جدل كبير في تونس بسبب "مساواة الجنسين في الميراث"

جدل كبير في تونس على خلفية "مساواة الجنسين في الميراث"

14 اغسطس 2018
شعارات أثارت الجدل في مسيرة مؤيدة لتقرير المساواة (فيسبوك)
+ الخط -
أثار خطاب الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، بمناسبة عيد المرأة، أمس الإثنين، ردود فعل متباينة في البلاد، بعد أن دعا إلى إقرار المساواة في الميراث بين المرأة والرجل واقترح على البرلمان تحويل الأمر إلى قانون.

وانتقد تونسيون قول السبسي في خطابه: "لدينا دستور، وأحكامه آمرة، وليس لنا علاقة بالدين أو القرآن أو الآيات القرآنية، والقول إن مرجعية الدولة دينية خطأ فاحش، لأن الدولة التونسية دولة مدنية كما ينص على ذلك الدستور".

وخرجت أمس، في شارع بورقيبة بالعاصمة التونسية، مسيرة لتأييد قرارات السبسي، ودعم تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة، وتناقل ناشطون على مواقع التواصل، صورا أثارت المزيد من الجدل، يظهر في إحداها شاب وشابة يرفعان لافتة كُتب عليها "أنا على دين بشرى بلحاج حميدة. أقول ما تقول وأفعل ما تفعل".

وفي صورة ثانية امرأتان تضعان صورة بورقيبة على الأرض وتسجدان لها، ورفع آخرون لافتات كتب عليها "تونس علمانية، والحريات الفردية أقدس من التشريعات الإسلامية".




ووجّه المحامي التونسي، عبد العزيز الصيد، رسالة مفتوحة إلى الرئيس نشرها على صفحته على "فيسبوك"، وكتب: "ليكون كلامك صادقا، عليك أن تقرّر أوّلا تغيير علم تونس. لأن النجمة والهلال لهما علاقة بالإسلام، وينبغي أن تتوقف أنت والمسؤولون عن آداء اليمين على القرآن، وإلغاء الأعياد الدينية، والاستغناء عن وزارة الشؤون الدينية، والتوقف عن تنظيم الحج، والامتناع عن الاستشهاد بآيات قرآنية في التصريحات".

واعتبر الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، أن السبسي "أراد أن يطببها فأعماها"، في إشارة الى المثل الشعبي. وأكد المرزوقي في تدوينة على "فيسبوك"، أنه يدين خطاب الرئيس ومشروع القانون الذي اقترحه لأنه مخالف للدستور، وكتب: "هل تفهمون لماذا ليست لدينا حتى اليوم محكمة دستورية؟".

واعتبر أن خطاب السبسي "ينفّر جزءا كبيرا من شعبنا من الحداثة الحقيقية المتمثلة في قيم الديمقراطية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويتاجر بقضية لا يزايد علينا أحد فيها، وهي قضية تحرير المرأة، وهي جزء أساسي من قضية تحرير الإنسان ككل".



وأضاف المرزوقي أنها "عملية لإلهاء الناس عن حاضر بائس ومستقبل مظلم. السبسي يزرع بذور الفرقة والخصام والكراهية بين التونسيين في وقت نحن بأمسّ الحاجة لتكاتف الجهود لمواجهة التحديات الهائلة التي تهدد هذا الجيل خاصة، والأجيال المقبلة".
وقال: "هذه الحماقة أنتجت سريعا جماعة 11 و13 أوت (أغسطس)، ولا أحد يدري كيف ستتطور وتكبر القطيعة"، متسائلا "هل سيطلع علينا يوما أحدهم بأغنية (أنتم شعب ونحن شعب)، ليكون مصيرنا هو السيناريو المصري الذي تتابعون فظاعته".