أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال: "بدنا أولادنا"

أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال: "بدنا أولادنا"

16 يوليو 2018
جرائم الاحتلال تطاول جثامين الشهداء أيضاً (العربي الجديد)
+ الخط -
تنتظر السيدة المقدسية هنادي أبو صبيح شقيقة الشهيد مصباح أبو صبيح، الذي تحتجز قوات الاحتلال الإسرائيلي جثمانه منذ نحو عامين عقب استشهاده في القدس المحتلة، تسليم الجثمان لتودعه للمرة الأخيرة، قبل دفنه. وتأمل ألا تشرّع محكمة  العدل العليا الإسرائيلية في جلستها التي ستنعقد في القدس يوم غد الثلاثاء، احتجاز جثامين الشهداء.

وتقول هنادي لـ"العربي الجديد"، على هامش وقفة ومسيرة نظمها أهالي الشهداء مساء اليوم الإثنين، في ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، قبل يوم من عقد جلسة محكمة العدل العليا بخصوص احتجاز الجثامين، "منذ استشهاد مصباح ونحن لا نعرف مصيره، يقولون لنا إنه استشهد لكننا لم نره، نطالب بالإفراج الفوري عن جميع جثامين الشهداء، ونحن ننتظر بفارغ الصبر أن نراه ونودعه".

أما أزهار أبو سرور، والدة الشهيد عبد الحميد أبو سرور، والمحتجز جثمانه منذ أكثر من عامين، قالت لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة والمسيرة، "محكمة العدل العليا ستبت بقرار الجثامين يوم غد، بعد أن أصدرت المحكمة ذاتها قرار وصفت فيه احتجاز جثامين الشهداء بأنه غير قانوني، وهي تنعقد مجدداً لتشريع أمر غير قانوني، لكننا في الميدان وسنبقى نناضل من أجل حقنا".

وخلال الوقفة والمسيرة التي جابت شوارع مدينة رام الله، رفع خلالها أهالي الشهداء لافتات تطالب بضرورة الإفراج الفوري عن جثامين أبنائهم، رددوا هتافات تمجد الشهداء، مرددين "من الصباح للرباح أسد الأقصى يا مصباح (الشهيد مصباح أبو صبيح)"، و"هي جرار (الشهيد أحمد جرار) روحه بتندا... الانتفاضة مش راح تهدا"، و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"تحيتنا بحرارة للشهيد النوارة"، و"ارفع إيدك بالعالي.. يا شهيد ويا غالي".

زيد بني فضل، وهو شقيق الشهيد عبد الرحمن بني فضل من قرية عقربا جنوب نابلس، جاء للمشاركة في الوقفة، وقال لـ"العربي الجديد"، "الاحتلال مارس بحق أهالي الشهداء عقوبات عقب استشهاد أبنائهم من ملاحقات ومداهمات وهدم للمنازل، ولم يكفه ذلك بل احتجز جثامينهم، ما يزيد معاناة الأهالي".

يناشدون دعم قضيتهم وعدم اقتصارها على أهالي الشهداء وحدهم(العربي الجديد) 




في حين، شدد المحامي محمد عليان، والد الشهيد المقدسي بهاء عليان، لـ"العربي الجديد"، أن "أهالي الشهداء يريدون من الشعب الفلسطيني والحكومة الفلسطينية أن يضعوا ملف احتجاز جثامين الشهداء قيد اهتمامهم، فهذا ملف وطني بامتياز ويشمل كل الشعب الفلسطيني ولا أحد يتمتع بحصانة، إن حكومة الاحتلال تضع كل إمكانياتها الفنية والقانونية والأمنية والسياسية في محكمة يوم غد، من أجل استصدار قرار حكم يقضي بجواز احتجاز جثامين الشهداء، لكن تعاطينا مع هذا الملف متراخٍ ويقتصر على ذوي الشهداء، الذين تكفيهم معاناتهم والنضال لوحدهم، لذا يجب أن يلتف الجميع حول هذه القضية".

ووفق عليان، فإن سلطات الاحتلال تواصل احتجاز جثامين 23 شهيداً فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة في ثلاجاتها، منهم 12 شهيداً من الضفة الغربية بما فيها القدس، و11 آخرين من قطاع غزة.

23 شهيداً فلسطينياً يحتجز الاحتلال جثامينهم (العربي الجديد) 


وفي بيان تلته أزهار أبو سرور، باسم أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم، أكد أهالي الشهداء أن محكمة العدل العليا تراجعت عن قرار سابق لها في شهر ديسمبر/كانون الأول 2017 القاضي بعدم جواز احتجاز جثامين الشهداء لعدم وجود مسوغ قانوني، والمحكمة ذاتها ستعقد يوم غد بهيئة سبع قضاة متأثرين بضغط أمني وسياسي إسرائيلي لاستصدار قرار يجيز احتجاز الجثامين ويسوغ ويشرع مخالفة حقوق الإنسان.

وأكد أهالي الشهداء رفضهم القاطع والمطلق لموقف حكومة الاحتلال باحتجاز الجثامين بدعوى استخدامهم ورقة تفاوض حول تبادل الأسرى مع حركة حماس، وهو موقف مخالف للقانون ورفضته المحكمة بصريح النص، وجاء هذا الموقف لتضليل المحكمة والرأي العام، بعد أن فشلت حكومة الاحتلال في تبرير الاحتجاز بدواعٍ أمنية.

تخوف من تشريع محكمة العدل العليا الإسرائيلية لاحتجاز الجثامين (العربي الجديد) 

ودعا أهالي الشهداء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل ونقابة المحامين الفلسطينيين والشخصيات الوطنية والسياسية والاعتبارية للتواجد غداً في قاعات محكمة العدل العليا في الساعة الرابعة مساء، تأكيداً على إنسانية القضية وأبعادها الوطنية، في الوقت الذي دعوا فيه وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية إلى تكثيف وجودها في المحكمة وتخصيص الوقت المناسب والبرامج الكافية لتغطية القضية وتعريف الرأي العام بخطورتها ووجعها.

احتجاز الجثامين جريمة حرب(العربي الجديد) 

وعبر الأهالي عن أسفهم لعدم الاستجابة لمطلبهم السابق بتوحيد الجهود القانونية في فريق وطني واحد يضع كل إمكانياته وقدراته في هذا الملف الإنساني، داعين المؤسسات الحقوقية إلى دعم حراك ذوي الشهداء في معركتهم الإنسانية، الذي لن ينتهي بجلسة محكمة يوم غد. ودعوا كذلك المؤسسات القانونية ونقابة المحامين إلى عقد مؤتمر تصاغ فيه إستراتيجية قانونية لرفع الملف إلى القضاء الدولي بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية، باعتبار أن إعدام أبنائهم واحتجاز جثامينهم يعتبر جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي والدولي الإنساني.

ودعا أهالي الشهداء المؤسسات الرسمية في السلطة الفلسطينية إلى وضع ملف جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال على رأس سلم الاهتمام الرسمي واتخاذ الإجراءات المناسبة والخطوات اللازمة لإنهاء هذا الملف والإفراج عن جميع جثامين أبنائهم في الثلاجات ومقابر الأرقام. وأكدوا على شعارهم "بدنا أولادنا"، وقالوا إن "هذا الشعار لن نتراجع عنه إلا بدفن كافة شهدائنا في أرض الوطن".