صيف 2018... موجات حرارة وضربات شمس وحرائق

صيف 2018... موجات حرارة وضربات شمس وحرائق

22 يوليو 2018
تحذيرات مستمرة من التعرض لأشعة الشمس المباشرة (تويتر)
+ الخط -




شهر يوليو/تموز الجاري شهر موجات الحر والحرائق والارتفاعات القياسية في درجات الحرارة في العالم. وقد انشغلت وكالات الأرصاد الجوية بإطلاق التحذيرات من ضربات الشمس التي أوقعت قتلى هنا وهناك، حتى الدول الاسكندنافية الأكثر برودة على الكوكب لم تسلم من الحرائق مع التغير المناخي وتداعياته.

وفي جولة سريعة على مواقع الطقس حول العالم، والأنباء التي تداولها الإعلام خلال الشهر الجاري، نستطلع كيف انعكس تغير المناخ على الناس والطبيعة، خصوصاً أن موجات الحر طاولت البشر، فأوقعت قتلى ومصابين نقلوا إلى المستشفيات. كذلك أتت على مساحات كبيرة من الأراضي التي أكلتها النيران، ومستويات التصحر والجفاف خصوصاً ترتفع بسبب قلة الأمطار والتعامل البشري الجائر حيال الطبيعة.

اليابان... ارتفاع الحرارة مستمر

لقي 11 شخصاً على الأقل حتفهم أمس السبت بسبب موجة الحرّ التي تضرب أنحاء اليابان، كما سجلت العاصمة طوكيو استخداماً قياسياً لسيارات الإسعاف بعد تسجيل ارتفاع كبير بدرجات الحرارة وصل إلى 34 درجة في العاصمة اليابانية.

وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية اليوم الأحد تحذيرًا بارتفاع مستمر لدرجات الحرارة في معظم مناطق البلاد. وسجلت نقاط المراقبة التابعة للوكالة قراءات تتجاوز 35 درجة مئوية في 57 موقعًا في البلاد.

وذكرت إدارة الإطفاء في طوكيو اليوم أن 3091 سيارة إسعاف أرسلت في العاصمة أمس السبت، وهو العدد الأكبر في يوم واحد منذ بدأ القسم عمليات طبية طارئة في عام 1936.

حرائق يصعب إطفاؤها(تويتر) 




كندا... وفيات وحرارة قياسية 

تسببت موجة الحر التي ضربت المقاطعات الكندية منذ بداية يوليو/تموز الجاري بوفاة 34 شخصاً على الأقل، بحسب وزارة الصحة، وهي الموجة الأسوأ منذ عقود مع وصول درجات الحرارة إلى 34 درجة في معظم المناطق.

وبيّنت بيانات نشرتها الوزارات المعنية أن مونتريال سجلت 18 وفاة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، يضاف إليها سبع وفيات في البلدات الشرقية، وستة في منطقة موريسي جنوب كيبيك، واثنتان في مونتيري، وواحدة في لافال، وذلك يوم 5 يوليو الجاري.

ووفقاً لإدارة الصحة العامة في مونتريال، فإن أولئك الذين ماتوا لم يكن لديهم تكييف هواء في منازلهم وعانوا من مشاكل صحية. وهذه تعتبر موجة الحر الأسوأ في الإقليم منذ عقود، وفق ما نقلته قناة "سي بي سي" الكندية.


المملكة المتحدة... سخونة وجفاف

موجة الحر التي ضربت مدناً ومناطق في المملكة المتحدة هذا الشهر سجلت درجات حرارة مرتفعة وساهمت في إضفاء جو جاف في إنكلترا وويلز أمس السبت.

وبحسب تقرير نشرته "بي بي سي" أمس السبت فإن هذا الصيف مرشح لأن يكون واحدًا من الأكثر سخونة وجفافًا على الإطلاق. ومع عدم سقوط أية أمطار قوية منذ مايو/ أيار الماضي، وارتفاع الحرارة إلى ما فوق 30 درجة مئوية. ولفت إلى أن موجة الحر المستمرة في بريطانيا غير نمطية.

يشار إلى أن أكثر أيام السنة حرارة الذي سجل في المملكة حتى الآن كان يوم 8 يوليو، وفق هيئة الأرصاد الجوية البريطانية. في حين أن الصيف الأكثر سخونة الذي عاشته بريطانيا كان عام 1976، كذلك لفتت إلى أن العام الأكثر جفافاً على الإطلاق حتى اليوم كان عام 1995. أما أعلى درجة حرارة فبلغت 38.5 درجة مئوية، وضبطت في 10 أغسطس/آب 2003.

موجة الحرارة تعرقل الحياة اليومية (تويتر) 



الولايات المتحدة... حرارة حارقة 

لم يكن شهر يوليو 2018 سهلاً على الأميركيين، وفي تقرير نشرته سي إن إن في مطلع الشهر ذكرت أن 80 مليون أميركي يعيشون يوميات لاهبة مع حرارة حارقة ورطوبة عالية.

وسجلت درجات الحرارة مستويات قياسية في الخامس من يوليو الجاري وصلت إلى 43 درجة مئوية، وكانت العليا في ولاية فرجينيا وولاية ماين الشرقية.

وأبلغ مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة بلير في ولاية بنسلفانيا في اليوم نفسه عن وفاة امرأة بسبب ارتفاع حرارة الطقس أثناء عملها في حديقتها. في حين أعلن الطبيب الشرعي في مقاطعة اسيكس أن رجلا في الثلاثين من العمر توفي أثناء خوضه سباقا في ويلمنغتون في نيويورك، لأن الحرارة أتلفت دماغه. كما سجلت حالتا وفاة مرتبطة بالحرارة في مدينة كانساس سيتي بولاية ميسوري.



دول اسكندينافيا... حرائق وأضرار بيئية 

موجة الحرائق التي اشتعلت في السويد تناولها "العربي الجديد" بتقرير مفصل في منتصف يوليو الجاري، ولفت إلى أن الدولة الاسكندينافية طلبت النجدة من جيرانها ومن دول الاتحاد الأوروبي أيضاً لإخماد الحرائق التي كان من الصعب السيطرة عليها. ولفت التقرير إلى أن موجة الجفاف والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، وغياب تام للأمطار على مدار أسابيع، ساهمت في اتساع رقعة النيران.

ونشب نحو 6 آلاف حريق في النرويج، ونحو 60 حريقاً كبيراً في السويد، إضافة إلى حراق في الدول الأخرى.

يشار إلى تسجيل أعلى درجات الحرارة في الدنمارك في شهر يونيو/حزيران الماضي منذ عام 1874، في حين لم تشهد السويد الجفاف الذي سجلته الشهر الماضي منذ أكثر من 130 عاماً خصوصا في جنوبها. أما في النرويج، وفي منطقة "فينماركن" القريبة من الدائرة القطبية فثمة تغير "مرعب" بوصف الخبراء، إذ سجلت الحرارة نحو 30 درجة، وهي في أقصى حالاتها لم تزد عن 15 درجة صيفا. وفي اسكتلندا ارتفعت درجات الحرارة فوق 33 درجة مئوية. ووصلت في إيرلندا إلى 32 درجة في الأسبوع الماضي.

يهرب الناس نحو الشواطئ في المغرب(أليكس ليفسي/Getty)



موجة الحر في دول المغرب العربي

رصد "العربي الجديد" أحوال الطقس في دول المغرب العربي تباعاً، وأشار أمس إلى موجة حرّ جديدة تضرب عدداً من المناطق في شرق وجنوب الجزائر، وسط تحذيرات من الهيئة الحكومية المختصة من احتمال وصول درجات الحرارة إلى 48 درجة في ولايات تمنراست وأدرار والوادي وورقلة في أقصى الجنوب.

وعايش ملايين المغاربة ارتفاعات مفرطة في درجات الحرارة منتصف يوليو الجاري، ودق المتخصصون ناقوس الخطر من مغبة التعرض لأشعة الشمس، محذرين من أضرار صحية للأطفال والمسنين. وطاولت موجة الحرارة مناطق مختلفة من المغرب، خصوصاً في الشرق والجنوب والداخل، وبدرجة أقل في الشمال والغرب، بسبب كتل هوائية ساخنة قدمت من مناطق الصحراء.

وفي تونس، أعلن المعهد الوطني التونسي للرصد الجوي، أن درجات الحرارة تجاوزت في 18 يوليو الجاري المعدلات الموسمية بنحو عشر درجات، مسجلة درجات تراوحت بين 40 و46 درجة، وصلت في بعض المناطق إلى 49 درجة. وترافقت مع ارتفاع الحرارة ريح "الشهيلي" التي سيطرت على الأجواء في البلاد.

الحرارة تتخطى الخمسين درجة

أعلنت دائرة الأحوال الجوية العراقية في الخامس من يوليو الجاري، أن أعلى درجات الحرارة بلغت في العراق 51 درجة وسجلت في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان. وذكرت في بيان لها أن محافظة البصرة سجلت 50.8 درجة، في حين سجلت مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين 50.5 درجة، وبلغت درجة الحرارة في غرب العراق 50 درجة. ويزيد من حدة الحر موجات الجفاف بعد انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات.

النازحون أكثر المتأثرين بالحرّ (تويتر) 


ويهرب المواطنون في غزة نحو الشاطئ للتخفيف من حرارة الجو والابتعاد عن المنازل مع انقطاع الكهرباء. وبلغت الحرارة 34 درجة مئوية في منتصف يوليو الجاري.

وأكثر الناس المتأثرين بموجات الحر الملتهبة هم النازحون والمهجرون المجبرون على الإقامة في المخيمات في سورية والعراق وليبيا واليمن، أو عند المناطق الحدودية في العراء وسط ظروف مناخية تؤثر على صحة الكبار والصغار، وتصيبهم بأمراض وأوبئة تفاقم من سوئها الحرارة المرتفعة. وهذه الظروف تترافق مع عدم توفر مياه صالحة للشرب على الدوام.