مواكب وإطلاق نار احتفالاً بنجاح تلاميذ الجزائر

مواكب وإطلاق نار احتفالاً بنجاح تلاميذ الجزائر

25 يوليو 2018
بتنَ في الجامعة (Getty)
+ الخط -


فرحة لا تضاهيها فرحة تعيشها آلاف العائلات الجزائريّة، منذ أعلنت وزارة التربية الجزائرية نتائج شهادة البكالوريا، بعد نحو شهر من القلق الذي عاشه آلاف التلاميذ بعد انتهائهم من الامتحانات. فنيل هذه الشهادة في الجزائر بالنسبة إلى العائلات فرصة للفرح والاحتفال بوسائل كثيرة. هذا النجاح خطوة نحو بناء المستقبل على الرغم من قلة الفرص.

ولم يكد موقع الديوان الحكومي للامتحانات والمسابقات في الجزائر يعلن نتائج شهادة البكالوريا ونجاح التلميذ أسامة بن كران في ولاية ورقلة جنوب البلاد، حتّى عمّت الزغاريد أرجاء البيت. وسارع أحد أفراد عائلته إلى سحب بندقية تقليدية وإطلاق أعيرة نارية في السماء. وتناوب على إطلاق النار عدد من أفراد العائلة، بمن فيهم التلميذ الناجح أسامة. ومثلهم فعل جيران لهم في الحي بعد نجاح أبنائهم. يقول فؤاد بن كران، الأخ الأكبر لأسامة، لـ "العربي الجديد": "نحتفل بهذه الطريقة بنجاح أخي الأصغر وهو آخر العنقود في بيتنا. لذلك تكون الفرحة مضاعفة"، مضيفاً أن "هذه ليست سوى مقدمة للاحتفالات التي ستليها وليمة وذبائح لإكرام ضيوف العائلة المهنئين".

وفي ولاية تبسة شرق الجزائر، لا تختلف طقوس الاحتفالات بنجاح التلاميذ في شهادة البكالوريا عن ولاية ورقلة. ويبقى إطلاق الرصاص ضمن العناوين الرئيسية للفرح. ويقول لخذيري وهو محامٍ: "نحتفل بنجاح أبنائنا في شهادة البكالوريا من خلال إطلاق أعيرة نارية وذبح الماشية لإكرام الضيوف". يضيف لـ "العربي الجديد" أنه "بالنسبة إلى العائلات في منطقتنا القريبة من الحدود مع تونس، يعدّ نيل شهادة البكالوريا ذا رمزية في المسار الدراسي، باعتبارها مرحلة فاصلة بين المدرسة والانطلاق نحو الحياة الجامعية والمستقبل".




وفي ولاية ميلة شرق الجزائر، تسارع بعض العائلات إلى توزيع "الباروك". ويقول عمار إيدري لـ "العربي الجديد" إن "أول شيء يفعله والدي بعد إطلاق النار هو توزيع الباروك، أي المشروبات الغازية على جميع رجال الحي، تعبيراً عن فرحته بنجاحي". أما والدته، فتنهمك في تحضير الحلويات التقليدية المحلية، منها "الغرايف" وشكلها دائري وتوضع في العسل، ثم توزعها على الجيران وقرب مسجد الحي.

وغالباً ما تصنع النساء هذه الحلوى في ولايات عدة. وللعائلات في ولاية البيض غرب الجزائر طقوسها في الاحتفال بنيل أبنائها شهادة البكالوريا. وتقيم العائلة ذبيحة ووليمة يدعى إليها الأهل والأقارب والجيران. يوضح أحمد سكوم الذي نجح ابنه من ولاية البيض غرب الجزائر، لـ "العربي الجديد": "عقب نجاح ابني في نيل الشهادة، أدعو الأهل والأقارب إلى وليمة، وتقدم الهدايا للتلميذ الناجح، تشجيعاً له على مواصلة النجاح في المستقبل". وفي العاصمة الجزائرية والمدن القريبة منها، ابتدع الشباب طقوساً جديدة، وصار يُزَف الناجحون في امتحان شهادة البكالوريا في مواكب من السيارات ويطلقون العنان للأبواق احتفالاً بالناجحين، ويطلقون الألعاب النارية. ويستغل الأصدقاء فصل الصيف وموسم السباحة لإقامة يوم للفرح مع الناجح على الشاطئ في أجواء شبابية ممتعة".

بعض العائلات الجزائريّة الميسورة الحال، لا تتوانى عن تنظيم احتفالات استعراضية تصرف فيها مبالغ كبيرة، أشبه ما تكون بحفلات الزفاف، وتنظم في قاعات وفنادق فخمة احتفاءً بنيل أبنائها شهادة البكالوريا. وتبادر عائلات أخرى إلى نشر تهانٍ في كبرى الصحف المحلية على الرغم من الكلفة العالية. ولا يقلّ سعر ثُمن صفحة فيها عن 500 دولار أميركي. وأطلقت إحدى العائلات الجزائرية حملة التهاني صباح الخميس الماضي، ونشرت تهنئة كبيرة في صحيفة "ليبرتيه" المحلية احتفاء بنجاح ابنتها صوفيا.




وتنخرط الصحف والقنوات المحلية في حملة التهاني، وتخصص الصحف صفحات لتهنئة التلاميذ الناجحين بأسعار رمزية. كما تنشر القنوات أرقاماً هاتفية خاصة لاستقبال رسائل نصية قصيرة من العائلات لتهنئة أبنائها الناجحين بكلفة تعادل دولاراً واحداً، لنشرها في شريط إعلاني خاص.

وكانت وزارة التربية الجزائرية قد أعلنت نتائج شهادة البكالوريا لدورة يونيو/ حزيران عام 2018. وبلغت نسبة النجاح 55،88 في المائة، وبانخفاض طفيف عن نسبة النجاح العام الماضي، التي بلغت 56،07 في المائة. وسجلت شعبة الرياضيات أعلى نسبة نجاح وهي 78،61 في المائة، وبلغ عدد الناجحين في البكالوريا هذا العام نحو 400 ألف من مجموع أكثر من 700 ألف مرشح.

دلالات