تعرّف إلى طقوس الزواج في الخليل

تعرّف إلى طقوس الزواج في الخليل

21 يوليو 2018
عرس وفرح (عباس موماني/ فرانس برس)
+ الخط -

تختلف طقوس الزواج بين مدن فلسطين، وبعضها يبدو غريباً. في مدينة الخليل طقوس قد تعدّ من المقدّسات في الزواج، ويحرص الناس على التباهي بها، وإن كانت تفوق قدرة العريس والعروس.

عبرة البيت

منذ أن يتقدّم العريس لخطبة العروس، يبدأ فرض الطقوس والعادات التي يجب الالتزام بها، أولها عبرة البيت. يدعو أهل العروس أهل العريس في الأيام الأولى من الخطوبة، إلى مائدة فخمة فيها ما لذ وطاب من الطعام وأغلاه، تعبيراً عن الكرم والحب وفأل الخير لخطبة ابنتهم. هذه العادة مكلفة بعض الشيء، إذ يحرص الأهل على تقديم أغلى المأكولات، منها الخراف المحشية، ويدعى أهل العريس وأشقاؤه وعدد من أقاربه. لذلك، يجب أن تكون المائدة متنوعة، وفيها ما يكفي من الأصناف للعائلتين.

شنطة العريس (حقيبة العريس)

مع اقتراب موعد الزواج، تبدأ أم العروس في تحضير تلك الحقيبة، وفيها جهاز كامل، من بدلة العرس، وكافة الملابس الخاصة به، وحتى أداة الحلاقة. ولا يقتصر الأمر على ما سبق، فعلى أم العروس أيضاً أن تشتري ثياباً للأم والأب وشقيقات العريس وجدته من قبل الأب وعماته. ويتباهى الرجال من أهل العروس عندما يذهبون إلى حفلة السهرة (سهرة الرجال من أهل العريس)، التي تسبق العرس بيوم أو يومين. هؤلاء يحملون الحقيبة المليئة بالملابس ويرقصون بها في الساحة، ثم يقدمونها أمام الملأ لأهل العريس.

يوم الصبحة (الصباحية)

هذه العادة موجودة في غالبية مدن الضفة الغربية المحتلة. لكنّ بعض طقوسها تختلف في مدينة الخليل. في اليوم التالي من حفل الزفاف، يذهب العريس إلى منزل أهل زوجته، ويدعوهم إلى بيته لتناول الطعام. وتلبي الدعوة ما بين 20 إلى 30 امرأة وعدد من الرجال، ويتناولون جميعاً الطعام والحلويات. وخلال الزيارة، يتولى الرجال تقديم "النقوط" أي المال للعروس. يسبق تلك الدعوة أن يأخذ أهل العروس الفطور لابنتهم وزوجها في بيتها. وعادة ما يكون الفطور فاخراً ولذيذاً، ويتناولونه مع بعضهم بعضاً.

يوم السرقة

في الخليل، "تسرق" العروس ساعة أو ساعتين من الوقت بعد زواجها بيومين لزيارة والديها والاطمئنان عليهم. وأطلق على هذا يوم السرقة لأن العروس تقوم بزيارة غير معلنة للاطمئنان على العائلة بعد يومين من تركهم فقط. هذه الزيارة تعدّ الأولى للعروس، وتكون سريعة ووقتها محددا ولا يتجاوز الساعتين. وعادة ما تكون ليلاً وغير معلنة.

كف العروس

قديماً، كانت صينيّة كف العروس تحضر من قبل أم العروس قبل ثلاثة أيام من حفل الزفاف. ويدعى أهل العريس لتناول العشاء والتسامر، ثمّ يتناولون كعكاً يطلق عليه أهل الخليل "كف العروس"، وهذه عادة تراثية متعارف عليها في المدينة، كنوع من طقوس الزواج التي تجلب الخير. تبدّل الحال اليوم، وأصبح "كف العروس" وهي كعكة كبيرة مصنوعة بشكل دائري تأخذ شكل الأصابع، مكونة من السميد والجوز والسكر، تقدم بعد أسبوع من حفل الزفاف. ويذهب العريس إلى بيت أهل زوجته، ويأخذ الصينية من العروس ويعود بها إلى بيت العائلة ليأكلوا منها. ولهذه الكعكة اسم آخر متعارف عليه هناك "صينية الحية" كونها على شكل أصابع، لكن بالتأكيد تقدم كتأكيد على الكرم، وبوصفها تجلب الخير.




جهاز الطفل

ما يتحمّله أهل العروس من تكاليف لا ينتهي هنا. عندما يحدث الحمل، تبدأ أم العروس شراء "جهاز" (ملابس وكل ما يحتاجه) طفلها. وينسحب الأمر على الطفل البكر فقط. هنا، تبدأ المباهاة بين العائلات. البعض يكتفي بشراء الملابس وغيرها من المستلزمات الضرورية، في وقت يشتري آخرون غرفة نوم كاملة. وتعدّ هذه العادة من العادات المكلفة، وهدفها الأساسي التباهي. وقد تضطر عائلة العروس إلى الاستدانة لتجهيز طفل ابنتهم الأول. كما تفرض الطقوس أن تذهب أم العروس في اليوم السابع من الولادة، برفقة العمات والخالات، وقد يصل عدد النساء إلى 20، حاملات معهن "جهاز" الطفل. وتكون والدة العريس وخالاته وعدد من القريبات في استقبالهن. ويحرصن على تجهيز طعام الغداء. بعدها، يبدأن في عرض الجهاز قطعة قطعة. ويمكن لأولئك الميسورين مادياً شراء الذهب أيضاً لابنتهم، إضافة إلى كل ما يحتاجه الطفل. ربّما يبدو العريس سعيداً كون عائلة العروس تتحمّل بعضاً من التكاليف. لكن المباهاة وصلت أبعد من ذلك. إلا أن تكاليف مراسم الزفاف تنهك العريس إلى درجة كبيرة، وقد يستمر الأمر سنوات.