طفل يمني يدافع عن نفسه ويقتل المعتدي عليه

رياض الزهراوي... طفل يمني يدافع عن نفسه ويقتل رجلاً حاول اغتصابه

18 يوليو 2018
الطفل اليمني رياض الزهراوي (فيسبوك)
+ الخط -

تحولت قضية الطفل رياض الزهراوي (14 عاماً) إلى قضية رأي عام في مدينة تعز، وسط اليمن، بعد أن تمكن من الدفاع عن نفسه وقتل رجلاً حاول اغتصابه، تبين أنه قاتل ومن أصحاب السوابق لكنه فالت من العقاب. وأدى الضغط الشعبي المناصر للطفل إلى تحرك قوات الأمن لتأمين الحماية للطفل وأسرته بعد تعرضها لهجمات مسلحين تابعين للمعتدي.

وتعرض الزهراوي مساء يوم 14 يوليو/تموز، في حيّ عمار بن ياسر وسط مدينة تعز، لمحاولة اعتداء أثناء خروجه لشراء بعض الحاجيات من بقالة في جوار منزله. إذ أقدم المدعو خالد عباد (30 عاماً) على استدراجه بقوة السلاح وحاول اغتصابه، غير أن الطفل نجح بالاستحواذ على سلاح الكلاشينكوف الخاص بالمعتدي، وأفرغ عدداً من الطلقات في جسده دفاعاً عن النفس، فأرداه قتيلاً قبل أن يعود إلى والده ويخبره بالحادثة.

وحصل "العربي الجديد" على تفاصيل رواية الطفل رياض التي أدلى بها للجهات الأمنية. وذكر فيها أنه عند خروجه من منزله لشراء بعض الاحتياجات من البقالة، صادف عند عودته شخص يدعى خالد عباد فطلب منه أن يساعده بحمل قارورة ماء سعة خمسة ليترات، وثلاث وسائد كان خالد يستخدمها في مقيله عند تناوله القات على رصيف الشارع في حيّ عمار بن ياسر الذي يسكنه. حمل الطفل الوسادات والماء إلى أمام منزل خالد في الحي الواقع وسط مدينة تعز، فلحق خالد به وسحبه إلى داخل الغرفة وطلب منه عدم الصراخ وهدده بالقتل إن فعل.

وتابع الطفل في شهادته أنه طلب من خالد عدم مسه بأذى، وأنه سيطلب من والده أن يدفع له مبلغاً من المال. لكن خالد باشر بحضن الطفل وتقبيله ومداعبته وهو صامت على السرير، وبعد أن أغلق خالد باب الغرفة وأثناء خلع ملابسه استعداداً لاغتصاب الطفل، أخذ الطفل سلاح الكلاشينكوف الذي تركه خالد قرب السرير، وأطلق عشوائياً 30 طلقة داخل الغرفة المظلمة. وقال أن وميض إطلاق النار ساعده على رؤية خالد وهو يخلع ملابسه، فوجه السلاح نحوه وأفرغ الرصاص بتتابع، فزحف خالد نحوه وشعر به عند قدميه فصوب باتجاهه. وأصاب الطفل مشط قدمه الأيسر خلال إطلاق النار، وتحمل إصابته وأخذ السلاح وغادر المكان.

يقول الطفل أنه صادف عند خروجه رجلاً من الحيّ الذي يسكنه، ويدعى أنس، فقال له بصوت مفجوع "قتلته، قتلته... خالد عباد كان يريد اغتصابي فقتلته". وأراد الطفل رياض الزهراوي تسليم السلاح لأنس، لكن الأخير نصحه بأخذ السلاح إلى منزله.

وقال مصدر في مديرية أمن تعز لـ"العربي الجديد" إن الطبيب الشرعي الذي شرح جثة القتيل وجد السائل المنوي على عضوه الذكري. كما أفاد أن خالد عباد لديه سوابق متعددة، منها جرائم قتل عدة، ومن ضحاياه شخص يدعى الزبيدي، وطفل يدعى الوصابي يبلغ من العمر 17 عاماً، قتله في حيّ التحرير الأسفل وسط المدينة، وبأه سجن لمدة ستة أشهر ثم أفرج عنه.





ودفع التفاعل الشعبي مع الطفل وما أقدم عليه للدفاع عن نفسه، مسلحين يتبعون القتيل خالد عباد لمهاجمة منزل الطفل رياض، والاشتباك مع أهالي الحارة الذين دافعوا عن منزل الطفل. وسقط في المواجهات قتلى بينهم الشاب محمد العسالي، الذي كان من ضمن الشباب المدافعين عن منزل الزهراوي. وتحركت 5 أطقم عسكرية تابعة للأمن العام والشرطة العسكرية لحماية عائلة الزهراوي، وإلقاء القبض على العصابة الإجرامية التابعة لعباد.

وقال وكيل محافظة تعز، عارف جامل، في تصريح صحافي، أن الدولة معنية بحماية المواطنين وسلامتهم وحل قضاياهم، وأن القضاء هو الذي يفصل في مثل هذه القضايا والقضية بيد الدولة. وحذر الجميع من أي تصرف خارج القانون.



وتفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع القضية التي تحولت إلى رأي عام في تعز، معبرين عن اعتزازهم بالفعل البطولي للطفل رياض الزهراوي ومطالبين الأجهزة الأمنية بتحمل مسؤوليتها في حفظ وضبط الأمن وملاحقة العصابات المسلحة التي تستغل الانفلات الأمني لارتكاب أبشع الجرائم بحق المجتمع.

وكتبت أستاذة علم الاجتماع في جامعة تعز ألفت الدبعي، على "فيسبوك"، "من المهم أن يكون هناك ضغط مجتمعي للبت السريع عبر أجهزة الدولة الأمنية والقضائية بقضية الطفل رياض بما يحقق إجراءات تقاضي سريعة وعاجلة .وتتحول ظاهره التحرش الجنسي للأطفال إلى قضية مجتمعية يتم تجريمها وتقديم ازدراء مجتمعي لكل مرتكب لها".



وكتب الناشط عمار السوائي "الطفل رياض الزهراوي رفض أن يكون الضحية بينما تنصاع أمة كاملة لما تظنه قدرها... قدرها أن تعيش كضحية".

أما الناشط مجيب المقطري علق على "فيسبوك"، "الاخ محافظ المحافظة تتحمل المسئولية الكاملة حين يقصر المسؤولين الذين تحت إدارتك ولو كنت خارج المحافظة فهذه القضية تستدعي عودتك لتأمين حياة هذه الأسرة المظلومة".

دلالات

المساهمون