نصب تذكاري لمذبحة "أوتويا" من حطام الزجاج في النرويج

نصب تذكاري لمذبحة "أوتويا" من حطام الزجاج في النرويج

22 يوليو 2018
بريفيك المؤيد للنازية لم يبدِ ندمه(ليز آسيرود/فرانس برس)
+ الخط -
بعد سبعة أعوام على مذبحة أوتويا، التي تعتبر الأعنف في أوقات السلم بالنرويج، والتي نفذها المتطرف النرويجي أندرس بريفيك في 22 يوليو/ تموز 2011، فقتل 77 شخصاً، 69 منهم بإطلاق النار، ومعظمهم من الشبيبة المشاركين في مخيم شبابي لحزب العمل (اجتماعي ديمقراطي ويسار وسط) و8 قتلوا بتفجير من تخطيطه وتنفيذه في مبانٍ حكومية، وسط العاصمة أوسلو، أزاحت، الأحد، رئيسة الوزراء، إيرنا سولبيرغ، الستار عن نصب تذكاري مكون من جدار زجاجي رصف عليه أسماء الضحايا مشكلة من حطام زجاج تفجير المقار الحكومية، كرمزية إلى الجرح الذي تسبب به الهجوم.

واعتبرت سولبيرغ أنّ هذا النصب يذكّر بأنّ "الناجين من المذبحة والمجتمع ما زالوا يصارعون مع تجربتهم الأليمة". أضافت سولبيرغ "سبعة أعوام قد تبدو فترة زمنية طويلة، لكنّ كثيرين يعيشون أيامهم والحدث ما زال مسيطراً عليهم وكأنّ كلّ يوم هو 22 يوليو".

خلال الاحتفال بالنصب التذكاري، جرت، وبصمت تام من الحضور وتأثر واضح، تلاوة أسماء الضحايا الـ77 مع تأكيد رئيسة وزراء البلاد في حديثها مع وكالة الأنباء الوطنية "إن تي بي" أنّ "المرء يظن بأنّ مرور 7 سنوات سيخفف الألم عند الاستماع لأسماء الضحايا، لكنّي أعتقد أنّ الألم يصيبنا في كلّ مرة نسمع اسماً من أسمائهم".




ما يزيد آلام المجتمع النرويجي أنّ المتطرف بريفيك، الذي يوصف في بلده بالإرهابي الأكثر كراهية بين شعب النرويج، وباعتقاد كثيرين لم يكن وحده في ارتكاب عمليته تلك. هذا الاعتقاد عززه الكشف عن كون الناجين من المذبحة، خصوصاً من تحدث عنها وعن آثارها، مهاجماً التعصب القومي، قد تعرضوا لتهديدات بالقتل في عدد من وسائل التواصل الاجتماعي. وحظي بريفيك بتأييد الحركة النازية في الشمال الأوروبي، وأثبتت التحقيقات أنّه كان على ارتباط بنازيي السويد والدنمارك وألمانيا، بل يعتبره هؤلاء بطلاً.

واستدعى تزايد التهديدات خلال الأيام الماضية، والتي كشفت صحيفة "افتن بوستن" عن خطورتها المترافقة مع صورة رمزية للسلاح الذي يهدد مرسلو الرسائل باستخدامه لاستهداف هؤلاء، إلى ردّ رئيسة الوزراء وعدد من السياسيين من شتى الاتجاهات في النرويج مؤكدين  أنّ "الكراهية ما زالت حية، وما زالت تستخدم لشرعنة تفجير مقار الحكومة ومجزرة أوتويا، فقد تزايدت التهديدات بالقتل والمضايقات بحق الناجين، وهذا أمر يؤثر فينا جميعاً، وهو غير مقبول على الإطلاق" وفقاً لسولبيرغ.

وجاء في إحدى الرسائل التي ترجمها "العربي الجديد"، وهي موجهة إلى إحدى الناجيات: "من المؤسف أن بريفيك لم يقتلكِ، عليكِ منذ الآن النظر حولكِ حين تخرجين". وتتابع أجهزة الأمن النرويجية الرسائل التي جاء بعضها بالإنكليزية، للوصول إلى ناشريها.

وكانت محكمة حقوق الإنسان في ستراسبورغ (فرنسا) قد رفضت في 28 يونيو/ حزيران الماضي شكوى اندرس بريفيك ضد الدولة النرويجية بسبب ما يسميه "سوء أوضاع السجن". وبحسب المحكمة الأوروبية فإنّه "بعد الاطلاع على القضية لم تجد المحكمة ما يشير إلى أيّ انتهاكات في ما يتعلق بالاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وبالتالي تعتبر الشكوى غير مقبولة وبلا أساس".

وبدأ بريفيك، المصرّ على تمجيد النازية مع كلّ ظهور إعلامي في السجن أو المحاكم التي يشتكي إليها في بلده، بإطلاق اسم "فيوتولف هانسن" على نفسه، وهو الاسم الذي يعتبره النرويجيون المعارضون للفاشية بأنّه تحريف لاسم أدولف هتلر الذي يعتبره بريفيك مثله الأعلى. وكان قد برر مذبحته بأنّها "عمل قومي بوجه الغرباء المسلمين الذين يريدون السيطرة على البلاد مع تراخي النخبة السياسية الحاكمة" بحسب ما يردد في كلّ مناسبة يظهر فيها.




ويصر بريفيك، ومناصروه في الحركة النازية الشمالية على اعتبار جريمته "عملاً بطولياً للآريين". وحكم على بريفيك بالسجن المؤبد تحت بند الإرهاب، الذي يمنحه حق طلب الخروج المشروط بعد 21 سنة، وبالرغم من ذلك، يعتقد كثيرون في بلده أنّ فرص خروجه معدومة.