"أوكسفام": لا يمكن السماح بأن تصبح الحديدة اليمنية مقبرة

"أوكسفام": تدهور أوضاع نصف مليون يمني وتحذيرات من تحول الحديدة إلى مقبرة

05 يوليو 2018
نقص الإمدادات الغذائية (Getty)
+ الخط -



أكدت منظمة "أوكسفام" الدولية، اليوم الخميس، تدهور الأوضاع المعيشية لأكثر من نصف مليون شخص في مدينة الحديدة اليمنية، في ظل نقص الإمدادات الغذائية وتضرر شبكات المياه والصرف الصحي بشكل كبير، ما يسهم في زيادة خطر انتشار وباء الكوليرا.

وأفادت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها الرسمي، اليوم، بنزوح أكثر من 80 ألف شخص من منازلهم رغم تراجع حدة القتال مؤخراً في محافظة الحديدة.

وأوضح المدير القطري للمنظمة في اليمن، محسن صديقي، أنّ "مصير 600 ألف شخص معلق في كفي الميزان، وببطء ولكن بثبات تتعرض الحديدة للضغوطات، والخوف الحقيقي هو أن هذا مجرد مقدمة للهجوم (الذي ستشنه قوات التحالف الذي تقوده السعودية) الذي سيؤدي إلى خسائر واسعة النطاق في الأرواح".

وتابع "لا يمكن السماح بأن تصبح الحديدة مقبرة، ما زال هناك وقت لإيقاف هذا الدمار"، وذكر صديقي أن أحد أكبر مخاوفهم هو زيادة تفشي وباء الكوليرا، مشيرا إلى أن "الحديدة كانت من أكثر المناطق الموبوءة بالكوليرا العام المنصرم، وإن تكرر ذلك فسيكون مدمرًا للناس هناك".

ودعت أوكسفام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي سيناقش الأزمة اليوم، إلى عدم السماح  بأن تصبح الحديدة مقبرة، وأن تُمارس أقصى الضغوطات الدبلوماسية على الأطراف المتحاربة للاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى محادثات السلام.

ورصدت المنظمة انعدام مظاهر الحياة في المدينة الني خلت شوارعها، وأغلقت العديد من المتاجر والمخابز والأسواق، في حين أن الغذاء أصبح عملة نادرة، في ظل شحّ المواد الأساسية مثل الطحين والزيوت النباتية وغاز الطهو، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، مستدلة على ذلك بسعر كيس الأرز الذي ارتفع بنسبة 350 في المائة، والقمح بنسبة 50 في المائة وزيت الطهو بنسبة 40 في المائة.

وأكدت المنظمة تأثر العديد من الأسر بسبب إغلاق العشرات من المصانع والشركات.

وذكّرت أوكسفام بأن محافظة الحديدة واحدة من أكثر المناطق المتضررة في اليمن، إذ يعاني ربع الأطفال من سوء التغذية. وفي العام الماضي، كانت على بعد خطوة واحدة من المجاعة، حيث يعاني ما يقرب من 800 ألف شخص من الجوع الحاد والوضع ما زال سيئا".

كما أشارت إلى أن أجزاء من شبكة المياه والصرف الصحي قطعت في المدينة بسبب حفر مواقع دفاعية، ما يهدد بانتشار وباء الكوليرا، إذ سيضطر الناس إلى البدء في استخدام الآبار الضحلة غير المحمية أو المياه السطحية. 

وبينت أن حوالي 46000 شخص تمكنوا من الفرار من المدينة في رحلة محفوفة بالمخاطر، من قصف وقتال وألغام أرضية، مشيرة إلى عجز الفقراء عن تحمل التكلفة الباهظة لمغادرة المدينة، إذ يمكن أن تصل كلفة إخراج عائلة واحدة منها إلى العاصمة صنعاء 60 ألف ريال (115 جنيهاً إسترلينياً). وحتى إذا تمكنوا من تحمل تكاليف السفر، فعليهم دفع ما لا يقل عن 200 ألف ريال (380 جنيها إسترلينيا) للإيجار والغذاء شهريا.



ويعيش في محافظة الحديدة أكثر من 11 في المائة من سكان اليمن (3 ملايين ومائة ألف نسمة)، و65 في المائة منهم يسكنون المناطق الريفية التي تعاني من انعدام الخدمات الأساسية أو تراجع مستواها.

 (العربي الجديد)