينما كان لا يزال متزوجاً من امرأة أخرى في الأردن، لذلك لم يعترف بزواجه في المحكمة من شمو الروابدة.

(وكالات)

المساهمون