بلديات بطرابلس الليبية تهدد بتوسيع الاحتجاجات بسبب أزمة الكهرباء

ليبيا: بلديات بطرابلس تهدد بتوسيع الاحتجاجات بسبب أزمة الكهرباء

18 يوليو 2018
ارتفاع عدد ساعات انقطاع الكهرباء (فيسبوك)
+ الخط -
شهدت أغلب أحياء العاصمة الليبية طرابلس، احتجاجات واسعة، على خلفية ارتفاع عدد ساعات انقطاع الكهرباء لتصل إلى 20 ساعة يومياً، فيما هدّدت بلديات بتدشين احتجاجات مماثلة إذا لم يتم التوصل إلى حل قريب.

ولا تزال آثار الإطارات التي أحرقها المتظاهرون وأكوام التراب التي أقفلوا بها الطرقات حتى صباح اليوم الأربعاء، في كل من أحياء الأندلس وغوط الشعال والدريبي وغيرها.

وعزت شركة الكهرباء في طرابلس عجز محطات التوليد عن سدّ الاحتياجات اللازمة من الكهرباء، إلى ارتفاع درجات الحرارة، وعدم ترشيد استهلاك الطاقة، غير أن تأزم الأوضاع المعيشية اضطر المواطنين إلى إطلاق احتجاجات واسعة في شرق وغرب ووسط العاصمة مساء أمس، معبرين عن غضبهم من الحكومات المتعاقبة التي لم تتمكن من إجراء الإصلاحات اللازمة لتوفير الكهرباء.

وبحسب إعلان رسمي لبلدية حي الأندلس بالعاصمة، فإنها عازمة على تنظيم احتجاجات أوسع تطالب فيها بالانتخابات ورحيل المسؤولين الحاليين.

وقالت البلدية في، بيان لها اليوم الأربعاء، إنّ "المواطن بات يعاني من أزمات نقص السيولة وانتشار القمامة وانعدام الخدمات، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء لمدة 20 ساعة في عاصمة ليبيا"، متسائلة "أين هم مسؤولو البلاد وأين هي الحكومة"؟

وأوضحت أن بلديات العاصمة في الواجهة ولم تستطع تبرير عجز الحكومة والمسؤولين"، وأكدت أنها تطالب برحيل هذه الحكومة وإجراء الانتخابات، ودعت المواطنين إلى الخروج في مظاهرات "احتجاج وغضب في كل الميادين والساحات"، محذرة من أن تلك الاحتجاجات لن تبقي ولن تذر".

ووصف بيان البلدية هذه الخطوة بـ "انتفاضة انطلقت شرارتها من حي الأندلس، داعيا جميع المجالس البلدية في ليبيا وخاصة طرابلس الكبرى إلى الاقتداء بهم وإعلان الاعتصام المستمر إلى حين حل مشاكل المواطنين".

ويحاول المواطنون في ليبيا التأقلم مع أزمة الكهرباء التي تشتد مع دخول فصل الصيف، تماشيا مع تبريرات المسؤولين والحكومة بشأن تضرر شبكة الكهرباء من الحروب والاشتباكات التي كانت طرابلس تشهدها في الفترات الماضية، واستعاض قسم كبير من سكان المدينة عن الكهرباء بالمولدات الخاصة بالبيوت.

وبسبب تزايد ساعات انقطاع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الخاصة، اضطر عدد كبير من الأهالي إلى قضاء الليل على شاطئ البحر، بل اضطر بعضهم إلى المبيت فيه بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وتأثرت مختلف مناحي الحياة بأزمة الكهرباء، خاصة المخابز والمحال التي تعمل بشكل أساسي على الكهرباء، توقف بعضها عن العمل، مقابل صمت رسمي من الحكومة التي اكتفت ببيانات شركة الكهرباء المطالبة بترشيد استهلاك الطاقة.

وتعبر أمّ وئام عن شعورها بــ"الإحباط جراء ما حل بالبلاد"، مؤكدة أنها "اضطرت للذهاب إلى المصيف كي تتمكن ابنتها من الدراسة والاستعداد لامتحانات الشهادة الثانوية بسبب عدم وجود كهرباء بالبيت".

ولا تخفي في حديثها لــ"العربي الجديد" رغبتها في المشاركة بالاحتجاجات، قائلة: "أنا أرملة وليست لدي إلا ابنتي، وأجدني عاجزة عن توفير أساسيات الحياة لها، ولهذا سأخرج محتجة على هذه الحكومة، مطالبة بطرد المسؤولين الذين يكتفون بالفرجة بينما المواطن يغرق".

من جانبه يقول الشاب أسامة اللافي، الذي يعمل بمخبز "اضطررنا خلال الأيام الماضية إلى الاحتجاج على الحكومة بسبب نقص الدقيق وأقفلنا المخابر لأيام، وعدنا للعمل تضامنا مع أبناء شعبنا، واليوم اضطررنا لإقفالها مجددا بسبب الكهرباء التي لا تتوفر إلا لثلاث ساعات يوميا فقط وهي غير كافية لعملنا" مشيرا إلى أن أزمات المواطن تتضاعف أكثر فأكثر.


ورغم بيانات شركة الكهرباء التي تؤكد تعرض كوابل إمداد الكهرباء للسرقة والسطو من قبل عصابات التخريب، بالإضافة للأعطاب بمحطات التوليد، إلا أن عددا من المواطنين يرون أنها "أزمة مفتعلة على غرار الأزمات الأخرى".

وبحسب أمّ وئام فهي "أزمة لإلهاء المواطن عن ما يدور في شؤون السياسة التي يجب أن يشارك فيها وإغراقه في مشاكله اليومية والمعيشية".

ورغم اتساع دائرة الاحتجاجات، إلا أن سلطات البلاد لم تصدر أي موقف رسمي تجاه الأزمة التي تضاف إلى أزمات أخرى تتعلق بالوضع المعيشي للمواطن.