يحيى ومعن شربجي شقيقان قتلهما النظام السوري في المعتقل

يحيى ومعن شربجي شقيقان قتلهما النظام السوري في المعتقل

24 يوليو 2018
الشقيقان يحيى ومعن شربجي (فيسبوك)
+ الخط -


يبدو أن الزهور والمياه التي وزعها يحيى شربجي وشقيقه معن خلال المظاهرات السلمية في مدينتهما داريا مع بدايات الثورة السورية في عام 2011 لم تشفع لهما، بل غيّبهما النظام السوري في معتقلاته لأنهما طالبا بالحرية والكرامة. ظُلمُ الاعتقال وألمُهُ تضاعفا حين اكتشفت عائلة الشابين أمس الإثنين، أن يحيى ومعن قُتلا في معتقلهما منذ عام 2013، وإن وفاتهما موثقة في السجل المدني. وهكذا تحقق مراد يحيى الذي قال في وقتٍ سابق "أن أكون مقتولاً أفضل من أكون قاتلاً".

وأعلنت شقيقة يحيى ومعن عبر صفحتها على موقع "فيسبوك" خبر مقتلهما في المعتقل، قائلة "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون. وصلنا خبر استشهاد أخوي يحيى شربجي بتاريخ 15/1/2013 ومحمد شربجي (معن) بتاريخ 13/12/2013. نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء وأن يعلي مقامهم وأن يعيننا على متابعة طريق الحرية والكرامة الذي استشهدوا فيه وأن يجمعنا معهم في مستقر رحمته".

وأفاد العديد من الناشطين السوريين بأن يحيى شربجي هو ناشط سياسي، من مواليد 21 يناير/كانون الثاني عام 1979 في مدينة داريا بريف دمشق. درس في كلية العلوم بجامعة دمشق، إلا أنه لم يكمل دراسته، جراء اعتقاله مع مجموعة من أصدقائه في مايو/أيار 2003، على خلفية عضويته في مجموعة سُمّيت حينها " شباب داريا" ونشطت بين عامي 1989 و2003، وهي مجموعة شباب إسلامية، تهدف لحل مشكلات مجتمعية في كافة قطاعات الحياة. وشملت نشاطات يحيى دراسات فقهية حملت أفكاراً تجديدية في الفقه والعقيدة، ترافقت فيما بعد بنشاطات اجتماعية وأهلية مثل حملات توعية ضد الرشوة والتدخين وحملات لتنظيف الشوارع، كما نظم "شباب داريا" مسيرة صامتة ضد غزو العراق.
بعد اعتقال يحيى شربجي(فيسبوك) 

وحُكم يحيى بالسجن 4 سنوات قضى منها نحو عامين ونصف العام حتى عام 2005، الأشهر الأولى من سجنه أمضاها في أقبية المخابرات، قبل أن ينقل إلى سجن صيدنايا سيء السمعة، حيث قبع 4 أشهر في الانفرادي. وخرج من السجن مجرداً من حقوقه المدنية والسياسية وممنوع من السفر، وملاحقاً من قبل الأمن على الدوام.

شارك يحيى باكراً في الحراك الشعبي المطالب بالحرية والكرامة والعدل في عام 2011، فكان واحداً ممن شاركوا في اعتصام معتقلي الرأي أمام وزارة الداخلية السورية بدمشق. يومها أخذ منه الأمن السوري هويته وجواله، إلا أنه استطاع الفرار، ومع تسارع الأحداث وتوسع المظاهرات ووصولها إلى داريا، كان يحيى من أوائل المنظمين للمظاهرات وإبقائها سلمية.



واعتقل يحيى في السادس من سبتمبر/أيلول 2011، في كمين نصب له من قبل المخابرات الجوية مع أخيه الناشط معن وصديقه الناشط غياث مطر. وأجبرت قوات النظام شقيقه معن على استدراجه عبر الاتصال به وإخباره أنه مصاب بطلق ناري وأنه بحاجة للمساعدة.

أما شقيق يحيى محمد شربجي المعروف باسم "معن أبو عبيدة" فهو من مواليد داريا عام 1970، هو أب لأربعة أطفال، كانوا حتى بداية الأسبوع الجاري منتظرين عودة والدهم، الذي كان يعرف في داريا بنشاطه وصدقه. وكان معن من أوائل الشباب الذين رفعوا صوتهم في داريا، وصرخ بوجه إمام مسجد داريا خلال خطبة يوم الجمعة في 25 مارس/آذار 2011، قائلا: "كفاك نفاقا"، بعد أن راح الإمام يدعو لرئيس النظام، وكانت أخبار درعا مهد الثورة تلهب مشاعر السوريين.


كما شارك معن في أول مظاهرة خرجت من جامع عبد الكريم الرفاعي في حي كفرسوسة الدمشقي في الأول من شهر أبريل/نيسان 2011، لكن أمن الدولة اعتقله خمسة أيام، خرج عقبها وآثار التعذيب ظاهرة على جسده. وسرعان ما عاد إلى التظاهر وتنظيم المظاهرات، كما عُرف عنه دعمه لأهالي الشهداء والمعتقلين مادياً ونفسياً.

يشار إلى اكتشاف عائلتي يحيى ومعن حديثاً بأنهما قتلا في المعتقلات قبل سنوات، مشابه لحال كثير من الأسر التي علمت بمقتل أبنائها من كثير من دائرة السجل المدني. ويتضح أن النظام سجل وفاة عدد كبير من المعتقلين بالسجل المدني، دون تبليغ عائلاتهم أو تسلم جثثهم أو حتى أغراضهم الشخصية.

ولا تتوفر إحصائيات دقيقة لعدد المعتقلين الذين قضوا في المعتقلات إما بأحكام الاعدام أم تحت التعذيب أم جراء تفشي الأمراض، إلا أن ناشطين يقدرون أعدادهم بعشرات آلاف القتلى.

المساهمون