سفينة "أكواريوس" تنقذ مهاجرين جدداً... وأوروبا تتلكأ باستضافتهم

سفينة "أكواريوس" تنقذ مهاجرين جدداً... وأوروبا تتلكأ باستضافتهم

14 اغسطس 2018
سفينة أكواريوس وفريق الإنقاذ(بوريس هورفات/فرانس برس)
+ الخط -


تصنع سفينة "أكواريوس" الحدث من جديد، إذ تمكنت من إنقاذ 141 مهاجرا أمام السواحل الليبية يوم الجمعة الماضي، معظمهم صوماليون وإريتريون، وسبق أن استطاعت هذه السفينة الألمانية القديمة التي كانت في عهدة البحرية الألمانية، والتي استأجرتها جمعية "إس أو إس. مديترانيه"، إنقاذ 629 مهاجرا تقطعت بهم السبل في مياه البحر المتوسط، فاستقبلتهم إسبانيا قبل شهرين، بعد رفض إيطاليا ومالطا السماح لها بالرسوّ.


تتكررالمواقف ذاتها، فإيطاليا ومالطا ترفضان مجددا استقبال المهاجرين، معظمهم صوماليون وإريتريون، وأكثر من نصفهم قاصرون، وأكثر من الثلث نساء، بينما لا تزال فرنسا رسمياً مترددة في السماح لهم بالاقتراب من شواطئها، ويرتكز الإليزيه على القانون البحري، متذرّعا بأن السفينة بعيدةٌ عن الشواطئ الفرنسية، وأن السلطات الفرنسية على اتصال بالشركاء الأوروبيين من أجل الوصول إلى موقف موحد من هذه القضية، وبالتالي العثور على ميناء لرسّو "أكواريوس".

وتسببت هذه القضية في جدال فرنسي جاد، إذ صرح القيادي والوزير الشيوعي السابق، ومدير ميناء "سيت"، جان كلود غايسو، بأنه مستعدّ للسماح للسفينة بدخول الميناء، شرط موافقة الحكومة الفرنسية المسبق. وأضاف غايسو أن الميناء مُؤهَّلٌ لاستقبال هؤلاء المهاجرين.

تلقى غايسو ردا سلبيا من الحكومة على اعتبار أن السفينة بعيدةٌ عن الشواطئ الفرنسية. كما أثار غضب رئيس حزب "انهضي يا فرنسا"، اليميني المتطرف، نيكولا دوبون إنيان، الذي غرّد بأن "غايسو لا يملك أي شرعية لاتخاذ قرار في سياسة الهجرة الفرنسية"، وطالبه بأن يَلزم حدود مهنته باعتباره "مدير ميناء"، قبل أن يختم بأن "67 في المائة من الفرنسيين لا يريدون أن يروا أكواريوس من جديد. فأَنْصِت إليهم".



وموقف دوبون إنيان المعارض لإنقاذ المهاجرين قوبل بمعارضة شديدة من القيادي في حركة "فرنسا غير الخاضعة"، إيريك كوكريل، الذي طالب باستقبالهم، وتحدّث عن "مهاجرين مُهدَّدين بالغرَق"، وبالتالي فإن واجب إنقاذهم يسمو فوق كل المواقف السياسوية الضيقة. وأما حزب "الجمهوريون"، فأكد الناطق باسمه على مواقف الحزب السابقة، التي تتلخص في "ضرورة إعادة المهاجرين من حيث أتوا"، أي إلى ليبيا.


وأثارت المواقف السلبية للحكومات الأوروبية من مأساة "أكواريوس"، غضب المدير العام لمنظمة "فرنسا- أرض اللجوء"، بيير هنري، الذي رأى في ما يحدث "مِرآة لجُبْننا الجماعي".

وأضاف بأنه لا يجب التهويل من عدد المهاجرين، كما يحلو لبعض الساسة ووسائل الإعلام أن تقول. وتساءل هنري عن سبب التأخر في فتح مركز مغلق لاستقبال المهاجرين، كما قرّر القادة الأوروبيون، قبل أسابيع، وهو قرار كان سيخفف الكثير من هذه المآسي المتكررة، والتي لا يبدو أنها ستتوقف في القريب العاجل.