غداً يتجاوز استهلاك البشر مقدرات الأرض لعام كامل

غداً يتجاوز استهلاك البشر مقدرات الأرض لعام كامل

31 يوليو 2018
استهلاك جائر وإسراف(تويتر)
+ الخط -


غداً الأربعاء، الأول من أغسطس/آب 2018 ستستهلك البشرية جميع الموارد التي يمكن أن تجددها الطبيعة في عام واحد، بل تستلف من كوكب الأرض قدراته على مدى خمسة أشهر لاحقة، وفقًا لمنظمة Global Footprint Network  (البصمة العالمية) غير الحكومية.

وتشير المنظمة في موقعها الإلكتروني إلى أن ما تسميه "يوم التجاوز" الذي يحلّ في "الأول من أغسطس 2018 هو التاريخ الذي سنستخدم فيه من الأشجار والمياه والتربة الخصبة والأسماك التي تنتجها الأرض على مدى عام كامل"، موضحة أن البشر في عام 2018 استهلكوا خلال 212 يوماً ما يتيحه الكوكب لهم خلال 365 يوماً. 

وتقول فاليري غراموند، من الصندوق العالمي للطبيعة، الشريك في شبكة البصمة العالمية، في بيان صادر اليوم الثلاثاء: "نحتاج اليوم إلى ما يعادل 1.7 من الأرض لتلبية احتياجاتنا". وتشير إلى أن أقدم تاريخ بدأ فيه احتساب استهلاك البشر لمقدرات الكوكب كان في بدايات سبعينيات القرن الماضي، ولفتت إلى أن البشر كانوا يستنفدون مقدرات الأرض التي تجددها وتنتجها خلال عام واحد بحدود 29 ديسمبر/كانون الأول، أي قبل نهاية العام بأيام قليلة. في حين أن تسارع وتيرة استنزاف الأرض بكل مكوناتها الطبيعية وما عليها جعل التاريخ يقفز إلى 3 أغسطس العام الماضي، واستمر الاستخدام الجائر للكوكب حتى وصل هذا العام إلى الأول من أغسطس.

وتوضح غراموند أنه "في جميع أنحاء العالم ينتهي نحو ثلث الطعام في سلة المهملات"، لافتة إلى أن "الاستهلاك المفرط والتبذير يقوضان قدرة الكوكب على التجدد"، وتدرج مثالاً على ذلك كيفية التفريط بالثروات السمكية حول العالم.


ويؤكد بيير كانيت، من الصندوق العالمي للحياة البرية أن "يوم التجاوز" يختلف اختلافاً كبيراً بين الدول. ويشير إلى أن البلدان الصغيرة التي لديها عدد قليل من الناس، مثل قطر ولوكسمبورغ، لديها "بصمة بيئية قوية للغاية"، معتبراً لو أن البشرية جمعاء عاشت بنمط استهلاك مشابه للموارد الطبيعية يعني ذلك أن "يوم التجاوز" يحل بين 9 و19 فبراير/شباط. في حين لو كان البشر يعيشون مثل الشعب الفيتنامي فإن التاريخ التقديري ليوم التجاوز سيكون يوم 21 ديسمبر/كانون الثاني.

ويعتبر كانيت أن القلق كبير حيال زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2017 وذلك بعد ثلاث سنوات من استقراره، ما يعني أنه "يجب أن ننتقل من مرحلة الإنذار إلى العمل".

المساهمون