قدما مايا لم تعودا من علب

قدما مايا لم تعودا من علب

30 يوليو 2018
تحقق حلم مايا بالسير على قدمين صناعيتين(العربي الجديد)
+ الخط -


قدَمَا مايا مرعي لم تعودا من علب. الطفلة السورية المبتورة الساقين، والتي انتشرت قصتها حول العالم، حققت حلمها وصار لديها ساقان صناعيتان بدلاً من علبتي بلاستيك كانت تعتمد عليهما للتنقل حول خيمتها، واللعب مع الأطفال  المهجرّين مثلها هرباً من القصف والموت.

نزحت مايا قبل أشهر قليلة من القنيطرة في ريف حلب هرباً من القصف والموت، ولجأت مع عائلتها إلى ريف إدلب واستقرت في مخيم القنيطرات هناك. 



لم تكن مايا قادرة على المشي، كونها ولدت بتشوه في ساقيها أدى إلى بترهما. كانت حبيسة خيمتها وترى الأطفال يلعبون دون أن تتمكن من مشاركتهم، أو حتى التنقل بمفردها دون مساعدة مثل الآخرين.

ضيق حال والد مايا بالأساس، وصعوبة إيجاد مساعدة طبية وعلاجية تنتشلها من مأساتها، سببا الضيق والحزن للطفلة الصغيرة. ولم تكن قادرة على اللعب مثل بقية الأطفال.





لكي تتنقل مايا مثلها مثل بقية الأطفال خارج خيمتها، جهز لها والدها علبتين من البلاستيك مع قاعدة معدنية وثبتوا عليها قماشاً يحمي ساقيها من الجروح أو أذى العلب القاسية. وقال والدها للصحافة إنه فكر بمسألة العلب حتى يجعل مايا تتحرك لوحدها دون مساعدة أحد.



لم تعد مايا محبوسة في خيمتها، وصارت تعتمد على العلبتين، تثبتهما في ساقيها المبتورتين وتسير. كانتا حلاً مؤقتاً يحميها من قساوة أرض المخيم ويقي ساقيها من الأذى.


التقط المراسلون صور مايا ذات الثماني سنوات، وما لبثت أن انتشرت قصتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ومع تداول صورها وهي تمشي بعد أن تثبت العلب البلاستيكية، لاقت تعاطفاً كبيراً وسافرت حكايتها إلى خارج سورية.







سمع الطبيب التركي محمد زكي تشولجو بأمر مايا، وعرض معالجتها مجاناً وتوفير أطراف صناعية لها. وبالفعل نقلها الهلال الأحمر التركي إلى إسطنبول مكان إقامة الطبيب يوم الخميس الماضي.


وتمكن الطبيب من مساعدة مايا كما وعد، وعادت صور مايا للانتشار من جديد وهي تجرب الرجلين الصناعيتين. ومع بعض التمرين والمتابعة الطبية ستتمكن من السير والحركة، خصوصاً أن الذهاب إلى المدرسة هو أحد أحلامها.


التشوه الخلقي الذي أصيبت به مايا يسمى متلازمة انعدام نهايات الأطراف، وينتقل للمواليد بالوراثة. ولا تتوفر إحصاءات عن عدد المواليد الذين يولدون مع هذا التشوه، لكن العلاج المبكر يفيد في تخفيف صعوبات العيش على المصابين.




دلالات